لغز الغرفة المغلقة
لغز الغرفة المغلقة
كانت ليلة عاصفة في مدينة لندن، حيث تندفع الرياح بقوة تعصف بالأشجار، وتنير السماء بين الحين والآخر ومضات البرق الساطع. في قلب المدينة، في أحد المباني القديمة المكونة من طوابق عديدة، وقعت جريمة أذهلت الجميع وأثارت حيرة الشرطة.
بداية القصة
السيد "أندرو ميلر"، رجل أعمال مشهور، عُثر عليه مقتولًا في شقته بالطابق السابع من بنايته الفاخرة. لكن الغريب في الأمر أن باب الشقة كان مغلقًا من الداخل، ولم تكن هناك أي علامة تدل على اقتحام، ما جعل القضية محيرة للغاية.
اكتشف الجريمة خادمه الشخصي "جيمس"، الذي طرق الباب صباح اليوم التالي دون إجابة. بعد أن شعر بالقلق، استدعى الشرطة، وتم كسر الباب ليُعثر على جثة "أندرو" ممددة على الأرض في مكتبه الخاص، وقد طُعن بسكين في صدره.
وصول المحقق الشهير
عندما أصبحت القضية حديث المدينة، تم تكليف المحقق الشهير "ديفيد كارسون" بالتحقيق. كان "كارسون" معروفًا بذكائه الحاد، وقدرته على حل القضايا المعقدة التي عجزت الشرطة عن فك رموزها.
وصل المحقق إلى مسرح الجريمة متأملًا كل تفاصيل الغرفة. كانت الشقة مرتبة بعناية، ولا يوجد أي دليل على وجود مقاومة. المفتاح الوحيد كان داخل الشقة، والنوافذ محكمة الإغلاق، مما جعل القضية لغزًا يستحق التحقيق الدقيق.
الأدلة الأولية
بدأ "كارسون" بفحص مسرح الجريمة بعناية:
- الجثة: كان "أندرو" ممددًا على بطنه، والسكين المغروس في صدره حاد ونظيف.
- الغرفة: كانت المكتبة مليئة بالكتب، وعلى المكتب كومة من الأوراق وأكواب قهوة فارغة.
- الباب والنوافذ: لم تكن هناك أي علامات للكسر أو العبث.
سأل المحقق الخادم "جيمس" عن آخر مرة رأى فيها السيد "أندرو". أجاب:
- "لقد كان مشغولًا ليلة أمس في مكتبه، وطلب مني ألا أزعجه. لم أسمع شيئًا غير عادي."
التحقيق مع الأشخاص المقربين
استجوب "كارسون" جميع الأشخاص المحيطين بـ"أندرو"، بما في ذلك شركائه التجاريين، أصدقائه، وحتى جيرانه. ظهرت قائمة من المشتبه بهم:
- "ريتشارد بلاك": شريك تجاري كان على خلاف معه بشأن صفقة فاشلة.
- "فيكتوريا هاينز": جارة في الطابق السفلي كانت قد اشتكت مرارًا من الإزعاج الناتج عن اجتماعاته الليلية.
- "إليزابيث مور": خطيبته السابقة التي انفصلت عنه بعد علاقة متوترة.
تفاصيل غامضة
أثناء التحقيق، لاحظ المحقق تفصيلًا صغيرًا لكنه مهم:
- كوب القهوة على المكتب كان يحتوي على آثار مادة غير معروفة.
- أحد الكتب في المكتبة كان موضوعًا بطريقة غير طبيعية، كما لو أن شخصًا ما وضعه بسرعة.
طلب "كارسون" إجراء تحليل سريع للسموم في كوب القهوة، بينما بدأ يراجع الأوراق الموجودة على المكتب. كانت تحتوي على مسودة رسالة تهديد غامضة، كُتبت بخط اليد.
الربط بين الأدلة
عادت نتائج التحليل لتكشف أن كوب القهوة كان يحتوي على مادة مهدئة، ما جعل "كارسون" يعتقد أن الضحية ربما تم تخديره قبل أن يُقتل. بدأ المحقق يفكر:
- إذا كان القاتل يعرف الضحية جيدًا، فقد دخل الشقة بموافقته.
- لكن كيف غادر القاتل والشقة مغلقة من الداخل؟
لحظة اكتشاف السر
بينما كان "كارسون" يتفقد المكتبة، لاحظ أن أحد الرفوف كان يحتوي على فراغ غير عادي خلفه. دفع الرف ليجد ممرًا صغيرًا مخفيًا يقود إلى شقة مجاورة! أدرك المحقق أن القاتل استخدم هذا الممر للهروب.
مواجهة القاتل
بمزيد من البحث، اكتشف "كارسون" أن الممر يؤدي إلى شقة الجارة "فيكتوريا هاينز". عند مواجهتها، اعترفت بأنها اكتشفت الممر بالصدفة أثناء أعمال الصيانة، وكانت تستخدمه للتجسس على "أندرو". لكنها أنكرت تورطها في القتل.
ركز المحقق الآن على "ريتشارد بلاك"، الذي كان لديه مفتاح احتياطي للشقة، لكنه نفى بشدة أي علاقة بالجريمة.
الحل النهائي
في النهاية، كانت المفاجأة أن الخادم "جيمس" هو القاتل. تبين أنه كان يخطط للجريمة منذ أسابيع، بعد أن اكتشف تورط "أندرو" في طرده من عمله السابق. استغل معرفته بالممر السري لإغلاق الباب من الداخل والهروب دون أن يلاحظ أحد.
الخاتمة
بعد اعتراف "جيمس"، تم حل اللغز أخيرًا. شكر الجميع المحقق "كارسون" على حله المدهش للقضية. كان من الواضح أن ذكاءه ودقته في ملاحظة التفاصيل هما السر وراء نجاحه.
وهكذا، انتهت واحدة من أعقد القضايا التي شهدتها المدينة، وظلت قصة الغرفة المغلقة مصدر إلهام لكل من يحب القصص البوليسية المثيرة.ة.
