حب في يوم تحت المطر

حب في يوم تحت المطر

Rating 5 out of 5.
1 reviews
image about حب في يوم تحت المطر

الفصل الأول: المطر الذي غيّر كل شيء

كانت السماء ملبدة بالغيوم والمطر ينهمر بلا توقف كأنها تبكي بصوت خافت لا يسمعه إلا من يحمل في قلبه حزنًا يشبهها وكانت شينا تجلس وحدها على الرصيف المبلل شعرها الطويل يلتصق بوجهها وعيناها تحدقان في الأرض كأنها تبحث عن شيء ضائع في أعماقها لا تعرف له اسمًا ولا شكلًا ولا حتى سببًا كانت ترتجف قليلًا ليس فقط من البرد بل من شيء أعمق شيء لا يمكن للمطر أن يغسله وفي تلك اللحظة مر فوجيما بجانبها يحمل مظلته السوداء بخطوات هادئة كعادته عيناه تلتقط التفاصيل دون أن يبدو عليه أي اهتمام لكنه توقف فجأة كأن شيئًا داخله جذبه نحوها نظر إليها للحظة ثم اقترب بخطوات مترددة وسألها بصوت خافت هل أنتِ بخير رفعت رأسها ببطء وابتسمت ابتسامة باهتة وقالت لا تشغل بالك كل شيء بخير لكنه لم يقتنع بكلماتها نظر إلى كتفيها المرتجفين وقال أين مظلتك أجابت دون أن تنظر إليه لم تكن معي مدّ لها مظلته دون تردد وقال خذيها ثم ركض تحت المطر تاركًا نفسه للبرد كأن شيئًا بداخله أراد أن يختبر الألم وهو يتمتم في داخله كان هذا أول لقاء لي مع شينا التي يلقبها الجميع بالملاك لأنها الأجمل والأذكى والأرقى في كل شيء في اليوم التالي بدا على فوجيما التعب وجهه شاحب وصوته منخفض سأله يوتا عن حاله فأجابه بأنها مجرد نزلة برد بسيطة لا تقلق سأكون بخير سأله كيف ذلك وقد كانت مظلتك معك بالأمس فأجابه بأنه أعطاها لشخص ما فقال له يوتا أنت طيب جدًا لكن لا تضحي بصحتك فرد فوجيما لا بأس يومين وسأعود كما كنت وعند نهاية اليوم الدراسي وبينما فوجيما يفتح باب شقته سمع صوتًا مألوفًا يناديه التفت فوجد شينا تقف أمامه تحمل مظلته تخبره بأنها جاءت لتردها له شكرها لكنه كاد أن يسقط من التعب فسندته في اللحظة الأخيرة وسألته إن كان مرض بسببها فنفى ذلك وأخبرها أن المطر هو السبب لكنها ساندته وأدخلته إلى شقته التي كانت أشبه بمكب نفايات لكنها لم تهتم بذلك بل حملته إلى سريره وغطيته وتركته يغفو فورًا وعندما استيقظ وجدها جالسة أمامه تراقبه بهدوء سألها كم من الوقت كنت نائمًا فأجابته ثلاث ساعات ثم سألته إن كان جائعًا وأخبرته بأنها أعدت له حساءً هل ترغب في بعض منه أجابها بنعم فتناوله وما إن تذوق أول ملعقة حتى قال هذا... لذيذ جدًا أنهى الطبق بسرعة فضحكت فشعر بالحرج ثم أخبرته بأنها ستغادر فسألها إن كانت تحتاج توصيلة فضحكت وأخبرته بأنها جارته في الشقة المقابلة له فابتسم بخجل وقال لا أعرف الجيران... لكنكِ مميزة أجابته لا داعي للدين هذا واجبي كزميلة وجارة غادرت لكنه شعر بحرارة غريبة في قلبه تمتم لنفسه لا لا ليس الآن يا فوجيما في صباح اليوم التالي جلس بجانب يوتا الذي لم يتوقف عن التفاخر بحبيبته تيشي وقال له لماذا لا تملك حبيبة يا فوجيما قلّدني تيشي جميلة ورقيقة وقبل أن يرد دخلت تيشي الفصل كعاصفة واتجهت مباشرة نحو يوتا وعضّته في وجهه فوجيما تنهد بخيبة أمل وقال مهما نصحتكما لا فائدة ضحك يوتا وقال علينا أن ننزع صفة الرقة من كلامنا السابق ضحك الاثنان بينما تيشي وقفت في حيرة لا تفهم سبب الضحك المفاجئ وفي زاوية الفصل كانت شينا تراقبهم بصمت أرادت أن تقترب أن تضحك معهم أن تكون جزءًا من تلك اللحظة لكنها خافت من الشائعات من نظرات الطلاب فانسحبت بصمت لكنها تواسي نفسها بأنها تراه كل يوم في المنزل وهذا يكفيها ولو مؤقتًا


