عمر وصديقه شركس
كان هناك فتى اسمه عمر، يبلغ من العمر خمسة عشر عامًا، كان عمر يملك كلب أسود اللون اسمه شركس، كان شركس ليس مجرد كلب، بل كان صديقًا صدوقًا لعمر، يقف بجانبه في كل مرحلة من مراحل حياته.
كانت قرية عمر صغيرة ومحاطة بالطبيعة الخلابة، لكنها كانت تعاني من مشكلة كبيرة: كانت الأخبار الكاذبة تنتشر بسرعة كبيرة بين أهل القرية، كان الناس يتبادلون الأخبار المضللة، وكانت هذه الأخبار تؤدي إلى مشاكل وخلافات بينهم، كان عمر يشعر بالضيق من هذه الحالة، لكنه لم يكن يعرف كيف يمكنه إيجاد حل.
في إحدى الأيام، بينما كان عمر يتنزه في الغابة مع شركس، جاءته فكرة غير عادية، فكر أنه يمكنه استخدام شركس كوسيلة لنشر الأخبار الصادقة بين أهل القرية، كان شركس كلبًا ذكيًا ويمكنه التنقل بسهولة بين المنازل، وكان الناس يعرفونه جيدًا.
قرر عمر أن يبدأ بنشر الأخبار الصادقة من خلال شركس، في اليوم التالي، أخبر عمر شركس بأنه يجب عليه أن يذهب إلى بيت شيخ القرية ويسمع الأخبار منه، كان الشيخ يعرف كل شيء عن القرية وكان يتحدث دائمًا بالصدق.
عندما عاد عمر من بيت الشيخ، قام بكتابة الأخبار التي سمعها على قطعة من الورق وربطها بعنق شركس، ثم أرسله إلى بيوت القرية، وكان شركس يسلم الورقة لكل منزل يمر به.
بدأ الناس في التساؤل عن الأخبار التي يجلبها شركس، كانت الأخبار دائمًا صادقة ودقيقة، وبدأ الناس يثقون فيها، بدأت الأخبار الكاذبة تتلاشى تدريجيًا، وبدأ الناس يتعلمون من عمر وشركس القيمة الحقيقية للصدق.
بعد بضعة أشهر، أصبحت القرية تعيش في أجواء من السلام والثقة، كان الناس يتحدثون بالصدق ويتعاملون مع بعضهم البعض باحترام، وكان عمر يشعر بالفخر لأنه نجح في تغيير حياة قريته من خلال شركس، صديقه الصدوق الذي لم يكن يكذب أبدًا.
وهكذا، أصبح شركس ليس مجرد كلب، بل أصبح رمزًا للصدق والثقة في القرية، وأصبح عمر يتمتع بصداقة شركس، الصديق الذي كان دائمًا بجانبه، والذي ساعده في تحقيق شيء عظيم في حياتهما معًا