
رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل السادس كشف سر الغبار
رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل السادس كشف سر الغبار

الفصل 6: كشف سر الغبار
اكتشاف المخطوطات
في صباح ضبابي آخر على أطراف المدينة، قرر الأطفال التوجه إلى المبنى الأكبر والأكثر تهدماً، حيث كانت آثار السكان السابقين أكثر وضوحًا.
ليان توقفت أمام باب نصف مغطى بالغبار الأزرق:
"هنا… أشعر أن هناك شيئًا مختلفًا… شيئًا ينتظرنا."
رامي دفع الباب برفق، وهو يراقب الغبار يتطاير في الهواء:
"يا لها من غرفة كبيرة… يبدو أن شيئًا ما كان يُخفي هنا."
هالة لمست جدارًا مغطى بالرموز، ثم لاحظت رفًا قديمًا مليئًا بالدفاتر والمخطوطات:
"انظروا… هذه المخطوطات… وكأنها سجل المدينة والغبار."
كريم بدأ يتصفح الصفحات بحذر، ملاحظًا الرسوم والتفسيرات العلمية القديمة:
"الغبار الأزرق… ليس مجرد مادة عشوائية… بل أداة للتوازن بين الطبيعة والقوة… السكان السابقون فهموا قوته وحاولوا حمايته."
ليان رفعت عينيها بدهشة:
"يعني أنه… الغبار… ليس مجرد سحر… إنه شيء أعظم… له غاية."
ظهور الآلة الغامضة
بين دفاتر المخطوطات، لاحظ رامي آلة معدنية قديمة، نصف مدمرة، تتوهج بخطوط زرقاء تشبه الغبار:
"ما هذه؟ تبدو وكأنها تتنفس…"
كريم فحصها بعناية:
"هذه الآلة… على ما يبدو كانت تستخدم للتحكم في توازن الغبار… أو ربما لتوجيهه."
ليان لمست أحد الأزرار بخفة، وفجأة ارتفعت أصوات خافتة من الآلة، وبدأت الغرفة تتلألأ بالغبار الأزرق بشكل أقوى، وكأن المدينة نفسها بدأت تستيقظ:
"انظروا! الغبار يتحرك… يتفاعل معنا!"
هالة شعرت بهزة خفيفة في الهواء:
"إنه… يشبه حديث زاهار… كأن الآلة تؤكد ما قاله."
ظهور زاهار الكامل
بينما الأطفال يراقبون الآلة، ظهر ظل أزرق أكثر وضوحًا، يتشكل تدريجيًا حتى اتخذ شكل كائن غامض، شبه شفاف، مع عينين تتوهجان باللون الأزرق نفسه للغبار.
زاهار تحدث بصوت هادئ وواثق:
"أخيرًا، وصلتم إلى قلب السر… الغبار ليس مجرد مادة… إنه أداة للتوازن… بين القوة والطبيعة، بين البشر والمدينة."
ليان ارتجفت قليلاً:
"هل… هل أنت زاهار؟"
زاهار أومأ ببطء:
"نعم… أنا المرشد، وأمانة الغبار محفوظة منذ قرون. قدراتكم ليست هدية فقط، بل اختبار… المسؤولية في اختيار كيفية استخدام القوة."
رامي رفع قبضته وهو يحاول الهدوء:
"إذن كل ما شعرنا به… كل قدراتنا… جزء من هذا الاختبار؟"
زاهار ابتسم ضوئيًا:
"صحيح… والآن حان الوقت لتثبتوا أنكم قادرون على استخدام القوة بحكمة… فالخطر يقترب."
المواجهة مع الجهة المهددة الكبرى
فجأة، تهدلت أضواء الغبار، وسمع الأطفال أصوات خطوات سريعة وأجهزة حديثة تُحرك الغبار بشكل غير طبيعي. الجهة المهددة، فريق مجهول، دخلت الغرفة بحذر، محاولين استغلال قدرات الأطفال:
رامي صرخ:
"هؤلاء يريدوننا! علينا الدفاع عن أنفسنا!"
ليان ركزت بعينيها المتوهجتين، وحدقت في الظلام، توجه الأطفال بين الأعمدة المتهدمة:
"استخدموا قدراتكم بحذر… لا تصرفوا الغضب!"
هالة تحدثت إلى الكائنات الصغيرة المحيطة بالغبار:
"ساعدونا… أريد أن نحمي المدينة!"
الآلة الغامضة بدأت تصدر موجات زرقاء، تتناغم مع قدرات الأطفال. كريم قال بصوت مرتفع:
"تعاونوا! حركوا الأشياء معًا، ركزوا على حمايتنا، وليس الهجوم!"
تحرك الغبار حول الأطفال بشكل منسق، حجب الجهة المهددة وأربكهم، بينما تحرك الأطفال بسرعة، مستخدمين القدرات معًا لأول مرة في مواجهة حقيقية.
السيطرة والتوازن
بعد دقائق من التوتر، تراجعت الجهة المهددة خارج المبنى، محاصرة بالغبار الأزرق المنسجم مع قوة الأطفال.
ليان تنهدت:
"لقد نجحنا… لكن… كان ذلك مخيفًا."
رامي ابتسم رغم التعب:
"لكننا استخدمنا قدراتنا بشكل صحيح… هذه هي القوة الحقيقية… عندما نعمل معًا."
هالة نظرت إلى زاهار:
"هل هذا كافٍ؟ هل فهمنا الدرس؟"
زاهار، متوهجًا بالضوء الأزرق، أجاب:
"نعم… اليوم أثبتتم أن القوة ليست مجرد لعبة… بل مسؤولية… والمغامرة الحقيقية قد بدأت للتو. المدينة والغبار سيراقبونكم، لكنكم الآن جزء من توازن أكبر."
كريم أغلق دفتره بحزم:
"الآن علينا أن نستمر… ونفهم كل خطوة… قبل أن يقرر الغبار نفسه اختبارنا مرة أخرى."
وغادر الأطفال الغرفة، الغبار الأزرق يتوهج حولهم بهدوء، وكأنه يهمس:
"لقد بدأتم الاختبار الحقيقي… والمدينة تراقب كل حركة…"