ملك الظلام والأمريه لورا

ملك الظلام والأمريه لورا

0 reviews

لك الظلام والأميرة لورا

في العوالم الخفية حيث يختلط السحر بالدماء، كان هناك أمير من مملكة الجن يُدعى أزادور، وُلد في عرش النار والظلال. كان مقدراً له أن يرث حكم الجن، لكن قلبه المتمرّد أبى أن يُسجن في عالم تحت الأرض. هرب إلى عالم البشر، متخفياً في صورة رجل وسيم، بملامح غامضة ونظرات تنفذ إلى الروح.

دخل أزادور عالم البشر في زمن كان المال والسلطة فيه أقوى من أي سحر. بذكائه وقسوته، أسس إمبراطورية تجارية ضخمة، لكن هذا لم يكن سوى قناع يخفي وراءه إمبراطورية أخرى: إمبراطورية مافيا لا يعرف أحد حدودها. سرعان ما أصبح اسمه مرادفاً للخوف والرهبة، يعرفه خصومه بلقب "ملك الظلام"، دون أن يدركوا أن هذا اللقب ليس مجرد وصف، بل حقيقة أعمق من خيالهم.

لكن القدر، كعادته، يربط بين الممالك والأرواح بطرق لا يتوقعها أحد. في قلب نيويورك، حيث الدماء تُراق من أجل السيطرة، كانت هناك امرأة تُدعى لورا. جميلة كحلم قديم، وقاسية كالحديد. ورثت عرش المافيا الأمريكية بعد أن أطاحت بأعتى الرجال. لم تكن مجرد زعيمة؛ كانت أسطورة تمشي على الأرض.

حين تقاطعت طرقهما للمرة الأولى، كان ذلك في مزاد سري للأسلحة النادرة. وقف أزادور ببدلته السوداء ونظرته الماكرة، بينما ظهرت لورا بفستانها الأحمر القاني، تتحرك بثقة تجعل الرجال ينحنون دون أن تأمر. تبادلت أعينهما نظرة قصيرة، لكنها كانت كافية لتُشعل حرباً صامتة، حرباً بين ملك الظلام وأميرة المافيا.

بدأت العلاقة بينهما كصراع نفوذ. أزادور أراد أن يضم إمبراطوريتها إلى سلطته، بينما لورا رأت فيه خصماً خطيراً لا يمكن تجاهله. لكن شيئاً ما تغيّر… تحت قسوة الصراع، ووسط الدماء والخيانة، ولدت مشاعر لم يكن أي منهما يتوقعها.

أزادور كان يعلم أنه إن كشف عن حقيقته كأمير من الجن، ربما تخافه لورا وتهجره. لكنه كان منجذباً إليها بجنون، فهي الوحيدة التي لم تره مجرد رجل أعمال أو زعيم مافيا، بل كانت تقرأ في عينيه شيئاً أبعد… شيئاً يخص الظلام نفسه.

أما لورا، فقد رأت فيه رجلاً مختلفاً عن كل من عرفته. لم يكن مجرد شريك أو عدو؛ كان لغزاً، وكان الضعف الوحيد الذي تسلّل إلى قلبها الحديدي. كل لقاء بينهما كان أشبه برقصة بين النور والظلام، بين العاطفة والدماء.

حين حاولت إحدى العائلات المنافسة اغتيال لورا، كشف أزادور عن جزء من قوته الحقيقية. ألسنة من الظلال ابتلعت القتلة في ثوانٍ، وعينا لورا اتسعتا بالذهول والخوف. حينها فقط أدركت أن الرجل الذي أحبته لم يكن بشرياً بالكامل.

لكنها لم تهرب… بالعكس، اقتربت أكثر. قالت له بصوت ثابت:
"سواء كنت ملكاً للجن أو زعيماً للمافيا… فأنا أميرة الظلام بجانبك."

ومنذ تلك اللحظة، وُلد تحالف لم يعرفه العالم من قبل: ملك الظلام وأميرة المافيا، ثنائي جعلت همساتهم العروش تهتز، ورقصت أمامهم المدن على لحن من الدم والذهب.

