ضحكة الأبيض و صرخة الأرض
في أعماق الأراضي الشاسعة التي كانت يوماً مملكة طبيعية لشعوب “الهنود الحمر” كانت قبيلة "الشايان" تعيش بتناغم تام مع الأرض و الصحراء و الجبال والغابات كلها كانت موطنهم وكل نبتة وحيوان كان جزءًا من تراثهم الذي يحترم الطبيعة ويحميها لكن في السنوات الأخيرة بدأ هذا التناغم يتعرض لتهديد خطير لم تعرف القبيلة مثله من قبل.
“كوبا” الشاب المحارب من قبيلة الشايان كان يعيش في تناغم مع هذه الأرض كان يعرف كل ممر في الجبال وكل جدول ماء يصب في الأودية لكن في صباح أحد الأيام شاهد من بعيد غبارًا كثيفًا يرتفع في السماء همس لنفسه وهو يشعر بالقلق يتصاعد في قلبه “الرجال البيض قادمون” لم تكن هذه المرة الأولى التي يسمع فيها عنهم، لكنه شعر أن هذه المرة مختلفة هذه المرة الخطر كان أكبر.
عاد كوبا إلى قريته ليحذر زعيم القبيلة، “محمد” الذي جلس أمام نيران المخيم يراقب الأفق بحذر قال “كوبا” بصوت مختنق بالقلق:"الرجال البيض قادمون الي أراضينا يا زعيمنا العظيم."
“محمد” الذي كان قد رأى الكثير من المصائب في حياته هز رأسه بحزن "لقد حذرت قبيلتنا لسنوات طويلة الرجال البيض لا يفهمون معنى الأرض ولا يسمعون صوت الرياح التي تهمس لنا هم يرون الأرض مجرد ثروة ونحن مجرد عقبة."
كان حديث “محمد” واقعاً لا مفر منه بدأت المستوطنات البيضاء تتوسع على حساب أراضي الهنود الحمر وبدأت القبائل تتعرض للقهر والتشريد كانت الحكومة الأمريكية ترسل الجيوش لإخضاعهم وكان الوعود المعطاة لهم بالسلام والمعاهدات تهدم بشكل دائم.
في إحدى الليالي تجمع شيوخ القبيلة حول النار المقدسة يتناقشون حول كيفية حماية شعبهم من هذا الخطر المتزايد اقترح البعض الهروب إلى الجبال والاختباء هناك بينما أراد آخرون المواجهة لكن “محمد” كان يرى شيئًا مختلفًا "علينا أن نقاتل لكن ليس فقط بأسلحتنا علينا أن نقاتل بروحنا وذاكرتنا إذا فقدنا تاريخنا فقدنا كل شيء."
وفي اليوم التالي هجم الجنود على القرية كانت تلك المعركة غير متكافئة منذ البداية “كوبا” ورفاقه حملوا الأقواس والسهام بينما الجنود البيض كانوا مسلحين بالبنادق والمدافع الأرض اهتزت تحت أقدامهم وصراخ النساء والأطفال ملأ السماء.
لم يكن القتال مجرد معركة على الأرض كان صراعًا على البقاء قاتل “كوبا” بشجاعة لكن في قلبه كان يعلم أن هذه المعركة قد تكون الأخيرة ومع مرور الساعات سقط الكثير من رجاله وبدأت القرية تحترق في لحظة من اليأس رأى “كوبا” الجنود يأخذون كبار السن والأطفال ويسوقونهم إلى معسكرات بعيدة كانت تلك بداية النهاية لقبيلته.
بعد المعركة وجد “كوبا” نفسه جريحًا يتنفس بصعوبة بين الرماد والخراب وقف على ركبتيه ونظر إلى السماء التي بدت سوداء كما لو أنها تبكي معهم حمل قليل من التراب بين يديه وشعر بثقل التاريخ والانتماء يملئه هذا التراب الذي عاش عليه أجداده بات الآن تحت سيطرة الغرباء.
تم ترحيل ما تبقى من القبيلة إلى "محميات" بعيدة مناطق جرداء لا تتناسب مع طريقة حياتهم كانوا مجبرين على ترك أراضيهم المقدسة وتقاليدهم المحميات كانت مليئة خالية من الموارد وكان الجوع والمرض ينتشران بين الناس أصبحت الحياة كفاحًا يوميًا من أجل البقاء.
