
الوشم الملعون الجزء الثاني
نُصْب الحكاية والحراسة
بعد انتهاء المكالمة الغامضة لم أعد أملك رفاهية الخوف . القمر يكتمل بسرعة والوشم على ظهري ينبض وكأنه طبلٌ شيطاني يقرع نذير موتي .
غرست أصابعي في يوميات جدي أبحث عن أي إشارة إلى " نُصْب الحكاية " .
بين الصفحات المتآكلة وقعت عيناي على رسمة بالحبر لبئر قديمة محاطة بحجارة مُتداعية وتحتها كُتب حيث تلتقي الحكايات تبدأ اللعنة أو تنتهي .
النُصْب في أرض الوقف القديمة حيث تروي الجدران حكايات الماضي .
كانت تلك هي الدليل الوحيد أرض الوقف كانت في أطراف المدينة مهجورة منذ زمن لم يبقَ منها سوى الجدران المتآكلة والأسرار التي لم تُحكى بعد هواء الثقيل كان ينضح بروائح الماضي وأصوات همسية محفورة في الحجارة وكأن المكان لا يزال يحتفظ بأنفاس آخر من سكنوه وفي وسط ذلك الصمت المخيف
البئر القديم الذي ذكرته المخطوطة مُحاطاً بهالة من الظلام والغموض وكأنه بوابة لعالم آخر لم يجرؤ أحد على عبوره .

هربت من منزلي وأنا أتلفت خلفي، أشعر أن عيونًا تراقبني من كل ظل .
عندما وصلت إلى الموقع كان المكان مُهجورًا حقًا في وسطه،
كان البئر القديمة قائمة، تمامًا كما في الرسم. لكنها كانت صامتة، صامتة جدًا
وفجأة...!!!
خرج صوت من خلف الأنقاض
" لقد جئت في الوقت المناسب،لكنك جئت مُتأخرًا جدًا ."
انعطفت لأرى امرأة عجوزًا جالسة على حجر ترتدي ثوبًا أسود وتنظر إليّ بعينين لم تعرفا الخوف كانت هي "الحارسة" .

هم يعرفون أنك هنا قالت الطائفة إنهم قادمون والكائن داخل ظهرك يستيقظ يجب أن ننفذ الطقس الآن قبل أن يبتلعك .
أخبرتها بكل شيء عن الظل عن المكالمة عن جدي .
هزت رأسها بحزن . جدك كان بطلًا ضحى بنفسه ليحبس هذا الكائن لكنه لم يُدمره والآن القمر يكتمل والكائن أصبح أقوى .
هناك طريقة واحدة فقط يجب أن تنتقل اللعنة إلى وعاء آخر لكن هذا سيتطلب موت الحامل الجديد أو يجب أن نذهب إلى مصدر اللعنة نفسه إلى البئر .
نظرت إلى البئر العميقة المظلمة : ماذا في الأسفل ؟
"البوابة" همست البوابة التي فُتحت منذ قرون والتي تسلل منها هذا الكائن الطائفة تريد إبقاءها مفتوحة لاستخراج قواها علينا أن نغلاقها إلى الأبد .
سمعت صوت سيارات تقترع بسرعة الأضواء الكاشفة تعثر علينا "لا وقت!" صرخت الحارسة "إنهم هنا!"
رجال يرتدون أردية سوداء نزلوا من السيارات يحملون شعار الطائفة الغامضة " العين ذاتها " وقف في مقدمتهم الرجل الغريب من المستشفى لكن هذه المرة كانت ابتسامة منتصرّة على وجهه .
"أخيرًا جمعتنا كلنا" قالت "الحارسة العجوز والوعاء الجديد والوشم شكرًا لك على إحضاره إلينا .
أدركت أنه خدعني لقد قادني إليهم .
الوشم على ظهري احترق كالجمر وانحنت ظهري من الألم من بين الرجال خرج ظلي ماشيًا هذه المرة بشكل مستقل يضحك بصوت لم يعد يشبه صوتي أبدًا .
"الدم" همست الحارسة في أذني بينما كان الرجال يقتربون .
دمك هو المفتاح لأنك من سلالة الحارسين دمك يمكنه أن يغلق البوابة إلى الأبد .
رفعت سكينًا طقسيًا قديمًا يجب أن تسقط دماؤك في البئر فقط بهذه الطريقة .
كانت الخيارات أمامي الاستسلام للطائفة ليفتحوا البوابة ويحرروا الكائن أو أموت أنا هنا لِأغلقها .
لكن قبل أن أقرر شيء ما انفجر .
الرجل الغريب - قائد الطائفة - سقط على الأرض وفي ظهره نفس الوشم .
لكنه كان أكبر وأقدم لقد كان هو الوعاء الأول لقد كان يحاول تحرير نفسه هو الآخر!
انفجرت الفوضى الحارسة بدأت بترديد تعويذة قديمة . ظلي قفز تجاهي والطائفة تقاتل بعضها بعضًا .
في هذه اللحظة من الفوضى أمسكت بيد الحارسة وقلت : " افعل ما يجب فعله ."
نظرت إليّ بعينين تحملان
قرون من الحزن، ثم رفع السكين .
لكن الضربة لم تكن لي .
كانت لها .
"لا" همست وهي تسقط " الدم دم حارسة أقوى "
دمها سال إلى فتحات البئر الأرض ارتجت البئر بدأ يتوهج بضوء أبيض مبهر .
صرخ الظل والقائد بألم بدآ يتبخران .
نظرت إلى ظهري أجد الوشم كان يختفي يتبخر مثل الدخان تاركًا ندبة فقط .
لكن عندما نظرت إلى البئر رأيت شيئًا يُخرج يدًا...
البوابة لم تُغلق تمامًا .
لقد أوقفنا الكائن لكن البوابة لا تزال مفتوحة قليلًا .
والآن أنا الحارس الجديد .
واللعنة لم تنتهِ... لقد تغيرت فقط .
النهاية: تضحية ودائرة مغلقة
أدرك البطل أن كسر اللعنة لا يعني هزيمة الكائن فحسب بل إغلاق البوابة التي جاء منها إلى الأبد.
بمساعدة الحارسة العجوز اكتشف أن الطقس النهائي يتطلب تضحية عظيمة: يجب أن يُحبس الكائن داخل وعائه إلى الأبد لكن هذا يعني أن حامله سيكون سجينًا معه محكومًا عليه بالعزلة الدائمة، مثله مثل جده من قبله .
على حافة البئر القديمة بينما كان قائد الطائفة وأعضاءها يتقدمون لاستغلال قوة الوشم اتخذ البطل قراره. لم يهرب .
بدلاً من ذلك ردد الكلمات الأخيرة من المخطوطة بصوت عالٍ مستدعيًا كل قوة اللعنة تجاهه. انفجر الظل من ظهره في شكل دخان أسود مروع بينما امتص الوشم الطاقة regressing back إلى حالة سكون تام، لكنه أصبح الآن قبرًا وسجنًا لا يمكن كسره .
سقط البطل على ركبتيه لكنه لم يمت .
أصبح هو الحارس الجديد للبوابة يعيش الآن في البيت القديم يراقب الظلال ويحمي العالم من الخطر الذي بداخله .
الوشم لم يعد ملعونًا لأنه أصبح تحت سيطرة من يحميه .
في الليالي المظلمة يمكنك رؤية ضوء من نوافذ البيت القديم إنه يعلم أن اللعنة قد انتهت لكن الحراسة لن تنتهي أبدًا .
النهاية .
**********************************************************
إلي اللقاء مع روايه أخري ........!!!!