بعد الصبر والثقة بالله جبر من عند الله
بعد الصبر جبر
عقيق_الهيچر:
كده كتير كده كتير كل يوم خناق زهقت ي أخي اي مبترحمش قولتلك مليون مره ساعدني، واجبي مش هيكون تعليم بنتك بس كله على كتافي وطبخ وترويق وشغل وأنت قاعدلي كده بتفكر برضو في السفر وفي النهاية مش بتعملي حاجه ولا تقدير تعبت يا أخي أمتى هشوف دورك كأب، وزوج أنا و بنتك مش محتاجين فلوس والكلام ده قد ما محتاجين حنانك، واحتوائك لينا أفهم بقي.
عز : ي ياسمين أفهمي دي فرصة شغل حلوه قوي وهاتحسن من مستوانا الاجتماعي وشهرين كده وهنزل، وأخدك أنتِ وبنتنا، ونستقر بره وهاوفر ليكم كل الحنان ساعديني بالله.
ياسمين: أنت اي مش بتحس كمان غربة ونبعد عن أهلنا، وظروف اي اللي تتحسن احنا الحمدلله مستورين، وربنا كرمنا اهو توفر اي تاني شغلي مع شغلك وكل شيء كويس اي تاني ي حبيبي بلاش نطمع أخرته وحشه غير الغربة وكمان تبعد شهرين كمان أنت ملحقتش حتى تقعد معانا أنتَ لسه راجع من أسبوعين والله احنا محتاجينك أنت جنبنا أرجوك أفهم.
عز : آخر كلمه عندي أنا قولتلك بس وبعدين دي فرصة العمر وكنت مستنيها ومش هضطر أسافر بعد كده دي هتغير حياتنا، وفكري كويس أنا نازل.
ذهب عز موصدًا خلفه الباب، ورزعه بشده
جلست ياسمين على أقرب مقعد تبكي على ما حدث، وانهارت أخذت تفكر ويأتي بذكرياتها كم الحب بينها، وبين زوجها عز تعاهدوا على السير معًا، والتقدم معًا هي إمراءة تحب العمل مع أنها ليست بحاجه إليه لكن عز يطمح هو شاب مكافح، كلنا نعلم حتى تحقق طموحك لابد من تنازلات وكان التنازل هنا عن الحب بين العائلة.
أخذت تبكي على كل تلك الضغوطات في التي تفكر بها حتى شعرت بأيدي طفلٍ صغير يربت عليها نظرت ياسمين وجدتها ابنتها مي تقرأ القرآن عليها.
مي : مش تزعلي ي مامي مش هقول عايزة بابا يجي يوم الأب معايا المدرسة تاني كفاية أنتِ أنا بحبك مش تزعلي مش أنتِ قُلتي لما نزعل، ونتعصب نقرأ قرآن وربنا بيهدينا بيه زي ما ربنا قال *"أفلا بذكر الله تطمئن القلوب"*.
ياسمين نظرت لها بحب كبير كلمات طفلتها الصغيرة أثرت بها، وكأن الله أشار لها بأن قلبها سيطمئن فقد تدعو الله أن يُهدي زوجها، قامت باحتضان طفلتها وقالت لها: أيوه ي حبيبتي وبعدين تعالي هنا بابى كمان نحبه مش مامي بس أنا بس زعلانه عشان بابي عايز يسافر يلا نقوم ندعي ربنا يهديه ونصلي.
مي : حاضر ي مامى، ابتسمت ابتسامه أشرقت وجهها ببراءته.
أخذت ياسمين ابنتها ليصلوا مُناجين الله أن يهدي قلب زوجها ليعود عن قراره.
وعلى جانب آخر أخذ عز يجول بسيارته حتى وصل أمام البحر محدثًا نفسه: أعمل اي دي فرصة العمر كان على عيني أسيب البيت وأسافر بجد بس دي فرصة العمر لازم أستغلها ي رب ي رب أنت العالم بحالي اختر لي ولا تُخيرني.
بينما هو تائه مع نفسه وجد شخص ما يرسم على زجاج سيارته وجه مبتسم وكان طفل صغير يبلغ من العمر 15سنة
فاق عز ونظر إليه، تحدث إلى ذلك الطفل قال له: ازيك ي قمر بتعمل اي كده في البرد ده.
