أنت كأوراق الشجر الخضراء، مشتت بين ماضيك وحاضرك إن كنت زهرة ستزهر من جديد
هأنذا قد جئت إليك بجميع حواسي موقنا أيها الصباح…. بأن
للغد أنوار.. مؤمنا بأن للأمل مخالب.. وعلى لونك المخضرم، المنعم بأوراق الشوق أغفو نحو سبات عميق، قد تمر بنا نسمة من عبير ذكريات، أطياف من الماضي على شكل شريط مصور وكأنه كاميرا، صور متقطعة، ذكريات ثابتة وأخرى منسية.
هناك تقبع في السراب المغبر، على رف من العبء والجهد اللذان ينالان من جسدك حين تنهكه الموجات الشعرية، متأرجح أنت بين ماضيك وحاضرك، تعيش على كف من العبث والطفولة، تعامل نفسك وكأنك نصف من كل شيء، لا، ماخلقت لتشق كيانك إلى نصفين، إنهما يتنافران الآن مع بعضهما مثل المغناطيس السالب والموجب، تبرز العديد من الأصوات، وكأنها أوبرا، موسيقى من لحن خاص، ضجيج لا ممر لنهايته.
أي زمان هذا الذي يفرض علينا المزيد من العقيدات؟؟
أي رياح جاءت لتهب وتنسف جميع ما أردت تحقيقه، وما تريدين تحقيقه في السنوات القادمة، لا مرحبا بك إن كنت قد دمرتي آخر ذرة من السرور بداخلي… قد يندمل الجرح ويتحول إلى وردة ياسمينة بيضاء…
جميعنا بلا استثناء لدينا أشخاص يحبطوننا ويحطمون أحلامنا وإن كانوا أقرب الناس إلينا… هنا علينا أن نضع لهم حدود، أحلامنا ملك لنا وحدنا، أفكارنا نحن من نتحكم بها، على مشاعرنا ألا تتأثر بأحكامهم طوال اليوم، ويمضي يومنا بفرح، دون أفكار سلبية تعكر صفونا، ابتعاد بعض الأشخاص لفترة من الوقت شفاء لك لتعيد شحن طاقتك من جديد، ربما تعيد ترتيب حياتك وتغيير عاداتك نحو الأفضل…
الغفران وحده من يحررنا من آلامنا، اتجاه كل شخص سلبي مقرب إلينا، وهو من أجلنا فقط لنشعر بالارتياح نحو هؤلاء الأشخاص، وكأننا نافذة زجاجية فتحت ودخل الهواء عليها من كل الجهات وامتدت أشعة الشمس لتنعكس على مرآتها. نرى النور وسط العتمة المحيطة بنا مثل الضوء الذي يذهب مداه إلى آخر الطريق وتهرول إليه بكل ما أوتيت من قوة…
الشجرة الخضراء ذات الجذور المنتشرة في أنحاء تربتها تعطينا الأوكسجين كل يوم، علينا أن نكون معطائين مثلها وأن نشعر بأن العطاء صادر من القلب…