الفصل الثاني: بين الطبخ والقلوب

في مساء هادئ كانت شينا تحمل طبق الطعام المعتاد لفوجيما الذي اعتاد على دفئه أكثر من نكهته جلسا معًا يتشاركان الأكل في صمت مريح لكن التعب بدأ يتسلل إلى عيني شينا التي غلبها النعاس فجأة فمال رأسها على كتفها ثم استسلمت للنوم دون مقاومة فوجيما نظر إليها للحظة لم يشأ أن يوقظها فحملها برفق كأنها قطعة زجاج ثم دخل بها إلى غرفته ووضعها على سريره بهدوء وفي لحظة إحراج لم يستطع مقاومتها قبّلها قبلة خفيفة على جبينها ثم غادر الغرفة وهو يشعر بأن قلبه ينبض أسرع من المعتاد لكنه لم يعلم أن شينا كانت تمثل النوم وعندما أغلق الباب فتحت عينيها التي كانت تلمع من الفرح ثم أغمضتهما من جديد ونامت فعلاً وفي صباح اليوم التالي خرجت شينا من الغرفة لتجد فوجيما نائمًا على الأرض بجانب الأريكة وجهه هادئ كطفل نائم اقتربت منه وجلست بجانبه ووضعت رأسه على ساقها وبدأت تلعب في شعره الناعم كأنها تحاول أن تحفظ ملمسه في ذاكرتها لكن الباب فتح فجأة ودخلت أم فوجيما التي رأت المشهد ولم تتكلم بل ابتسمت كأنها كانت تتوقع شيئًا كهذا ثم سحبت والد فوجيما وجلسا أمامهما ينظران لهما بفرح طفولي وشينا تكاد تنفجر من الإحراج لأنها تعرف أن هؤلاء هما والدا فوجيما فقد رأت صورهما من قبل في هاتفه لكن لم تتخيل أن تراهم في هذا الوضع ثم اتصلت والدة فوجيما بتيشي ويوتا وطلبت منهما الحضور بسرعة وعندما وصلا تفاجآ من المشهد تيشي فتحت فمها بدهشة ويوتا وقف صامتًا كأن لسانه عقد من المفاجأة شينا شعرت بإحراج أكبر وبدأت تنظر للأرض كأنها تبحث عن مخرج من هذا الموقف ثم سألتها أم فوجيما هل تحبينه فأجابت شينا بصوت خجول نعم إنه جميل ومهذب ويعاملني بلطف أكثر من أي أحد فسعدت الأم بتلك الإجابة وابتسمت كأن قلبها امتلأ بالرضا وعندما استيقظ فوجيما ووجد نفسه في هذا الوضع اعتدل بسرعة لكنه عندما رأى أصدقائه ووالديه هنا أغمي عليه من شدة الصدمة وعندما أفاق مجددًا وجد شينا جالسة بعيدًا عنهم تغطي وجهها بوسادة من شدة الإحراج بينما والديه يبتسمان ابتسامة لم يعرفها عنهما من قبل فسألهم ماذا هناك فصرخت تيشي به ألا تعترف لشينا بحبك أم ماذا لقد أخبرتنا بأنها تحبك أكثر من أي أحد في هذا العالم فوجيما لم يبدِ أي تعجب بل قام من جلسته واتجه نحو شينا ولم يتكلم بل أمسك بوجهها وقبّلها قبلة طويلة جعلت تيشي تصرخ من المفاجأة بينما يوتا ووالدي فوجيما يفتحون أفواههم من الصدمة ثم أخبر فوجيما تيشي بأنه لا يحب شينا فقط بل إنه يعشقها لدرجة الجنون وشينا شعرت بالحرج من كلامه لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها فنظر إليها وأكمل حديثه بأن الأيام التي قضاها معها كانت أفضل أيام حياته فردت عليه شينا بأنها هي الأخرى كذلك وأنها تحبه أيضًا فصرخ والد فوجيما من الحماس وقال إذًا فلنلتقط صورة جميعًا وقفوا جميعًا والتقطوا الصورة بينما تيشي كانت تضرب يوتا بشدة لأنها شعرت بالغيرة من شينا التي حصلت على اعتراف علني بينما هي لم تحصل على شيء فضحك الجميع وانتهى اليوم لكن لم تنتهِ المشاعر التي بدأت تنمو ببطء بين فوجيما وشينا بل بدأت تتفتح كزهرة في أول الربيع