في إحدى ليالي الشتاء القاسية جلس “كوبا” في كوخ خشبي صغير مع مجموعة من رجال القبيلة كانت عيونهم مليئة بالحزن والتعب. قال أحدهم: "هل هذه هي النهاية هل سنموت هنا في هذا المكان البارد بعيدًا عن أرضنا."
هز “كوبا” رأسه وقال بصوت به أمل: "لا، نحن لن نموت قد يأخذون أرضنا قد يحرقون قريتنا لكنهم لن يستطيعوا سرقة روحنا نحن أبناء الرياح والشمس قصصنا ستعيش في قلوب أطفالنا وأحفادنا، ولن ننكسر أبداً."
على الرغم من الألم والمعاناة استمرت روح “كوبا” وقبيلته علموا أبناءهم التقاليد والأغاني القديمة وحافظوا على هويتهم لم يكن انتصارهم على أرض المعركة بل كان في حفاظهم على ما هو أثمن: هويتهم.
وهكذا وبينما تبدو الأرض وكأنها تبكي تحت أقدام المحتلين استمرت الروح الأصلية للهنود الحمر بالنبض في قلب كل جيل جديد تقاوم النسيان وتروي قصة كفاح لا ينتهي.
مات ملاين من الهنود الحمر و لا يعرف احد ما السبب.
و قالوا أنهم همج و يأكلون لحم البشر هل الهم هم من يدافعون عن أرضهم و نسائهم و أطفالهم أم الهمج هم من يحتلون أراضي غيرهم و يقتلونهم بل والأبشع يعذبونهم و كأنهم دمية مسلية كانوا يضعونهم في اقفاص و يشعلون نار من تحتهم و يسخرون منهم و يختصبون نسائهم.
أريد ان يعرف كل من يمشي علي أرض أمريكا ان الأرض تبكي كل يوم ان الأرض شربت من دماء ساكنيها الأصليين و كيف يهتمون بحقوق الحيوان و هم لم يهتمون بحقوق أنسان و كانوا يضعونهم في اقفاص.
بل وأيضًا قالوا لك ان الهنود الحمر كانوا يعبدون الاوثان و النجوم و هم جعلوهم يعبدون الديانة المسيحية و في الحقيقة ان الهنود الحمر مسلمين و سأتي لك بالأدلةو سأخبرك لماذا ذكرت أسم زعيمهم “بمحمد”
أشار باحثون و كاتبون من الغرب إلى علاقة الهنود الحمر بالإسلام .
فذكر "ليون فيرنيل" البروفسور فى جامعة هارفرد فى كتابه "أفريقيا و إكتشاف أمريكا ."
" إن كريستوفر كولومبس كان واعياً الوعى الكامل بالوجود الإسلامى فى أمريكا قبل مجيئه إليها ."
وقد أورد كولومبس ذلك بنفسه فى مذكراته:
" إن الهنود الحمر يلبسون لباساً قطنياً شبيهاً باللباس الذى تلبسه النساء الغرناطيات المسلمات " و ذكر أنه وجد مسجداً فى كوبا .
بل إن ربان السفن التي حملت كولومبس كان بحارا مسلمًا وهذا دليل على أن المسلمين كانوا يعرفون تلك الارض ووصلوا إليها بدينهم وأخلاقهم قبل الغرب بسنين طويلة .
كما أن أول وثيقة هدنة بين كريستوفر والهنود الحمر موقعة من رجل مسلم اسمه محمد ( الوثيقة موجودة فى متحف تاريخ أمريكا بتوقيع بحروف عربية من رجل من الهنود الحمر اسمه محمد )
وقد أكدت دراسات تاريخية متخصصة على أن أقدم الكنائس في المكسيك كانت في الاصل مساجد بدليل محاريبها ومآذنها .
كما ذكر أبو بكر الخلال في كتابه الحث على التجارة أن الإمام الشعبي قال إن خلف الأندلس قوم من المسلمين يعيشون في مناطق الماس والذهب
وهذه هي المنطقة المعروفة حالياً بالأمريكتين ،،
كما أشار لذلك الإدريسي في مسالكه عندما تحدث عن مجموعة من الشباب الأندلسيين من مدينة لشبونة ذهبوا في رحلة بحرية للمنطقة الواقعة خلف المحيط الأطلسي ونشروا فيها الإسلام وقد اعتنق سكان هذه المناطق الدين الإسلامي .
من أراد أن يطلع أكثر على قضية الهنود الحمر، فليرجع
لكتاب المظلومون في التاريخ : '' شاكر مصطفى ''
ومائة من عظماء الإسلام '' جهاد الترباني '' .