مغامرة في الغابة السحرية

مغامرة في الغابة السحرية

Rating 0 out of 5.
0 reviews

الفصل الأول: البداية

في صباحٍ مشمس وجميل، استيقظ سامي على صوت العصافير وهي تزقزق قرب نافذته. فتح عينيه وابتسم، فقد كان ينتظِر هذا اليوم منذ أسابيع طويلة. اليوم سيذهب مع أخته الصغيرة ليلى إلى زيارة الغابة الكبيرة القريبة من القرية.
كانت الغابة دائمًا تثير فضولهما، حيث كانا يسمعان من جدهما قصصًا عن أشجارها العالية، والحيوانات التي تسكن بين أغصانها، والأنهار الصغيرة التي تجري بين الصخور. كان الجد يقول دائمًا:

"الغابة مكان مليء بالأسرار، ومن يعرف كيف يصغي إليها يكتشف العجائب."

ارتدى سامي حقيبته الصغيرة، ووضع فيها زجاجة ماء، وبعض السندويشات، ومصباحًا صغيرًا. أما ليلى فقد أخذت دفترها الملون وأقلامها لتسجل ما ستراه في رحلتها.

قال سامي بحماس:
– هيا يا ليلى! لننطلق قبل أن تفوتنا الشمس.

ركضا معًا إلى أطراف الغابة، وكانت الأشجار الضخمة تستقبلهما بظلالها الكثيفة.


الفصل الثاني: أول مفاجأة

دخل الأخوان إلى الغابة، وكل شيء بدا مختلفًا. الهواء كان أنقى، والروائح ممتلئة بعطر الزهور البرية. فجأة، سمعا صوتًا غريبًا يشبه الأنين. توقفت ليلى وقالت بخوف:
– هل سمعت ذلك يا سامي؟
– نعم… يبدو أن هناك من يحتاج المساعدة.

تتبعا الصوت حتى وصلا إلى شجيرة صغيرة. وهناك، وجدا سنجابًا بنيًا عالقًا بين أغصان متشابكة. كان السنجاب يحاول أن يحرر ذيله لكنه لم يستطع. اقترب سامي بحذر، وأزاح الأغصان، فاستطاع السنجاب التحرر.

قفز السنجاب بفرح، ثم نظر إلى سامي وليلى بعينيه اللامعتين. فجأة، سمعا صوتًا رقيقًا يقول:
– شكرًا لكما! لقد أنقذتماني.

فتحت ليلى فمها بدهشة:
– السنجاب يتكلم!

ضحك السنجاب وقال:
– اسمي توكا. لولا مساعدتكما، لما تمكنت من العودة إلى عائلتي. هل ترغبان في مرافقتي؟ سأريكما أشياء لم يسبق أن رآها أحد من البشر.

وافق الطفلان بحماس، وبدأت المغامرة الحقيقية.


الفصل الثالث: النهر اللامع

قاد توكا الطفلين عبر ممر ضيق تحيطه نباتات غريبة الشكل. وبعد مسافة قصيرة، وصلا إلى نهر صغير يتلألأ ماؤه كما لو كان مليئًا بالنجوم.

قالت ليلى بدهشة:
– ما أجمل هذا النهر!
أجاب توكا:
– هذا هو النهر اللامع. مياهه تعكس ضوء القمر حتى في النهار. لكن احذرا! لا يشرب منه إلا من يعرف كلمة السر.

سأل سامي:
– كلمة السر؟
ضحك توكا وقال:
– نعم، الغابة تحتفظ بأسرارها، ولا تكشفها إلا للأصدقاء الحقيقيين.

وفجأة، سمعوا خرير الماء يتغير إلى صوت موسيقي لطيف، وظهرت سمكة ذهبية تسبح قرب السطح. قالت بصوت ناعم:
– مرحبًا بكم. من أنتم؟
– أنا سامي، وهذه أختي ليلى، وهذا صديقنا توكا.
ابتسمت السمكة وقالت:
– إذًا كرروا معي كلمة السر: "السلام".

رددوا الكلمة، وفجأة أصبح ماء النهر أكثر صفاءً. شربوا منه وشعروا بطاقة عجيبة تملأ أجسادهم.


الفصل الرابع: الظلال الغامضة

تابع الثلاثة طريقهم حتى بدأت الشمس تميل للغروب. عندها، لاحظ سامي أن هناك ظلالًا تتحرك خلف الأشجار. توقف وقال:
– من هناك؟

ظهر من بين الأشجار ثعلب رمادي، يرتدي وشاحًا أخضر على رقبته. قال بصوت مفعم بالذكاء:
– أنا الحارس الليلي للغابة. ما الذي جاء بكم إلى هنا؟

أسرع توكا يشرح كيف ساعده سامي وليلى، وأنهما صديقان للغابة. ابتسم الثعلب وقال:
– حسنًا، إن كنتم أصدقاء، فعليكم أن تثبتوا شجاعتكم. هناك مهمة تنتظركم.

ارتبك الطفلان، لكن الحماس غلب عليهما. سأل سامي:
– ما هي المهمة؟

قال الثعلب:
– هناك زهرة نادرة تدعى زهرة القمر. تتفتح مرة واحدة كل مئة عام، وهي اليوم على وشك أن تزهر. لكنها تقع في مكان تحرسه البومة العجوز. إذا حصلتم على بتلة منها، ستكسبون بركة الغابة.


الفصل الخامس: مواجهة البومة

توجه الأصدقاء إلى التلة التي تحدث عنها الثعلب. كانت مظلمة وكأن الليل حل قبل أوانه. وفجأة، سمعوا صوت جناحين عظيمين. ظهرت بومة ضخمة بعينين تلمعان مثل المصابيح.

قالت البومة:
– من يجرؤ على الاقتراب من زهرة القمر؟

تقدمت ليلى بخطوات صغيرة وقالت:
– نحن لا نريد الأذى، فقط نبحث عن بركة الغابة.

صمتت البومة قليلًا، ثم قالت:
– البركة لا تعطى بسهولة. يجب أن تجيبوا عن أحجيتي:

"أنا أعيش في النهار والليل، أرافقك في رحلتك الطويلة. أراك ولا تراني، فمن أكون؟"

فكر سامي طويلًا، ثم قال:
– إنه الظل!

رفرفت البومة بجناحيها وقالت:
– إجابة صحيحة. يمكنكم أخذ بتلة واحدة من زهرة القمر.

اقتربت ليلى، فقطفت البتلة البيضاء التي أضاءت بين يديها مثل القمر.


الفصل السادس: العودة

بعد هذه المغامرة العجيبة، شعر الأطفال بالتعب. قادهم توكا حتى وصلوا إلى أطراف الغابة حيث بانت أضواء القرية.

قال توكا وهو يلوح لهم:
– شكرًا لأنكما أثبتما أن البشر يستطيعون أن يكونوا أصدقاء للغابة. لا تنسوني.

ابتسم سامي وقال:
– لن ننساك أبدًا يا توكا.

عاد الطفلان إلى بيتهما، وحكيا لجدّهما كل ما حدث. ابتسم الجد وقال:
– كنت أعلم أن الغابة ستكشف لكما أسرارها يومًا ما.

وفي تلك الليلة، نام سامي وليلى وهما يحلمان بمغامرات جديدة، وبتلة زهرة القمر موضوعة قرب سريرهما تشع ضوءًا هادئًا.

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

0

followings

1

similar articles
-