الفصل الثالث: حين يختلط الحب بالحرج

كانت الأيام تمر بهدوء بين فوجيما وشينا كأن الزمن قرر أن يمنحهما مساحة خاصة لا يقترب منها أحد الروتين اليومي أصبح طقسًا مقدسًا يجمعهما حول الطعام والضحك واللحظات الصغيرة التي لا يراها الآخرون لكنها كانت تبني شيئًا كبيرًا في الداخل وفي أحد تلك الأيام بينما كانا يتشاركان إعداد الطعام غلب النعاس شينا فمال رأسها على كتفها ثم استسلمت للنوم دون مقاومة فوجيما نظر إليها للحظة شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه لم يشأ أن يوقظها فحملها برفق كأنها حلم لا يريد أن ينكسر دخل بها إلى غرفته ووضعها على سريره بهدوء وفي لحظة إحراج لم يستطع مقاومتها قبّلها قبلة خفيفة على جبينها ثم غادر الغرفة وهو يشعر بأن قلبه ينبض أسرع من المعتاد لكنه لم يعلم أن شينا كانت تمثل النوم وعندما أغلق الباب فتحت عينيها التي كانت تلمع من الفرح ثم أغمضتهما من جديد ونامت فعلاً وفي صباح اليوم التالي خرجت شينا من الغرفة لتجد فوجيما نائمًا على الأرض بجانب الأريكة وجهه هادئ كطفل نائم اقتربت منه وجلست بجانبه ووضعت رأسه على ساقها وبدأت تلعب في شعره الناعم كأنها تحاول أن تحفظ ملمسه في ذاكرتها لكن الباب فتح فجأة ودخلت أم فوجيما التي رأت المشهد ولم تتكلم بل ابتسمت كأنها كانت تتوقع شيئًا كهذا ثم سحبت والد فوجيما وجلسا أمامهما ينظران لهما بفرح طفولي وشينا تكاد تنفجر من الإحراج لأنها تعرف أن هؤلاء هما والدا فوجيما فقد رأت صورهما من قبل في هاتفه لكن لم تتخيل أن تراهم في هذا الوضع ثم اتصلت والدة فوجيما بتيشي ويوتا وطلبت منهما الحضور بسرعة وعندما وصلا تفاجآ من المشهد تيشي فتحت فمها بدهشة ويوتا وقف صامتًا كأن لسانه عقد من المفاجأة شينا شعرت بإحراج أكبر وبدأت تنظر للأرض كأنها تبحث عن مخرج من هذا الموقف ثم سألتها أم فوجيما هل تحبينه فأجابت شينا بصوت خجول نعم إنه جميل ومهذب ويعاملني بلطف أكثر من أي أحد فسعدت الأم بتلك الإجابة وابتسمت كأن قلبها امتلأ بالرضا وعندما استيقظ فوجيما ووجد نفسه في هذا الوضع اعتدل بسرعة لكنه عندما رأى أصدقائه ووالديه هنا أغمي عليه من شدة الصدمة وعندما أفاق مجددًا وجد شينا جالسة بعيدًا عنهم تغطي وجهها بوسادة من شدة الإحراج بينما والديه يبتسمان ابتسامة لم يعرفها عنهما من قبل فسألهم ماذا هناك فصرخت تيشي به ألا تعترف لشينا بحبك أم ماذا لقد أخبرتنا بأنها تحبك أكثر من أي أحد في هذا العالم فوجيما لم يبدِ أي تعجب بل قام من جلسته واتجه نحو شينا ولم يتكلم بل أمسك بوجهها وقبّلها قبلة طويلة جعلت تيشي تصرخ من المفاجأة بينما يوتا ووالدي فوجيما يفتحون أفواههم من الصدمة ثم أخبر فوجيما تيشي بأنه لا يحب شينا فقط بل إنه يعشقها لدرجة الجنون وشينا شعرت بالحرج من كلامه لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها فنظر إليها وأكمل حديثه بأن الأيام التي قضاها معها كانت أفضل أيام حياته فردت عليه شينا بأنها هي الأخرى كذلك وأنها تحبه أيضًا فصرخ والد فوجيما من الحماس وقال إذًا فلنلتقط صورة جميعًا وقفوا جميعًا والتقطوا الصورة بينما تيشي كانت تضرب يوتا بشدة لأنها شعرت بالغيرة من شينا التي حصلت على اعتراف علني بينما هي لم تحصل على شيء فضحك الجميع وانتهى اليوم لكن لم تنتهِ المشاعر التي بدأت تنمو ببطء بين فوجيما وشينا بل بدأت تتفتح كزهرة في أول الربيع


