
روايه صدى الارواح
صدي الارواح
رواية قصيرة – غموض نفسي وخيال
بقلم: شهد فضل الله
1.رحله في حلم
ليلى، بنت عندها 14 سنة، بتحس إنها دايمًا في عالم مش بتاعها.
لما تكون وسط أصحابها، تحس كأنها بتتفرج عليهم من برا، وكأن في جدار زجاجي بينها وبينهم.
كل ليلة، نفس الحلم: ضباب كثيف يغمر الأرض، ومراية واقفة لوحدها وسط أرض سودا،
مفيش فيها أي حاجة حية. لما تقرب منها، تشوف بنت مش هي، بتصرخ، بتضرب بإيديها على الزجاج، وبتشد ليلى جوا.
في ليلة معينة، ليلى نامت الساعة 3 الفجر، وكانت متعبة من التفكير. الحلم كان أوضح من أي مرة: البنت جوه المراية صرخت بصوت هز الدنيا:
"ساعديني! الباقي بيختفوا!"
صحيت مرعوبة، وإيدها بتلسعها. بصّت… لقت علامة شبه حرق بسيط، كأن نار لمست جلدها. هل دا من الحلم؟ ولا في حاجة بدأت تتغير فعلاً؟
2.الروح الاولى
الليلة اللي بعدها، نفس الضباب، نفس المراية… لكن المشهد اتغير. كانت واقفة على طريق مهجور،
فيه عربية بتجري بجنون، وولد صغير واقف في النص. ليلى صرخت، جريت بكل قوتها، شدته بعيد في آخر لحظة.
المراية ظهرت من تاني، والبنت جوهها قالت بصوت أخف:
"ده الأول… فاضل أربعة."
صحيت ليلى، قلبها بيدق بعنف. فتحت الراديو… وسمعت الخبر:
> "طفل نجا من حادثة غريبة بعد ما اتسحب من الطريق بلحظة."
اتجمدت مكانها. هي السبب؟ إزاي دا بيحصل؟
3.مراه الحلم
في المدرسة، في ولد جديد اسمه آدم. شعره أسود وعينيه رمادية زي الضباب. أول ما شافته، قلبها وقع. دا هو!
هو بصّ لها وقال بهدوء غريب:
"أنا عارفك… من جوه المراية."
من ساعتها، ليلى بقيت تشوف الضباب حتى وهي صاحيــة… جاي من مراية الفصل، من مية الحمام، من زجاج العربية.
آدم الوحيد اللي صدقها. قالها:
"إحنا مربوطين باللعنة… أنا كمان كنت جوا الضباب، لكن قدرت أهرب. والآن دوري أساعدك
4. إنقاذ الأرواح
كل ليلة، ليلى بتدخل عالم الضباب وتنقذ روح:
– طفل بيغرق، بتقفز وتنقذه.
– بنت وسط بيت بيولّع، بتشدها من النار.
– راجل بيتهجم عليه في زقاق، بتصرخ لحد ما يهرب المهاجم.
العلامة على إيدها بتسخن مع كل روح تنقذها.
آدم قالها:
"اللعنة بتتكرر كل خمسين سنة. خمس أرواح لازم ينجوا… وإلا، بيتبدّل مكانهم ببنت من نسل العيلة. المرة دي، إنتِ."
5.اصل اللعنه
ليلى راحت لجدتها تحكي لها، وعنيها بتدمع من الخوف. الجدة اتجمدت وقالت بصوت منخفض:
"المراية دي… كانت بتاعت هنية، جدتي، اللي اتظلمت واتحبست ظلم، وماتت. من وقتها،
كل خمسين سنة، بتسحب بنت من نسلها تنقذ الأرواح اللي المفروض ماتوا بدلها."
ليلى فهمت… هي الأخيرة في السلسلة.
لكنها قررت: هتقطع اللعنة.
6. كسر اللعنة
في الليلة الخامسة، مفيش روح تظهر.
الضباب كان تقيل، والمراية بدأت تسحبها.
آدم ظهر، ووشه حزين:
"في روح واحدة باقيه… روحك."
"لازم تختاري: تكملي مكانهم… أو تكسر الحلقة."
ليلى مدت إيديها، قربت من الزجاج، قالت بصوت ثابت:
"أنا مش هخسر نفسي… ومش هسيب حد تاني يضيع."
العلامة على إيدها نورت، والضباب بدأ يختفي.
المراية اتفتحت… وخرج منها نور. الأرواح الخمسة ظهروا، وشوشهم هادية، شكروا ليلى، واختفوا.
7. النهاية
ليلى صحيت… المراية في أوضتها بقت عادية.
مافيش ضباب. مافيش علامة. مافيش آدم عادت كل حاجه لطبيعتها قبل اللعنه .
بس جوه المراية، انعكاسها ابتسم… وهي حسّت بالسلام لأول مرة
يمكن تكون اللعنة انتهت… ولكنها كانت تعلم ان السلام لا يدوم طويلا …يمكن المراية لسه مستنية جيل جديد.