في حجرتي فأر

 

كانت الغرفة مظلمة تقريبًا، مع ضوء القمر الضعيف الذي يتسلل من خلال شقوق النافذة المكسورة، الأرضية مغطاة بأكوام من الأوراق والكتب المبعثرة، والملابس الداخلية المتسخة تتراكم في الزوايا، كانت الغرفة مكانًا لا يُعرف فيه النظافة أو التنظيم، حيث يبدو أن الزمن قد توقف في هذا المكان المُهمل.

في وسط هذا الفوضى، كان الشاب الذي يدعى "علي" يستلقي على سريره المتهالك، مستلقيًا على ظهره مع وجهه مُدفوعًا إلى الأرض، كانت عيناه مغمضتان، ويبدو أنه في حالة غفلة تامة، رغم أن أصوات الفوضى المحيطة به كانت تنبعث باستمرار.

فجأة، سمع علي صوتًا خفيفًا ورقيقًا، كأنه صوت خفقان جناح صغير، رفع رأسه ببطء، وفتح عينيه بحذر، وبدأ يبحث عن مصدر الصوت، كان الصوت يأتي من زاوية الغرفة، حيث كانت أكوام الأوراق تتراكم بشكل كبير.

بعد لحظات من التأمل الصامت، رأى علي شيئًا صغيرًا يتحرك بين الأوراق، كان فأرًا صغيرًا، بلون رمادي مائل إلى البني، يتجول بين الفوضى بثقة غريبة، كان الفأر يتنقل بين الأكوام بسرعة، وكأنه يعرف هذه الغرفة جيدًا.

علي وقف ببطء، وبدأ يتقدم نحو الفأر بخطوات هادئة ومحترفة، كان يريد أن يرى أقرب، ليفهم ما الذي يجعل هذا الفأر يتسكع في غرفته بهذه الثقة، كان الفأر يتنقل بين الأوراق، ويتوقف لحظيًا كلما وجد شيئًا مثيرًا لاهتمامه.

فجأة، توقف الفأر عند جانب جرة القمامة الممتلئة، وبدأ يتنقل بين العلب الفارغة والأوراق المبعثرة، كان يبدو وكأنه يبحث عن شيء ما، ولكن ما هو ذلك الشيء؟

علي وقف على بُعد بضعة أمتار، وبدأ يتأمل الفأر باهتمام، كان الفأر يبحث بشكل منهجي، وكأنه يعرف بالضبط ما يبحث عنه، بعد لحظات، وجد الفأر شيئًا صغيرًا في أحد أركان الحجرة وبدأ يتناوله بفمه الصغير بدأ على في التقدم بحذر، متأكدًا من أنه سيستطيع أخذ الفأر بيده، ولكن قبل أن يصل إليه، هرب الفأر بسرعة واختفى خلف الأرفف المليئة بالكتب، كان على يشعر بالإحباط، لكنه لم يستسلم.

جرب على العديد من الحيل لإخراج الفأر من غرفته، أولاً، وضع جبنًا كبيرًا على أحد أركان الغرفة، على أمل أن يجذب الفأر إليه ويخرجه إلى العلن، ولكن الفأر كان أكثر ذكاءً مما كان يتوقع، وبقي في خفاءه.

بعد ذلك، جرب على استخدام قفص مصمم خصيصًا لأخذ الفأر، وضع الجبن داخل القفص وانتظر، ولكن مرة أخرى، فشلت الحيلة، الفأر كان يتجنب القفص بذكاء، وبقي يتجول في الغرفة بحرية.

جرب على أيضًا استخدام الصوت لإرهاب الفأر وإخراجه من خفائه، فتح جهاز الصوت المكبر وضبطه على أعلى حد، وبدأ في تشغيل أغنيات مرعبة، ولكن الفأر لم يتأثر، وبقي يتجول بهدوء في أرجاء الغرفة.

بعد عدة أسابيع من المحاولات الفاشلة، أدرك على أنه قد فشل في إخراج الفأر من غرفته، كان يشعر بالإحباط الشديد، وترك هذا الضيف غير المرحب به يعيش معه في الغرفة.