حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الثاني

حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الثاني

0 reviews

حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الثاني

مين حط الشطة في الأكل

خرجت امينة بائعة الفطير من قاعة مسابقة طباخ الأمير  تجري بسرعة وهي خائفة، لانها قد دخلت المسابقة بدون وجه حق ، فقد حاولت الدخول بموهبتها في عمل الفطائر ولكنها لم تنجح حيث كان من أهم شروط المسابقة أن يكون المتقدم مؤهل لذلك بمعنى أن يكن قد عمل عند أحد من الأمراء أو  الأعيان،  و مع ذلك أخفت الخبر وظن الجميع أنها استطاعت التقديم في المسابقة،  أمينه فتاة زكية وطموحة فائقة الجمال في سن الدلع و الأمل حيث لم تتم السابعة عشر بعد، دخلت بائعة الفطير وسط الحاشية خلف الأمير بعد أن استعملت الدهاء و النظرة الطيبة التي تعلو وجها، كانت مستعدة بالعجين المخمر و الخلطة الخاصة بها، ظنت امنية انها اجتازت كل العقوبات التي تواجها، ولكنها ورغم عمل مجموعة من الأسئلة المكثفة لتعلم كل ما يخص المسابقة حتى تحرص على تجنب الأخطاء واجتياز المسابقة، وبالفعل أجتازت كل المحطات بنجاح فظنت أنها قد أفلحت و انتصرت ولم يتبقى سوى النجاح بالمهارة والسرعة، هنا سوف تتغلب على جميع الموجودين لإنها تعرف أنها متميزة،  وعلى الرغم من هذا الدهاء والزكاء فكان الأمير هو الأزكى، كان الأمير فارس يتميز بالدهاء والزكاء أيضاً، فعندما أقام مثل هذه المسابقة والتى تحمل له طباخة الخاص كان لابد وأن يقدم كل ما يلزم ليحرص على عدم دخول المسابقة وتقديم الطعام له إلا من هو جدير بذلك و بعد  مجموعة من التحريات المكثفة  قبل دخول المسابقة وبمجرد التقديم فيها  بحيث لا يستلم الكنية إلا من تتوافر فيه كل الشروط المقررة، لهذا وعلى الرغم من كل ما تقدم من إجراءت فقد  أخفى الأمير  أهم خطوة، ولم يعلن عنها وهي التي سببت مشكلة وعقبة غير متوقعة لبائعة الفطير الجميلة،  و هي  تلك المادة اللاصقة التي أسفل كرنية الطباخ، فقد ظنت امنية أن الكرنية للدخول فقط وهاهي قد دخلت، لكن الآن وقد وضعت طعامها   في إيناء غيرها، وبعد ثورة الأمير بصوتة القوي المهيب وهو يقول “ مين حط الشطة في الأكل” و يقول “ طبق مين ده” وهو يشير إلى طبقها فما كان منها إلا أن هربت .

ماذا فعلت بائعة الفطير مع الحرس؟

خرجت امنية من القاعة تجري وهي خائفة، وسط الهرع والمرع الذي سببه الأمير وهو يسأل ويأمر.. حتى وأن أمر باغلاق الأبواب وعمل تحقيقات فورية، وبمجرد أن علم من صاحبة هذا الطعام وأنها دخلت المسابقة دون ورق ولم تجرى لها تحريات، طلب من الحرس احضارها على الفور، فخرج الحراس متجهين إلى منزل امنية حيث كان معلوم للجميع،

ترى ماذا تفعل الجميلة؟

صعدت امنية اليتيمة إلى أعلى الدار وارتدت ملابس والدتها السوداء ونظارة والدها  و عكازة  ثم نزلت ببطئ متجه إلى الباب تسطنع انها جدة امنية تبحث عنها وهي تقول:

طيب حاضر.. انا جايه يا امنية يا بنتي..ايه ده انتم مين؟

انتي اللي مين؟

انا ام برهام جده امنية.. هي امنية فين؟ امنية بنتي بنت بنتي.

يا ست احنا حراس  القصر وجينا نسأل على امنية.

اية ..!! تسألوا عن أمنية هي أمنية فين؟

ثم جلست امنية المتنكره على الأرض تبكي وتسأل  عن حفيدتها في تمثيلية رائعة، حتى التفت حولها الجيران لتهدئتها أما الحرس فابتعدو باحثين عن امنية الوهمية، و بهذه الحيلة الزكية استطاعت الجميلة الخروج من الورطة التي أوقعت نفسها فيها، حيث خرجت من أول محطة بسلام.

