سر الغابه المظلمه
**عنوان القصة: سر الغابة المظلمة**
في قرية صغيرة تُدعى "نور السعادة"، كان هناك شجرة كبيرة وسط الغابة تُعرف بشجرة الأماني. كانت الأساطير تحكي أن من يهمس في أذنها بأمنية صادقة، ستتحقق له. ومع ذلك، كان يُحذر الجميع من الاقتراب من الغابة بعد غروب الشمس، حيث كانت تُعتبر غابة مظلمة مليئة بالأسرار.
ذات يوم، كان هناك صبي يُدعى سامي، شجاع وفضولي، قرر استكشاف الغابة في ليلة مظلمة. بعد تناول عشاءه، وبدلاً من الذهاب إلى سرير النوم، أخذ مصباحه وتسلل خارج منزله. كانت الأنوار تتلألأ في القرية، بينما كانت الغابة تتنفس بعمق في صمتها المهيب.
سار سامي في طريقه حتى وصل إلى الشجرة العظيمة. كانت الشجرة تضيء بشكل خافت، وكأنها تدعوه. همس في أذنها: "أريد أن أكتشف أسرار الغابة." وفور أن انتهى من همساته، سمع صوتاً خافتاً يشبه الهمس، وهو يقول: "اهرب، أو ستكتشف أشياء لا تريد معرفتها."
لكن فضول سامي كان أقوى من أي تحذير. استمر في استكشاف الغابة حتى وجد نفسه في منطقة لم يرها من قبل. كانت الأشجار هنا أكثر كثافة، والظلال أكثر عمقاً. وفجأة، سمع ضحكات بعيدة، فاتجه نحو الصوت.
وصل سامي إلى مساحة مفتوحة حيث رأى مجموعة من الكائنات العجيبة: كان هناك جنيات تطير حولها، وحيوانات تتحدث، وكائنات غريبة تحمل ألوان قوس قزح. بدأ قلبه يخفق بشدة، لكن فضوله لم يسمح له بالفرار. اقترب من الجنيات، التي كانت تجلس حول نار صغيرة، وطلب منهن أن يتحدثن له عن أسرار الغابة.
ابتسمت إحدى الجنيات، وقالت: "هذه الغابة تحمل أسرارًا كثيرة، لكن يجب أن تكون مستعدًا لمواجهة مخاوفك."
سأل سامي: "ما هي المخاوف التي يجب أن أواجهها؟"
أجابته الجنية: "كل شخص لديه خوف داخلي، وعندما تكتشفه، ستفهم العالم بشكل أفضل." ثم أضافت: "هل أنت مستعد لمواجهة ظلالك؟"
شعر سامي بالتردد للحظة، لكنه أصر على الاستمرار. فجأة، تحولت الأضواء إلى ظلال داكنة، وظهر كائن مظلم في وسط المساحة. كان يشبه سامي، لكن بشكله الأكثر رعبًا. تحداه الكائن قائلاً: "ماذا ستفعل الآن؟ هل ستخاف أم ستواجهني؟"
تذكر سامي كلمات الجنية. شعر بالخوف يتسلل إليه، لكنه قرر أن يواجهه. قال بصوت عالٍ: "أنا لا أخاف منك. أنت جزء مني، وأنا أقبل كل ما أنا عليه."
لحظات من الصمت مرت، ثم بدأ الكائن المظلم في التلاشي، تاركًا خلفه شعاعًا من الضوء. عندها أدرك سامي أنه لا يمكن الهروب من مخاوفه، بل يجب مواجهتها. استعاد الثقة بنفسه، وعادت الألوان إلى الغابة.
عادت الجنيات لتحيط به، وابتسمت إحداهن قائلة: "لقد نجحت في مواجهة ظلالك، والآن يمكنك العودة إلى قريتك ومعك سر الغابة."
شكر سامي الجنيات وبدأ في العودة إلى منزله. أثناء سيره، شعر بأن الغابة ليست مظلمة كما كان يعتقد، بل مليئة بالأسرار الجميلة والمعاني العميقة.
عندما وصل إلى قريته، أدرك أن الشجاعة ليست عدم الخوف، بل القدرة على مواجهة المخاوف. منذ ذلك اليوم، أصبح سامي مصدر إلهام لكل أطفال القرية، وأخبرهم بقصته عن الغابة المظلمة، وكيف أن مواجهة المخاوف يمكن أن تفتح أبوابًا لأسرار جديدة.
وما زالت شجرة الأماني قائمة في وسط الغابة، تنتظر من يهمس بأمانيه، مُذكرة الجميع بأن الشجاعة هي مفتاح الأسرار.