الفصل الرابع: حين يسقط القناع

كان اليوم التالي مختلفًا عن كل الأيام السابقة لم يكن فيه دفء الطعام ولا خجل النظرات بل كان فيه شيء يشبه العاصفة التي لا تأتي من السماء بل من الأرض وبينما فوجيما عائد إلى منزله رأى شينا واقفة في زاوية الشارع تتلقى كلمات جارحة من امرأة غاضبة كانت تصرخ في وجهها وتسبها وتقول لها لا أريد رؤية وجهك ثانية كانت شينا تحاول أن تبقى صامتة لكن عيناها كانت على وشك الانهيار وعندما اقترب فوجيما وسألها من هذه المرأة أجابته بصوت مكسور لا تتعجب هذه أمي فوجيما لم يصدق ما سمعه لكنه لم يناقشها بل ضمها إليه وقال لها ابكي يا شينا لا شيء يجبرك على أن تكوني قوية دائمًا كانت ترتجف بين ذراعيه كأنها تحاول أن تتماسك لكنها لم تستطع وفي تلك اللحظة ظهرت المرأة من جديد تصفق ببرود وتتجه نحوهما وسألت فوجيما من أنت فأجابها وما شأنك ضغطت شينا على يده كأنها تطلب منه ألا يرد بعنف لكنه أغلق يده على يدها ليطمئنها فقالت المرأة سأعيد السؤال من أنت فرد عليها بنفس الرد وما شأنك غضبت وقالت له هذه ابنتي فقال لها لا توجد أم في هذا العالم تعامل ابنتها بهذه الطريقة إن كنت لا تحبينها فأنا أحبها وإن كنت لا تهتمين لأمرها فأنا أهتم غضبت المرأة أكثر ونادت على حراسها الشخصيين الذين ظهروا فجأة كأنهم خرجوا من الظل لكن فوجيما لم يتراجع بل أظهر وجهه الآخر وفي لحظة واحدة أسقطهم جميعًا أرضًا كأن الغضب تحوّل إلى قوة لا تُقهر استدارت المرأة وقالت إذًا اهتم بها كما تقول واحرصي يا شينا ألا تريني وجهك ثانية فرد عليها فوجيما بل أنت من لا يجب أن يرى وجهها النقي مرة أخرى ثم انصرفت المرأة بغضب بينما شينا بدأت تبكي بحرقة فاحتضنها فوجيما وغطّاها بجسده كأنّه يحميها من العالم كله والسماء بدأت تمطر كأنها تبكي معها كانت قطرات المطر تختلط بدموعها كأن الطبيعة كلها تشاركها الحزن لكنها فجأة ضحكت وقالت فلننسَ ما حدث وخرجت تحت المطر تضحك وتلهو وتقول أحب المطر ثم سحبت يد فوجيما وركضت به معها كأنها تطهر قلبها من كل ألم وفي تلك اللحظة لم يكن هناك أم ولا مدرسة ولا حراس فقط شينا الملاك الذي اختار أن يضحك رغم كل شيء وفوجيما الذي اختار أن يحبها رغم كل شيء وفي المساء جلسا معًا في الشقة التي أصبحت أكثر دفئًا من أي وقت مضى لم يتحدثا كثيرًا لكن الصمت بينهما كان مليئًا بالكلمات التي لا تُقال كانت شينا تنظر إليه بعينين فيهما امتنان وشيء يشبه الحب وفوجيما كان ينظر إليها كأنها الشيء الوحيد الذي يستحق أن يُحمى في هذا العالم وفي تلك الليلة لم يكن هناك طعام ولا ضيوف فقط قلبان يتقاطعان في لحظة صدق نادرة وفي صباح اليوم التالي استيقظا على صوت تيشي وهي تطرق الباب بعنف وتصرخ افتحوا أيها العشاق ففتح فوجيما الباب وهو يضحك بينما شينا تختبئ خلفه من شدة الإحراج دخلت تيشي ومعها يوتا الذي بدا عليه التعب من كثرة الضربات التي تلقاها منها في الأيام الماضية جلسوا جميعًا وتحدثوا وضحكوا لكن تيشي لم تتوقف عن النظر إلى شينا بنظرة فيها غيرة طفولية ثم قالت فجأة هل تعرفين كم أنتِ محظوظة بشخص مثل فوجيما فردت شينا وهي تضحك وأنا أيضًا محظوظة بوجودكم جميعًا ثم نظر فوجيما إلى شينا وقال لها بصوت خافت لكن مسموع أنا لا أريد أن أكون مجرد شخص في حياتك أريد أن أكون كل حياتك فردت عليه شينا وأنا لا أريد أن أكون مجرد لحظة في يومك أريد أن أكون كل أيامك فضج المكان بالضحك والدهشة بينما تيشي بدأت تضرب يوتا من جديد لأنه لم يقل لها شيئًا مشابهًا من قبل وصرخت فيه تعلم من فوجيما أيها الكسول فضحك الجميع وانتهى اليوم لكن الحب لم ينتهِ بل بدأ يأخذ شكله الحقيقي كأن كل ما سبق كان مجرد تمهيد لما هو قادم


