مصر و روسيا و البوابة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولي

مصر و روسيا و البوابة العثمانية قبل الحرب العالمية الأولي

0 المراجعات

سعت 🇷🇺 روسيا قبل اندلاع الحرب العالمية الأولى إلى خلق وضع دولي يُمهّد الطريق أمامها لاحتلال المضايق البحرية، وتحديدًا مضيقي البوسفور والدردنيل.

🗓️ ففي 21 فبراير 1914، انعقد اجتماع حاسم في سان بطرسبرج برئاسة القيصر الروسي، ضم كبار قادة الجيش والأسطول والساسة، لمناقشة ما عُرف آنذاك بـ "مشكلة المضايق". وقد خلص الاجتماع إلى ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لضمان السيطرة العسكرية على هذه المضايق، باعتبارها مسألة حيوية لـ الأمن القومي الروسي ومصالحه الاستراتيجية 🛡️⚓.

رأى القيصر ومستشاروه أن صراعًا محدودًا مع الدولة العثمانية لن يكون كافيًا، بل يجب الدفع نحو أزمة سياسية مفتعلة يتم تصعيدها تدريجيًا إلى مواجهة أوروبية شاملة 🌍🔥.

🪖 الخطة الروسية كانت واضحة: استغلال هذا التصعيد لتوجيه القوات الروسية نحو احتلال البوسفور والدردنيل، واضعة بذلك تركيا والدول الأوروبية الكبرى أمام أمر واقع يصعب التراجع عنه.

📜 وتشير الوثائق الدبلوماسية – ومنها رسالة السفير الفرنسي في إسطنبول – إلى أن القيصر كان مستعدًا لاستخدام القوة العسكرية لإعادة فتح المضايق، مستندًا إلى:

أمل في دعم فرنسي 🇫🇷،

وتنسيق محتمل مع بريطانيا 🇬🇧 في إطار الوفاق الثلاثي (فرنسا – روسيا – بريطانيا)،
في مواجهة التحالف الثلاثي (ألمانيا – النمسا – إيطاليا) ⚔️.


❗لكن المشروع الروسي اصطدم بـ موقف حذر من وزير الخارجية البريطاني آنذاك، السير إدوارد جراي، الذي عارض بشدة أي توجه نحو التصعيد العسكري.

كان جراي مؤمنًا بالحوار 🤝 والدبلوماسية، وسعى إلى احتواء التوترات الدولية عبر المؤتمرات وليس النزاعات.
✋ نتيجة لذلك، أُحبطت الخطط الروسية، وظلت المضايق بعيدة عن السيطرة الروسية المباشرة حتى اندلاع الحرب لاحقًا.

أمام هذه التطورات المتسارعة، شعرت 🇬🇧 إنجلترا بالقلق من تقارب الدولة العثمانية 🇹🇷 مع ألمانيا 🇩🇪، خصوصًا فيما يتعلق بـ مصير مصر 🇪🇬 وقناة السويس 🚢.

🗓️ ففي 17 أغسطس 1914، أعلمت بريطانيا الدولة العثمانية بأنها لن تغيّر الوضع القائم في مصر، ما لم تتدخل الدولة العثمانية في الحرب.

ورغم إعلان الدولة العثمانية تمسّكها بالحياد، كانت التحضيرات العسكرية تُجرى بسرية 🤐، وبدأت بوادر الصدام تتضح، فقد قامت الدولة العثمانية بـ:

تعبئة قواتها على حدود مصر ⚔️،

وبدأت في تجهيز حملة لغزو سيناء والقاهرة ،

وقامت بجمع الجِمال والإمدادات اللازمة للحملة ،

كما زُرعت الألغام في خليج العقبة تحسبًا لهجوم بريطاني 💣.


كل هذه التحركات العسكرية دفعت بريطانيا إلى التوجّس من النوايا العثمانية، فأرسلت السفن الحربية إلى البحر المتوسط 🚢،
وعزّزت مواقعها العسكرية في مصر، وخاصة في الإسكندرية وسيناء 🛡️.

ورغم إعلان الحياد من قِبل الحكومة المصرية في 3 أغسطس 1914، وحرص مجلس النظار على تطبيق القوانين الدولية فيما يخص قناة السويس،
إلا أن الواقع كان مختلفًا تمامًا، فقد:

طُرد ممثلو ألمانيا والنمسا من مصر،

وتزايد الوجود العسكري البريطاني في البلاد،

وأُعلنت مصر رسميًا في حالة حرب مع دول المركز ⚠️.


ومع إعلان إنجلترا الحرب على الدولة العثمانية في 5 نوفمبر 1914، أصبح من الواضح أن:

> مصر ستكون مسرحًا لصراع استراتيجي دولي خطير 🗺️🔥.

هذا دفع بريطانيا إلى اتخاذ خطوة حاسمة تمثلت في:

إعلان الحماية البريطانية على مصر في ديسمبر 1914 🏴‍☠️،

وإنهاء السيادة العثمانية الاسمية التي كانت قائمة منذ قرون .


وهكذا، شكّلت الحرب العالمية الأولى لحظة مفصلية في تاريخ الشرق الأوسط، إذ:

كشفت عن تفكك الإمبراطورية العثمانية من جهة،

وعن تحول مصر من ولاية عثمانية خاضعة للاحتلال البريطاني، إلى محمية بريطانية تمهيدًا لـ استعمار مباشر دام حتى منتصف القرن العشرين.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة