رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الرابع تهديد خارجي

رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الرابع تهديد خارجي

Rating 0 out of 5.
0 reviews

رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الرابع تهديد خارجي

image about رواية أطفال الغبار الأزرق الفصل الرابع تهديد خارجي

الفصل 4: تهديد خارجي


إشارات الخطر

كان الأطفال يتجولون في أزقة المدينة المهجورة بعد يوم طويل من الاستكشاف، الغبار الأزرق يتلألأ تحت ضوء الغروب كأن المدينة نفسها تحذرهم من شيء قادم.

ليان توقفت فجأة، تلمس الحائط المتهدم بيدها، وقالت بقلق:

"هناك أثر خطوات… ليست خطواتنا… شخص آخر هنا."

رامي شد قبضته، ينظر حوله بعينين واسعتين:

"ماذا؟! من يجرؤ على دخول هذه المدينة المهجورة؟"

هالة، وهي تراقب الزوايا بعناية، همست:

"أشعر بوجود شخص… أو شيء… يتبعنا… الغبار يرن مثل التحذير في الهواء."

كريم، وهو يكتب ملاحظاته بسرعة:

"إذا كان هناك جهة تعرف قدراتنا… فهذا يعني أنهم قد يحاولون استغلالها. علينا أن نكون حذرين."


مواجهة أولى

بينما كانوا يسيرون بحذر، سمعوا فجأة صوت حركة قوية من مبنى مهجور قريب.

رامي قبض على يد ليان:

"استعدوا… يبدو أننا لسنا وحدنا!"

خارج المبنى، ظهر ظلان طويلان يتحركان بسرعة بين الأعمدة المكسورة. لم يروهما بوضوح، لكن الغبار الأزرق حولهم بدأ يتلألأ بشكل غير طبيعي.

هالة شعرت بتوتر شديد:

"إنهم يعرفون عن قدراتنا… أشعر بأنهم يريدوننا!"

ليان وضعت يدها على صدرها:

"لا يمكننا الهرب… علينا أن نفكر معًا."


أول اختبار للعمل الجماعي

رامي تحرك بسرعة، يحاول استخدام قدرته لتحريك حجر كبير من أمام الظلين، ليخلق حاجزًا مؤقتًا:

"أسرعوا! استخدموا قدراتكم!"

هالة ركزت وبدأت تتحدث إلى الكائنات الصغيرة المحيطة بالغبار الأزرق، محاولة جذب انتباه الظلين:

"إلهينا… ساعدونا على الابتعاد عنهم…"

ليان استغلت قدرتها على الرؤية في الظلام، ووجّهت الأطفال خلال الزوايا الضيقة:

"اتبعوا الضوء… انحنوا هناك… لا تتركوا أحدكم خلفكم!"

كريم كان يحسب المسار ويعطي تعليمات واضحة:

"رامي، حول الحجر هناك! هالة، ركزي على الإلهاء! ليان، اجعليهم يختبئون في الظلال!"

تعاون الأطفال جعلهم يتحركون بسرعة عبر الأزقة، الغبار الأزرق يتلألأ حولهم كدرع يحميهم.


المطاردة

الظلان استمرّا في مطاردتهم، لكن الأطفال بدأوا يشعرون بقدراتهم الجديدة تزداد قوة عند التعاون.

رامي استخدم قدرته لتحريك صندوق قديم، حجب طريق الظلين مؤقتًا:

"لن تعبروا هنا!"

هالة أصدرت همساتها للكائنات، والرياح الخفيفة حركت الغبار بشكل غامض لتشويش الظلين.

ليان ركزت، عينها تتوهج في الظلام، وتوجه المجموعة عبر ممر ضيق:

"إلى هنا! بسرعة!"

كريم قال بصرامة:

"حافظوا على هدوئكم… كل خطوة محسوبة… لا تتركوا أي أثر خلفكم."


مواجهة الخطر الحقيقي

وصل الأطفال إلى ساحة مفتوحة في قلب المدينة، حيث توقفوا للحظة لالتقاط أنفاسهم. الغبار الأزرق يتطاير في الهواء حولهم، وكأن المدينة نفسها تراقب الموقف.

ليان نظرت إلى الظلين الذين توقفوا على بعد خطوات قليلة:

"لقد شعروا بقوتنا… لن يهاجمونا مباشرة… لكنهم لم يرحلوا بعد."

رامي أدار رأسه ينظر حوله:

"لا يمكننا اللعب أكثر… المغامرة تتوقف هنا… علينا الدفاع عن أنفسنا."

هالة همست بخوف:

"أشعر أن الغبار يقول لنا: حذار… هذا مجرد بداية… هناك ما هو أخطر ينتظرنا."

كريم غمغم:

"لقد تعلمنا اليوم شيئًا مهمًا… التعاون هو ما يحميكم… القوة بدون تنظيم قد تكون كارثة."

وبهذه الدروس الأولية، أدرك الأطفال أن الغبار الأزرق لا يمنحهم مجرد قدرات، بل يضعهم أمام مسؤولية حقيقية… وأن أي تهديد خارجي سيختبر شجاعتهم وذكاءهم بشكل حقيقي.


العودة للحماية

غادر الأطفال الساحة بسرعة، الغبار الأزرق يلتف حولهم كما لو أنه يحميهم، وكل واحد منهم يشعر بارتباط أكبر بالقوى التي اكتسبوها:

ليان قالت بثقة:

"لن نخاف… لكن علينا أن نتعلم كيف نستخدم قدراتنا بحكمة."

هالة أضافت:

"وألا نثق بأي شخص… بعض المخاطر تأتي من الداخل، وبعضها من الخارج."

رامي ابتسم بجرأة:

"لا تقلقوا… إذا كنا معًا، لا أحد يستطيع الإمساك بنا!"

كريم وضع دفتره تحت الإبط، قائلاً:

"وسنسجل كل شيء… كل تحرك وكل قوة… لنتعلم، ولنفهم ما يعنيه الغبار الأزرق حقًا."

وبهذه النهاية، وضع الأطفال أول حجر أساس لمواجهة التهديدات القادمة، واختبار قدراتهم بشكل حقيقي، بينما الغبار الأزرق يلمع حولهم وكأنه يهمس: رحلتكم الحقيقية بدأت للتو…

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

15

followings

9

followings

11

similar articles
-