
حُب بداء بجريمة
الفصل الأول – بدايات حنين
كانت شمس الصباح تتسلل بخجل من نافذة غرفة "حنين"، تلامس وجنتيها برفق، بينما جلست أمام مكتبها الصغير، تراجع أوراقها المبعثرة بين كتب ومذكرات. كانت أسرتها بسيطة ماديًا، ميسورة الحال، لكنها لم تعرف الترف.
الأب، الدكتور "محمود"، كان رجلاً وقورًا، صوته هادئ وابتسامته تبعث الطمأنينة. أما الأم، "نجلاء"، فكانت مدرسة محبوبة بين طلابها، صارمة أحيانًا، لكنها في بيتها أم حنون.
الأب وهو يطرق باب غرفتها ويدخل مبتسمًا:
– صباح الخير يا مهندسه حنين.
حنين تبتسم:
– صباح النور يا بابا. مهندسه إيه بس… لسه الطريق طويل.
الأب:
– طول ما إيمانك بربنا قوي، مفيش حاجة توقفك.
مرت الأيام، وجاءت الثانوية العامة. لكن قبل الامتحانات بشهرين، مرضت حنين فجأة. ارتفاع في الحرارة، ضعف شديد، وإعياء جعلها تقضي أيامًا في المستشفى.
الأم وهي تمسك يدها:
– حنين، لو تعبتِ أو حسيتِ إنك مش قادرة، بلاش تضغطي على نفسك.
حنين بعزم:
– لأ يا ماما، أنا هكمل… حتى لو تعبت، هاعتمد على ربنا.
الفصل الثاني – الحلم المكسور
انتهت الامتحانات، وظهرت النتيجة. مجموعها كان ممتاز، لكنه لم يكفِ لتحقيق حلمها الأكبر: الهندسة المعمارية. شعرت بوخزة في قلبها، لكن لم تسمح لليأس أن يتملكها.
اختارت كلية الحاسبات والمعلومات، ورغم أنها لم تكن حلمها الأول، إلا أنها أقسمت أن تبرع فيها.
بسبب بُعد الكلية عن مدينتها، اضطرت للسكن في سكن جامعي للبنات. كان الأمر جديدًا عليها: ضوضاء، أصوات البنات في الممرات، وأحاديث منتصف الليل.
مرت الأسابيع الأولى، واشتد حنينها لبيتها ووالديها. كانت ابنتهم الوحيدة، وفراقها كان قاسيًا عليهم جميعًا.
الفصل الثالث – الصداقة التي لم تكن صداقة
في نهاية الترم الأول، تعرفت حنين على فتاة تُدعى "منى". كانت منى كثيرة الكلام، تعرف الجميع، وتبدو ودودة… لكن في قلبها، كان الغيرة تسري كالسم.
ظهرت النتيجة، وحصلت حنين على المركز الثالث على دفعتها. يومها، تلقت اتصالاً من والدها:
الأب بصوت مفعم بالفخر:
– أنا فخور بيكي يا بنتي… رفعتِ راسنا.
حنين بفرحة:
– الحمد لله يا بابا، ده بفضل دعواتكم.
لكن في قلب منى، لم يكن هناك فرح، بل غيرة متقدة.
الفصل الرابع – عالم آخر
في الريف، كان "غفران" العمدة، رجلاً طيب القلب، محبوبًا من أهل قريته. له ولدان: أحمد، الابن الأكبر، شاب ملتزم، التحق بكلية الشرطة. أما "علي"، فكان فتى مستهترًا، يدرس الخدمة الاجتماعية بلا اهتمام، يقضي وقته في السهر والمخدرات دون علم أسرته.
بعد وفاة غفران، حاول الجميع إقناع أحمد بتولي العمودية، لكنه تردد حتى أصرّت والدته، الحاجّة هدية، على أن يكمل مسيرة أبيه.
أما علي، فاستغل غياب سلطة أبيه، وغرق في حياة الليل والفساد.