حال الجميلة العجوز

 عاشت الجميلة وسط الناس على إنها جدة و بهذا استغنت الجميلة الطموحة عن جمالها وشبابها، لا تخرج من المنزل إلا في زي الجدة، جلباب أسود ونقاب وطرحة بل ونظارة وعكاز طبي بهذا الشكل قضت وقتها كله، بعدت عن السوق وصديقاتها، كانت تطهو القليل من الفطائر، و الجيران تخدمها وتعد لها الطعام وجلب المقويات والدواء اللازم لمن هن في عمرها، ويحك يا جميلة ماذا فعلتي بنفسك؟ ما هذا الطموح الذي صنع منك هذا السن وقضى على شبابك وجمالك؟ هل تظلين على هذا الحال حتي ينتهي بك العمر؟

كانت بائعة الفطير تبكي وهي مع الجيران على حفيدتا، وتبكي أكثر و أكثر على حالها ونهاية عمرها  عندما تخلو بنفسها، ظلت المسكينه الشباب العجوز على هذا الحال شهور وشهور .

كوابيس الأمير

image about حكاية الأمير و بائعة الفطير/ الجزء الثاني

 هكذا عاشت الجميلة امنية حيث قضت على شبابها بأيديها، أما الأمير فارس فقد اختار من الطباخين أحدهم ورضي بطعامه و إن كان ليس هو الأفضل، حيث انتهت المسابقة بمأساة لبعض العاملين في المسابقة، فقد وقعت عليهم خصومات مادية وغرامات، ومنهم من تم حبسة ستة أشهر لتأديبه، هذا كله تم بقرار من الأمير شخصياً بعد انتهاء التحقيقات وذلك لإنه اعتقد أن تلك الفتاة دخلت إلي القصر بهذه الطريقة إما جاسوسة أو قاتلة، وعلى الرغم من أن الجميع قد أكدو له أنها فتاة فقيرة بسيطة طيبة القلب و لا تؤذي أحد، و لكن فارس كانت تطاردة الأحلام المرعبة والتي تكاد أن تكون كوابيس، حيث كان يحلم بفتاة جميله كما وصفها من رأها تمسك بيدها طعام لذيذ وبالاخرى سكين، أو يصحو منزعج من كابوس أخر يرى فيه أنه يتزوج بفتاة جميلة وفي ليلة الزفاف تكشف عن انيابها وكأنها دراكولا مصاص الدماء، و ربما يراها تخرج له من وسط القش وهو يتفقد الزرع ويطمئن على المزارعين في آمان وفجاءة يراها تخرج من وسط القش تريد أن تفتك به، كثرت أحلام الأمير المسكين المزعجة وبالتالى قلت ساعات نومه، ومن الطبيعي أن ينتج عن هذا عدم التركيز و شهوب في الوجه والكثير من العصبية و الشدة في الحكم بل و في التعامل مع رعاياة، بل و قد تجنبه الكثير من أصدقاءة، وصلت أخبار فارس المزعجة إلى والده الملك فأرسل له ثانية.

فارس ووالدة

مالك يافارس بسمع عنك أخبار تقلق

انا كويس يا والدي ولكني لا أنام إلا قليل

ليه؟؟

من ساعة اللي حصل في المسابقة وانا مش مصدق انها دخلت القاعة بس عشان تدخل المسابقة، عقلي مش جايبها خالص.

انا مش فاهم قصدق.. ليه ماتكنش فتاة طموحة ونفسها تدخل القصر وتخدم الأمير زي الكتير من البنات، انت مستأل بنفسك والا ايه.

لو افترضنا ان الأمر كده هي فين؟

بص يا ابني انت ليه  معترض على الزواج ومش عاوز تتجوز؟؟ صدقني لما تتزوج ها تتحل كتير من مشاكلك وتستقر زي اخواتك.

يا مولاي انا بتكلم في موضوع وانت في موضوع تاني خالص  

لا هو نفس الموضوع، انت لازم تتجوز

كده من غير ما أختار 

انت لسة ما اخنرتش، مستني ايه ؟ عديت العشرين..يمكن مستني تكون نفسك!

ممكن!!

 انت بتهرج، خلاص انا ها اختار

لا.. ارجوك

طب خلاص نعمل حفلة وندعو فيها كل العائلات والأعيان وتختار من تليق بك

ايوه زي حفلة سندريلا وبعدين ادور على صاحبة الجزمة

هرج براحتك بس انا اقتنعت بالفكرة ولو ما اخترتش عروستك من الحفلة ها اختار لك انا ..

هكذا انتهى الجزء الثاني من القصة ولكن لم تنتهي القصة بعد حيث تترك بعض الأسئلة المعلقة

هل هذه هي نهاية شباب امنية؟

هل اختار الأمير زوجته من الحفل؟

هل انتهت كوابيس الأمير؟

انتظروني في الجزء الثالث نجيب على كل الأسئلة و أكثر 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

18

followers

12

followings

9

similar articles