لم يكونا مجرد عاشقين، بل أسطورة حيّة، تروى قصتها في أزقة نيويورك، في كهوف الجن، وفي كل مكان يتلاقى فيه السحر بالسلطة.

عد تحالف ملك الظلام والأميرة لورا، تغيّرت موازين القوى في عالم المافيا. صارت الشوارع تتهامس بأسمائهما وكأنها لعنة لا يمكن الهروب منها. نيويورك لم تعد كما كانت؛ كل عائلة مافيا، وكل زعيم ظل، صار يعرف أن اللعبة انتهت، وأن عهداً جديداً قد بدأ.

لكن هذا التحالف لم يمر دون أعداء. العائلات الأوروبية، التي اعتبرت نفسها أوصياء على تجارة السلاح والمخدرات، شعرت بالتهديد. أما مجلس الجن في العالم الآخر، فقد بدأ يراقب الأمير المتمرّد بقلق، متسائلين إن كان طموحه سيُشعل حرباً بين العوالم.

في إحدى الليالي الماطرة، كانت لورا تجلس مع أزادور في جناحها الفخم المطل على المدينة. كان الليل يخفي أنفاسه، والشارع أسفل النافذة يضج بالسيارات السوداء وحراس المافيا. نظرت لورا إليه بعينيها الحادتين وقالت:
"تحالفنا قوي، لكنك تخفي عني شيئاً أكبر… أشعر أن الظلام فيك ليس مجرد استعارة."

ابتسم أزادور ابتسامة غامضة، واقترب منها حتى كاد صوته يلامس قلبها:
"أنا لست كغيري من الرجال يا لورا… أنا ملك على عرش لا تراه عيناكِ. لكنك الوحيدة التي أسمح لها بالجلوس بجانبي."

قبل أن ترد، انفجر الباب بعنف، واندفعت مجموعة من القتلة يرتدون أقنعة حمراء. اشتعل الرصاص في الغرفة، لكن أزادور لم يتحرك كإنسان عادي. رفع يده، فخرجت من جسده ظلال كثيفة التهمت الرصاص قبل أن يلامس جسدهما. ارتجفت الأرض تحت أقدامهم، وصرخ القتلة رعباً قبل أن يختفوا داخل ظلامه.

كانت لورا تراقب المشهد بانبهار وخوف في آن واحد. الدماء تسيل، الدخان يتصاعد، والظل يبتلع أجساداً كأنها لم تكن. وحين انتهى كل شيء، نظر إليها أزادور بعينيه المشتعلتين وقال:
"الآن عرفتِ من أنا… هل ما زلتِ بجانبي؟"

اقتربت لورا منه، ووضعت يدها على صدره، حيث كان الظلام يتنفس بداخله. أجابت بجرأة لا يملكها إلا قلب زعيمة:
"أنا لا أهرب من الخطر… أنا أخلقه."

منذ تلك الليلة، أصبحا أكثر من مجرد تحالف. صارا مملكة كاملة تتحرك بدمين. أزادور يقود بظلامه وجيشه الخفي من الجن، ولورا تحكم بذكائها الحديدي وشبكتها البشرية من العصابات. معاً، دمجوا عالمين في كيان واحد، أقوى من أن يُهزم.

لكن الأعداء لم يستسلموا.
في أوروبا، وُقّع ميثاق دم بين خمس عائلات مافيا كبرى، هدفه الوحيد: إسقاط ملك الظلام والأميرة. وفي عالم الجن، بدأ المجلس الأعلى يجهّز لعقوبة قد تُشعل حرباً بين العوالم.

أما لورا، فبدأت تكتشف أن عشقها لأزادور ليس مجرد شغف عابر، بل لعنة. فكلما اقتربت منه أكثر، ازدادت الظلال حولها، وكأنها لم تعد إنسانة بالكامل.

وفي قلب نيويورك، بدأت الشائعات تنتشر:
"الأميرة لورا لم تعد بشرية… لقد أصبحت عروس ملك الظلام."

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

1

followings

2

similar articles