الفصل الخامس – اللقاء الأول
كان يومًا عاديًا في الجامعة. ذهبت حنين مع منى لشراء الغداء من الكافيتيريا. هناك، كان حسام، صديق منى، جالسًا مع علي.
نادى حسام على منى، وجلسوا يتحدثون، بينما لمح علي حنين لأول مرة.
اقترب بابتسامة مغرورة:
علي:
– إيه الجمال ده؟ إيه رأيك نتعرف؟
حنين ببرود:
– لا، مش حابة.
ابتسمت وهي تبتعد، لكن علي شعر بالإهانة.
الفصل السادس – المؤامرة
بعد اللقاء الأول، جلس علي مع حسام وهو يصرخ بغضب:
علي وهو يضرب بيده على الطاولة:
– إزاي دي ترفضني؟! أنا ابن العمدة!
حسام يحاول تهدئته:
– يا علي، البنت واضحة إنها محترمة ومش من النوع اللي يعرف حد بسهولة.
لكن علي لم يستمع، وعقله بدأ يخطط.
في تلك اللحظة، جاءت منى بخطوات مترددة.
منى بابتسامة ماكرة:
– لو عايزها، أنا ممكن أساعدك.
علي:
– هتساعديني إزاي؟
منى:
– بسيط… عشرة آلاف جنيه، وأنا أخليها تجري وراك.
وافق علي، وبدأت منى ترتب لقاءات "مصادفة" بين حنين وعلي. لكن حسام لاحظ الأمر، وواجه منى:
حسام بحدة:
– منى، أنتِ بتعملي إيه؟ البنت دي مش لعبة.
منى ببرود:
– هي حرة… وبعدين، أنت مالك؟
حسام:
– أنا ماليش، لكن مش هسمح لحد يوقعها في مصيبة.
في اليوم التالي، طلبت منى من حنين أن ترافقها لمقابلة حسام "لأمر مهم"، لكن عندما وصلت، لم تجد حسام، بل وجدت علي. أدركت حنين فورًا أن منى تخون صداقتها، وقررت الابتعاد عنها.
الفصل السابع – الإصرار المظلم
مر أسبوع، وعلي أصبح أكثر هوسًا بها. ذهب إليها فجأة في الجامعة، وقال أمام الجميع:
علي:
– أنا عايز أرتبط بيكي.
حنين بجدية:
– لأ، سمعت عنك كلام مش كويس، وأنا مش من النوع اللي بيلعب بيه.
غضب علي غضبًا شديدًا، وهدد منى:
علي:
– هجيبيها عندي في الشقة بأي طريقة، وإلا الفلوس مش هتشوفيها.
الفصل الثامن – الخيانة الكبرى
في صباح يوم، جاءت منى إلى حنين، تمسك صدرها وكأنها تختنق.
منى بصوت مرتجف:
– ماما… ماما تعبانة أوي، وعايزة البخاخ حالًا.
حنين بفزع:
– يلا بسرعة!
ذهبتا لشراء البخاخ، ثم قالت منى:
– ماما عندها في شقة قريبة هنا… تعالى نوصلها.
طرقت منى الباب، وفُتح فجأة… كان علي. وقبل أن تفهم حنين، أغلق الباب وخدرها، ومنى وقفت بالخارج ثم انصرفت.
الفصل التاسع – الانكسار والعدالة
استيقظت حنين لتجد نفسها مكسورة الجناح. دموعها تغرق وجهها، أمسكت هاتفها واتصلت بوالدها وهي تبكي:
حنين بصوت متقطع:
– بابا… أنا اتأذيت… الحقني.
وصل والدها مسرعًا، واحتضنها، وقال بحزم:
– إحنا هنجيب حقك يا بنتي.
تم إبلاغ المباحث، وجاء ضابط شاب ليتولى التحقيق… كان اسمه أحمد غفران.
أخذ أقوالها، لكن لم يكن لديها سوى اسم "علي" وصديقتها "منى".
