ابراهيم ورحلة الهروب

ابراهيم ورحلة الهروب

0 المراجعات

إبراهيم عطاء بلا سبب

في فيلم حياة الماعز الذي يتصدر التريند حاليًّا، عن قصة هنديين تعرضا لتجربة قاسية في السعودية ما اضطرهما للتفكير في الهرب في الصحراء، ولكن محاولات البطل نجيب كانت تبوء بالفشل، إلى أن يخبره صديقه حكيم بأنه يعرف شخصًا يمكنه مساعدتهما، وهو إبراهيم، في نظري البطل الحقيقي للقصة هو إبراهيم.

إبراهيم في هذه المأساة ضرب مثالًا للتضحية من أجل الإنسانية فقط. فهي ليست تضحية الأخ لأخيه ولا الصديق لصديقه ولا الأب لأبنائه ولا ابن البلد لبلدياته ولا أي شيء من هذا.. فلو تأملنا علاقة إبراهيم بنجيب نجدها علاقة سطحية جدًّا، مجرد معرفة عن طريق شخص مشترك (حكيم) الذي يعرف الاثنين، ومعرفة حكيم بإبراهيم هي معرفة حديثة أيضًا (ليس فيها سنوات من المواقف والجدعنة والجمايل) لكنه حكى له عن معاناته وصديقه، فقرر إبراهيم إنقاذهما.

لماذا يفعل إبراهيم ذلك؟ 

في دائرة العلاقات التي ليس  فيها روابط قوية، سيكتفي الشخص بإبداء الرأي، أو توضيح معلومة، لكنه في أفضل الحالات لن يعرّض حياته للخطر من أجل غريبين.

إلا إبراهيم ذلك الشاب الإفريقي الإنسان، يقرر اصطحابهما في رحلة مليئة بالمخاطر من أجل أن يساعدهما على الهرب.

إبراهيم يفعل ذلك مع نجيب الذي لم يقل اسمه سوى مرة أو مرتين على الأغلب، وكان يكتفي بـ"ياهذا" أو شيء من ذلك.. إبراهيم يفعل ذلك مع حكيم الذي يعرفه ويعرف نياته الطيبة لمساعدتهما، لكن في مشهد نجد حكيم يوبخه ويحمّله ذنب الرحلة ومشاقها وعدم وجود ماء.

إبراهيم يفعل ذلك مع نجيب رغم موت حكيم العامل المشترك.

 كان من الممكن أن نقول إنه يفعل ذلك لأنه أيضًا في المأزق نفسه (بدل ما أهرب لوحدي أهو يبقى معايا اتنين يسلوني)، لكن هذا التبرير نسفته الأحداث النهائية حيث يختفي إبراهيم بعد أن يوصل نجيب للطريق دون وداع ودون انتظار كلمة شكر واحدة، ويعود إبراهيم للخطورة مرة أخرى، بعد أن أدى دوره على أكمل وجه.

إبراهيم ليس موجودًا في الحياة بصورته الكلية، لكن  قد تلتقي أناسًا لديهم جزء أو أجزاء من هذا الإنسان، فكن معهم، وقل لهم شكرًا التي لم يقلها نجيب ولم يقلها حكيم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

10

متابعين

16

متابعهم

32

مقالات مشابة