
العصفور الذي نسي أن يُغرّد
في صباحٍ مشمسٍ جميل، استيقظت الحيوانات في الغابة الصغيرة على غير العادة بصمتٍ غريب. لم يكن هناك صوت تغريد العصفور الصغير "زُقزوق" الذي اعتادت عليه كل يوم.
كان زقزوق عصفورًا صغيرًا يحب الغناء منذ أن فقس من بيضته، وكان صوته جميلًا يجعل الفراشات ترقص، والأرانب تقفز بسعادة، والسناجب تصفق من فوق الأشجار.
لكن هذا الصباح... ظل زقزوق جالسًا على غصن شجرة البلوط، حزينًا، مطأطئ الرأس، لا يُغرد ولا يبتسم.
اقتربت منه صديقته الأرنب "فوفو" وسألته:
– "زقزوق! لماذا لا تُغني اليوم؟ هل أنت مريض؟"
هزّ زقزوق رأسه وقال بصوت منخفض:
– "لا يا فوفو، لست مريضًا... لكنني لا أرى فائدة من الغناء. كل يوم أُغني وأُغني، ولا شيء يتغيّر."
تعجبت فوفو وقالت:
– "لكننا نحب سماعك! غناؤك يجعل الصباح أجمل."
تنهد زقزوق وقال:
– "ربما، لكن هل يهم؟ لا أحد يغني لي، ولا أحد يهتم إن كنت سعيدًا أو حزينًا."
فكرت فوفو قليلاً، ثم قالت:
– "انتظرني هنا، سأعود حالًا."
ذهبت فوفو بسرعة، وجمعت أصدقاء الغابة: السلحفاة "سُلمي"، والسنجاب "نونو"، والبومة الحكيمة "هدهد"، وحتى الغزالة "رُماح".
اجتمعوا كلهم تحت شجرة البلوط، ونادت فوفو على زقزوق:
– "نحن هنا من أجلك، يا صديقنا!"
تقدمت البومة هدهد وقالت:
– "يا زقزوق، لقد نسيت شيئًا مهمًا... نحن نحبك، لا لأجل صوتك فقط، بل لأنك تجعل أيامنا أفضل."
ثم قالت السلحفاة سلمي:
– "حين أكون بطيئة ومتعبة، أسمع غناءك فأبتسم وأتابع طريقي."
وقف السنجاب نونو على حجر وقال بصوت عالٍ:
– "وأنا لا أبدأ جمع الجوز إلا بعد أن أسمع تغريدك الصباحي!"
ضحك الجميع، حتى زقزوق ابتسم قليلًا.
فجأة، بدأت الغزالة رماح تُصفّر بلحن بسيط، وانضمّت إليها الأرنب فوفو تنقر بأرجلها على الأرض، وضرب السنجاب نونو حجرين كأنهما طبلة.
بدأوا كلهم يعزفون معًا، وينشدون لزقزوق:
– "يا زقزوق، يا مغني الطيور، صوتك فرحة ونور!"
ضحك زقزوق بصوت عالٍ، وقفز من الغصن، ثم أخذ نفسًا عميقًا، وبدأ يُغرّد أجمل ما عنده. كانت نغمة مليئة بالحب والشكر والسعادة.
امتلأت الغابة بالألوان والضحكات والتغريد.
ومنذ ذلك اليوم، لم ينسَ زقزوق أبدًا كم هو مهم لأصدقائه... ولم يتوقف عن الغناء، لأنه عرف أن صوته يصنع الفرح.
النهاية 🌼