الفصل الخامس: حين يصبح الصمت لغة القلب

كانت الشقة هادئة بشكل غير معتاد لا ضجيج ولا طرقات ولا مكالمات فقط صوت أنفاس فوجيما وشينا وهما يجلسان على الأرض يتشاركان طبق طعام بسيط أعداه معًا لم يكن الطعام هو المهم بل اللحظة التي تجمعهما كانت كأنها عالم خاص لا يعرفه أحد وبينما فوجيما يتحدث عن نكهة الحساء وكيف يمكن أن يكون ألذ لو كان طازجًا سمعته شينا وسألته إن كان يريدها أن تطبخ في منزله بدلاً من أن تحضر الطعام جاهزًا تلعثم في البداية لكنه فوجئ بأنها توافق بشرط واحد أن يتقاسما كل شيء ليس فقط المطبخ بل الوقت والضحك وحتى التعب وافق فورًا كأن قلبه أجاب قبل لسانه وفي اليوم التالي الذي كان عطلة بسبب اقتراب رأس السنة سمعت شينا صوت ضجيج قادم من شقة فوجيما فذهبت لتتفقد الوضع فوجدت الباب مفتوحًا ودخلت لتجد فوجيما ساقطًا على الأرض وسط أكوام من القمامة يحاول التنظيف وحده سألت ما الذي تفعله فأجابها بأنه يحاول أن يجعل المكان لائقًا بها طلبت منه أن ينتظرها ثم عادت بعد دقائق بثياب تنظيف وأدوات كاملة وبدأوا التنظيف سويًا كانت اللحظة مليئة بالحيوية والضحك لكن فجأة تعثر فوجيما وسقط فوق شينا في مشهد محرج للغاية اعتدلا بسرعة وظهر على وجه فوجيما الارتباك بينما شينا كانت تحاول أن تبدو هادئة لكنها في داخلها كانت على وشك الانفجار من الخجل تخطيا الموقف بصمت واستكملا التنظيف حتى أصبحت الشقة نظيفة بشكل لم يعتده فوجيما من قبل جلسا على الأريكة من التعب وسألها إن كانت جائعة فأجابته بنعم فطلب بيتزا من الإنترنت وعندما بدأوا في تناولها فوجيما لاحظ أن شينا تأكل ببطء وبأسلوب مرتب فسألها إن كانت لا تطلب طعامًا من قبل فأجابته بأنها تعد الطعام لنفسها دائمًا وأنه ألذ من كل المطاعم وهو يعرف ذلك ضحك وقال لها إن طعامها أصبح جزءًا من حياته لا يستطيع الاستغناء عنه وبعد مرور عدة أيام على هذا الروتين اليومي من الطبخ والتنظيف والضحك جاء يوم رأس السنة واتصل يوتا بفوجيما هاتفياً وأخبره بأنه سيأتي برفقة تيشي لمنزله ليحتفلوا سويًا نظر فوجيما إلى شينا بحيرة فأومأت برأسها بالموافقة وأخبرته بأنها ستحتفل معه بعد ذهاب أصدقائه لكنه قال في نفسه شينا بالنسبة لي أكثر من مجرد صديقة وهذا ما يزعجني أنني لا أستطيع التحدث إليها والتعامل معها بحرية أمام الناس وعندما جاء يوتا وتيشي تفاجآ من نظافة المنزل الذي كان أشبه بمكب القمامة قبل أيام لكن تيشي لاحظت أشياء لا يلاحظها إلا الفتيات لمسات أنثوية واضحة في ترتيب الوسائد وتنظيم الزوايا فسألته أين حبيبته ألا تحتفل معنا فأسكتها يوتا بضربة خفيفة على رأسها ثم بدأ الثلج في الهطول فخرج يوتا وتيشي ليروا هذا المنظر الجميل لكنهما صرخا فجأة من الذي رأوه فقد رأوا شينا واقفة تمسك بالثلج مثلهم وعندما جاءت وجلست بجانب فوجيما نظر يوتا وتيشي إليه وقالا في نفس اللحظة أيها الخبيث فوجيما وشينا أنكرا الأمر ووجهاهما محمر كأنهما ارتكبا جريمة عاطفية في عالم لا يسمح بالحب الصامت نظر يوتا وتيشي لبعضهما وفهما أن فوجيما لم يعترف لها بعد فاعتذرا وغادرا المنزل بينما فوجيما وشينا يضحكان على الموقف الذي وضعا فيه ثم أكملوا احتفال رأس السنة بهدوء ودفء لم يكن فيه موسيقى ولا ألعاب نارية بل كان فيه لحظات صامتة تتكلم أكثر من ألف كلمة