كريم الطفل: قاله برسم بسمة ماما قالت ليا إن لما تشوف حد حزين ارسم بسمه وهو هيضحك زي مَا بابا كان بيعمل.
عز: وبابا فين يا شاطر و اسمك اي.
كريم بحماس: اسمي كريم وبابا ماما بتقول سافر بس كل يوم بشوفها بتبكي وتقول ربنا يرحمه مش عارف ليه بتقول كده مع إن بابا واحشني قوي ي عمو.
عز في نفسه سافر وهو مات ي قلبي عليك فتحدث عز لكريم قائلًا: وأنت كده في المدرسة ي كيمو.
كريم: أيوه الحمدلله وبطلع من الاوائل زي مَا بابا، وماما عايزين عشان لما اكبر أبقي دكتور، وأعالج ماما، ودلوقتي بشتغل لانه ماما مريضة.
عز: ما شاء الله ربنا يوفقك ويحقق حلمك طب بص ي كريم أنا شايف فيك نفسي وأنا صغير طموح وعندك شغف وهتلف الدنيا وتبقي دكتور كبير.
كريم: بس أنا مش هسافر لانه بره بيستغلوا عقولنا ي عمو بلدي أولي وأقدر أحقق فيها أكتر مادام ربنا أنعم عليا فيها وربنا كريم قوي معانا الحمدلله ليه أتغرب واسيب أهلي وعزوتي اللي لما أقع يبقوا جمبي صحيح أنا بشتغل وده عشان أعتمد على نفسي واتحمل المسئولية رغم إنى مش محتاج وربنا كريم معانا ماما دايمًا بتقول: إن الخير ونصيبك مكتوب وارضي بيه ومش تطمع وكمان *" وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ"* يعني مش كل الخير هيبقي بره ممكن يبقي جو بلدي وبره ممكن شر بس متزين كأنه خير وهو العكس ولازم أرضي بقضاء ربنا.
عز محدثًا نفسه ي الله سبحانك بجد نظر عز لكريم قائلًا له: ما شاء الله أنت باين عليك بجد حكيم وعشان كده هساعدك في تحقيق حلمك خد ده كرت دكتور جراحه كبير وبيدرب تحت أيده طلبه روح له وقله إنك من طرف المهندس عز الدين المنياوى وهو هيساعدك .
كريم : شكرا جدا لحضرتك معلش أتأخرت على والدتي سلام تشرفت بالكلام مع حضرتك.
ذهب كريم تاركًا في ذات عز درسًا لن ينساه بالرضي لقضاء الله قطع تفكيره اتصال من العمل.
الموظف: آسفين ي بشمهندس السفرية إتلغت والمدير طالب حضرتك بكره لترقية منتظرين حضرتك.
عز: شكرا ي فندم بجد شكرا وبكره بإذن الله هاجي وأشوف المدير شكرا.
عز في نفسه ي الله بجد ي الله شكرا ليك شكرا ألف حمد وشكر ليك ي رب عوضتني بالافضل من السفرية.
عاد عز فرحًا إلى منزله وتهلهلت أساريره فتح باب المنزل وركض باحثًا عن زوجته حتى وجدها في الشرفة.
عز بفرحه تغمر قلبه : باركيلي ي ياسمين باركيلي ربنا فتح باب أكبر ومش هضطر أسافر جاتلي ترقية في فرع الشركه هنا بجد فرحان قوي مش هضطر أسافر تاني ترقيتي هنا بجد فرحان قوي وأخيراً هبقي معاكي أنتِ وبنتنا هعوضكم عن غيابي الفترة اللي فاتت.
ياسمين بفرحه: بجد ي عز بجد قولت لك ربنا كريم وراضي وهيفتحها مُبارك ي حبيبي.
ضمها عز بفرحه وضم ابنته التى كانت تضحك بفرحه لرؤية أبويها سعيدان.
أخذ عز ترقية كبيرة في عمله وأصبح مساعد المدير نظراً لعمله الجاد وعوض أهله عن فترة غيابه.
بينما صغيرنا كريم كان يمتاز بالذكاء وأخذ يتدرب مع دكتور جراح كبير ساعيًا لتحقيق حلمه.
تمت