طارق بن زياد.. الراجل اللي ولّع السفن وفتح الأندلس

طارق بن زياد.. الراجل اللي ولّع السفن وفتح الأندلس

0 reviews

بص يا صاحبي…
النهاردة عايز أحكيلك حكاية راجل اسمه طارق بن زياد، والراجل ده مش مجرد قائد عادي، ده كان أسد بجد، قلبه ميت وعقله زي السيف. القصة دي حصلت من أكتر من ألف سنة، بالتحديد سنة 92 هـ. المسلمين وقتها كانوا عاملين فتوحات كتير في شمال أفريقيا، لكن عينيهم كانت على أرض تانية، أرض غنية وكبيرة اسمها الأندلس، اللي هي إسبانيا دلوقتي.

الأندلس دي ماكنتش سهلة. كانت في إيد القوط الغربيين، والملك بتاعهم كان اسمه لذريق. الراجل ده جيشه يوصل لأكتر من مئة ألف مقاتل، مدججين بالسلاح وعندهم خيول ودروع. يعني قوة مرعبة لأي حد يفكر يواجههم.

وهنا ييجي دور طارق. الراجل ده أصله أمازيغي، بسيط، لكنه اتربى على الجهاد والإيمان بفكرة كبيرة. القائد موسى بن نصير في المغرب بعته على رأس جيش صغير، عدده كله على بعضه سبعة آلاف مقاتل، أغلبهم من الأمازيغ، ومعاهم شوية عرب قليلين. قارن الرقم ده بمئة ألف، هتحس إن الموضوع مستحيل. لكن طارق ماكنش بيفكر زي الناس العادية.

جمع رجاله وركبوا البحر من طنجة. الرحلة نفسها كانت مغامرة، البحر واسع وممكن يغدر في أي لحظة. لكنهم وصلوا شاطئ إسبانيا سالمين. أول ما نزلوا، حصل المشهد اللي اتكتب بمداد من دهب في التاريخ. طارق أمر بإحراق السفن اللي جابوهم!

الجنود اتصدموا: "إزاي يا قائد؟ نولع في وسيلة الرجوع؟ كده يعني خلاص؟"
لكن طارق ما اهتزش، ووقف قدامهم وقال جملته اللي لحد النهاردة بنرددها:
"البحر من ورائكم، والعدو أمامكم… وليس لكم والله إلا الصدق والصبر."

الكلمة دي قلبت كل حاجة. العساكر بقوا فاهمين إن مفيش طريق ورا. يا انتصار يا موت كريم. وده اللي ولّد فيهم شجاعة مش طبيعية.

بعدها بدأت معركة وادي لكة. تخيل يا صاحبي، سبعة آلاف بس واقفين قدام مئة ألف. أي عقل طبيعي يقول مفيش أمل. لكن طارق لعبها صح. قسم جيشه بخطة ذكية، استغل طبيعة الأرض، وعمل ضربات مفاجئة سريعة زي البرق. الجنود كانوا بيتحركوا بخفة، يضربوا ويرجعوا، وفي كل مرة بيوقعوا صفوف العدو في ارتباك.

المعركة استمرت أيام طويلة، وكل يوم كان أصعب من اللي قبله. العطش والتعب والعدد القليل كانوا تحديات قاتلة. لكن الإيمان بالفكرة، وكلام طارق اللي ولّع في قلوبهم، خلّاهم يصبروا.

وفي لحظة حاسمة، الملك لذريق نفسه اختفى. مفيش دليل واضح هو مات ولا هرب، لكن الأكيد إن باختفاءه جيشه كله اتلخبط. القائد الكبير مش موجود، الجنود فقدوا الثقة، وبدأوا ينهاروا زي الرمل في إيد الريح.

وفي الآخر، جيش المسلمين انتصر. انتصار مش عادي، انتصار غير خريطة التاريخ كلها. المعركة دي فتحت باب الأندلس قدام المسلمين، ودخلوا بعد كده مدن وبلاد كتير، لحد ما بقوا مسيطرين على معظم شبه الجزيرة الإيبيرية.

والأهم من ده كله إن الانتصار ده ماكانش بس معركة سيوف ورماح، ده كان بداية لحضارة عظيمة استمرت قرون طويلة. في الأندلس اتبنى علم وفن وعمارة، ظهرت جامعات زي قرطبة، والناس من كل أوروبا كانوا بييجوا يتعلموا من المسلمين هناك.

القصة دي يا صاحبي مش مجرد حكاية قديمة. دي رسالة. بتقولك إن العدد مش كل حاجة، والإمكانيات مش أهم من الإيمان والشجاعة. طارق ماكانش معاه غير شوية مقاتلين عاديين، لكن قدر يحقق اللي مئات الألوف ماقدروش يوقفوه.

يعني العبرة واضحة:
مش الحجم هو اللي يفرق… العزيمة، الصبر، والتخطيط الصح هما اللي بيكسبوا أي معركة. وده اللي خلّى اسم طارق بن زياد يعيش لحد النهاردة، رمز للشجاعة والإيمان بالنصر.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

0

similar articles