استدعى الضابط منى، لكنها أنكرت وقالت انا لم اذهب إلى الجامعه هذا اليوم ولم اخرج من منزلى تمامًا.
ولكن الضابط أحمد لم يصدقها، وقرر تفريغ كاميرات الشارع أمام منزل منى ، ليثبت أنها خرجت. وبالفعل، انهارت منى واعترفت بكل شيء، لكنها لا تعرف اسم علي الكامل.
التحقيقات قادت أحمد إلى شقة مستأجرة باسم حسام، الذي كشف الحقيقة: الشقة كان يستعملها علي، ابن العمدة.
ولكن من استأجرها هو حسام لان على ليس من القاهره ولا يعرف شىء عنها فطلب من حسام ان يستأجر له شقه
وبعد سماع أقوال حسام عرف الضابط احمد ان صديق حسام هو نفسه اخوه علي وانصدم لكنه اقسم اليمين تجاه عمله
الفصل العاشر – القرار الصادم
واجه أحمد الحقيقة المرة: أخوه الأصغر هو المجرم. لم يتردد، وألقى القبض عليه بنفسه.
حكمت المحكمة بسجنه، لكن قلب أحمد ظل متعلقًا بضحيتها، حنين.
لقد قادته الشعور بالذنب والمسؤوليه تجاه زوجته حنين لما فعله اخوه بها
عرض أحمد على حنين الزواج من علي لإصلاح ما أفسده، لكنها رفضت بصرامة:
حنين:
– أعيش وحيدة أشرف لي من أن أرتبط بمجرم.
ومع مرور الوقت، كان أحمد يزورها ويواسيها هى وعائلتها لأنه مازال يشعر بالذنب الشديد
لقد كان ابوه عمده يحكم بالعدل بين الناس ويعطى الناس حقوقهم وكذالك هو ضابط الان ليحافظ على امن الناس وسلامتهم وايضاً العمده بعد أبيه كيف يمر هذا الموقف من اهل بيته دون ان يعطى الضحيه حقها ومرت الايام وزيارات احمد لهم لم تنقطع ، حتى بدأ قلبه يميل إليها. وفي لحظة صدق، عرض عليها الزواج، لكن بشرطها:
حنين:
– أكون أختك وصديقتك… مش أكتر.
الفصل الحادي عشر – بيت العمدة
انتقلت حنين إلى السرايا الكبيرة، بيت العمدة. كانت الحاجّة هدية – والدة أحمد – في انتظارها عند الباب، ابتسامتها دافئة وملامحها مليئة بالحنان.
الحاجّة هدية وهي تمسك يدها:
– اعتبري نفسك بنتي، مش زوجه ابني.
مرت الأيام الأولى بهدوء. أحمد كان يعود من عمله متعبًا، لكن لا ينسى أن يجلس مع حنين ويسألها عن يومها.
حنين، بدورها، اهتمت بوالدته كأنها أمها، تساعدها في كل شيء.
رغم هذا، بقيت حنين محافظة على مسافة بين قلبها وأحمد، متمسكة بالاتفاق: "أخت وصديقة".
الفصل الثاني عشر – حب صامت
في ليالي الشتاء الباردة، كان أحمد يجلس في مكتبه بالسرايا، يتأمل أوراقه، لكن عقله شارد عند تلك الفتاة التي تملأ المكان دفئًا بحضورها.
أحمد (يحدث نفسه):
– يا رب… إزاي أوصل لقلبها من غير ما أجرحها؟
حتى حنين تكن له مشاعر فى صمت :-
بدأت تلاحظ تفاصيل صغيرة:
حين يضحك، تبتسم.
حين يمرض، تقلق.
لكنها لا تنطق بكلمة عن مشاعرها.
لكن احمد قرر أن يفتح قلبه لأمه:
أحمد:
– يا أمي… أنا حبيت حنين.
