
التخدير عبر تاريخ

تخيل نفسك في غرفة عمليات عام 1846، حيث الجراحة تعني الألم المبرح، والصراخ، والإغماء من شدة العذاب. قبل ذلك التاريخ، كانت العمليات الجراحية تُجرى على مرضى واعين، يُربطون بأحزمة جلدية ليمنعوا من الحركة بينما يصرخون من ألم المبضع. لكن في 16 أكتوبر 1846**، حدث ما غيَّر الطب إلى الأبد: أول عملية ناجحة باستخدام الإيثر كمخدِّر.

كانت الجراحات (حتى البسيطة مثل خلع الأسنان أو بتر الأطراف) تُجرى بسرعة فائقة لاختزال زمن الألم.
- بعض المرضى كانوا يفضلون الموت على الخضوع للجراحة!
- محاولات بدائية للتخدير: مثل الضرب على الرأس لإغماء المريض، أو استخدام الخمر أو الأفيون (بنجاح محدود).

في أوائل القرن الـ19، كانالإيثر يُستخدم في حفلات النخبة الأمريكية كـ"غاز ضاحك" للتسلية!
- لاحظ طبيب الأسنان هوراس ويلز أن الأشخاص تحت تأثير الغاز لا يشعرون بالألم، فجرب خلع ضرسه بنفسه أمام جمهور... لكن العرض فشل بسبب جرعة غير كافية.
. اللحظة الفاصلة:
- تلميذ ويلز، ويليام مورتون، طوَّر الفكرة باستخدام الإيثر بدلًا من الغاز الضاحك.
- في مستشفى ماساتشوستس العام، خضع مريض يدعى جيلبرت أبوت لاستئصال ورم في رقبته وهو تحت تأثير الإيثر.
- عندما استيقظ أبوت وسُئل عن شعوره، أجاب: كأنني تعرضت لكشط في جلد الرقبة. كانت الصاعقة: الجراحة بدون ألم أصبحت حقيقة
الثورة التي تلت:
- انتشر خبر الإيثر بسرعة، وبدأت المستشفيات في أوروبا وأمريكا تبني "غرف التخدير".
- تطوَّر التخدير ليشمل **الكلوروفورم** (الذي استخدمته الملكة فيكتوريا أثناء ولادتها!).
- انخفضت وفيات العمليات الجراحية بشكل كبير، وظهرت تخصصات طبية جديدة لم تكن ممكنة من قبل.
زوايا مثيرة للمقالة:
- الصدفة التي غيَّرت الطب: كيف أدت تجارب الترفيه إلى إنقاذ ملايين الأرواح.
- الصراع على المجد: تنازع مورتون وويلز وآخرون على براءة الاختراع، مما أفسد صداقاتهم.
- الجانب المظلم: بعض الأطباء استخدموا التخدير بجرعات خاطئة، مما تسبب في وفيات.

اليوم، يُعتبر التخدير من أعظم إنجازات الطب، لكن قليلون يعرفون القصة الدرامية وراءه. من غاز الضحك إلى غرف العمليات الحديثة، هذه القصة تذكير بأن بعض الاكتشافات العظيمة تولد من ألم البشر وحاجتهم إلى الخلاص.