الحاجّة هدية بابتسامة عارفة:
– وأنا كنت مستنياك تقول كده من زمان. البنت دي بتحبك، بس خايفة تعترف.
الفصل الثالث عشر – الخطة
اقترحت الأم خطة لإشعال الغيرة في قلب حنين.
الحاجّة هدية:
– هنعمل تمثيلية إنك هتتجوز ،ونشوف ردها.
في اليوم التالي، كانوا على مائدة الطعام.
الحاجّة هدية فجأة:
– أحمد، أنا لقيت لك عروسة كويسة. إيه رأيك نخطبها؟
أحمد مبتسم وهو يلمح لحنين:
– ماشي يا أمي… بس لازم نسأل رأي حنين.
الحاجّة هدية:
– إيه رأيك يا بنتي؟
حنين بصوت متردد، وعيناها تلمعان بالدموع:
– أنا… معنديش مانع.
أحمد ببرود مصطنع:
– خلاص، أنا موافق.
الفصل الرابع عشر – الغيرة
مرت الأيام، وأحمد يتظاهر بالذهاب لرؤية "عروسه". كان يعود مبتسمًا وكأنه سعيد، بينما قلب حنين يتمزق.
في إحدى الليالي، جلست حنين في غرفتها وحدها، تتحدث مع نفسها:
حنين:
– هو ليه قلبي موجوع كده؟ أنا مش بحبه… ولا يمكن…؟
كانت الحاجّة هدية تراقبها من بعيد، وتبتسم لأنها تعلم أن الخطة تنجح.
الفصل الخامس عشر – الانفجار
أتى اليوم الذي أعلن فيه أحمد أن زفافه سيكون بعد اسبوع
دخلت حنين غرفتها وانهارت بالبكاء، حتى كرهت فكرة أن يشاركها أحد فيه.
في صباح يوم الفرح، ارتدت فستانًا بسيطًا، لكنها لم تستطع إخفاء حزنها.
ذهبت الحاجه هديه واحمد وحنين زوجته للقاعه
كانت القاعه مليئه بالمعازيم ،وأصوات الفرحه والبهجه تعم ارجاء المكان
لكن قلب حنين كان ظلام ،كان يتقطع وينزف دماً فى صمت
وعندما دخلو إلى القاعه
قال احمد :- سوف أذهب لأحضر زوجتى الجديده
حنين بصوت مرتجف:
– لا…
أحمد:
– ليه يا حنين؟
حنين وهي تنفجر بالبكاء:
– علشان… بحبك
لم استطع ان يشاركنى احدا فيك .
الفصل السادس عشر – المفاجأة
ابتسم أحمد، ومسح دموعها:
أحمد:
– وأنا كمان بحبك… والفرح ده، هو فرحنا إحنا. كل ده كان خطة علشان تعترفى،وكمان علشان معملناش فرح لينا ومن حقك تكونى عروسه .
وقال لها هيا لترتدى فستان أحلامك لقد أحضرته لكى
كنت أراقبكى عندما كنتى تحتفظين بصوره فستان زفاف راقى وجميل
دخلت الأم وهي تصفق بفرح:
– أخيرًا… قلتوا اللي في قلوبكم.
ذهبت حنين وكانت ارق واجمل عروسه ،حيث انبهر الكل من جمالها واحتشامها
الفصل السابع عشر – النهاية السعيدة
بعد أسابيع، أقيم الفرح الكبير في السرايا، وزُينت البلدة بالأنوار. فرحت حنين وسط الأهل والجيران، وعيناها مليئتان بالحب والأمان. وكانت هذه الفرحه لأنها رزقت بطفلين، وامتلأ البيت بالضحك.
تحقق وعد أحمد بأن يكون سندًا لها، ونسيت جراح الماضي، لتعيش حياة مليئة بالحب والاحترام.
الراوي:
– أحيانًا، تأتي السعادة من حيث لا نتوقع، وتشفى قلوبنا بأيدٍ لم نتصور يومًا أنها ستداويها.