الفصل السادس: بين الخجل والاعتراف

كانت الأيام التي تلت احتفال رأس السنة مليئة بالهدوء والدفء كأن العالم قرر أن يمنحهما استراحة من كل شيء فوجيما أصبح أكثر تعلقًا بشينا دون أن يعلن ذلك وشينا كانت تزداد قربًا منه دون أن تطلب شيئًا كانت تطبخ في منزله وتشاركه التنظيف والمذاكرة وحتى لحظات الصمت التي أصبحت أكثر صدقًا من الكلام وفي أحد الأيام بينما كانا يتشاركان إعداد الطعام غلب النعاس شينا فمال رأسها على كتفها ثم استسلمت للنوم دون مقاومة فوجيما نظر إليها للحظة شعر بشيء غريب يتسلل إلى قلبه لم يشأ أن يوقظها فحملها برفق كأنها حلم لا يريد أن ينكسر دخل بها إلى غرفته ووضعها على سريره بهدوء وفي لحظة إحراج لم يستطع مقاومتها قبّلها قبلة خفيفة على جبينها ثم غادر الغرفة وهو يشعر بأن قلبه ينبض أسرع من المعتاد لكنه لم يعلم أن شينا كانت تمثل النوم وعندما أغلق الباب فتحت عينيها التي كانت تلمع من الفرح ثم أغمضتهما من جديد ونامت فعلاً وفي صباح اليوم التالي خرجت شينا من الغرفة لتجد فوجيما نائمًا على الأرض بجانب الأريكة وجهه هادئ كطفل نائم اقتربت منه وجلست بجانبه ووضعت رأسه على ساقها وبدأت تلعب في شعره الناعم كأنها تحاول أن تحفظ ملمسه في ذاكرتها لكن الباب فتح فجأة ودخلت أم فوجيما التي رأت المشهد ولم تتكلم بل ابتسمت كأنها كانت تتوقع شيئًا كهذا ثم سحبت والد فوجيما وجلسا أمامهما ينظران لهما بفرح طفولي وشينا تكاد تنفجر من الإحراج لأنها تعرف أن هؤلاء هما والدا فوجيما فقد رأت صورهما من قبل في هاتفه لكن لم تتخيل أن تراهم في هذا الوضع ثم اتصلت والدة فوجيما بتيشي ويوتا وطلبت منهما الحضور بسرعة وعندما وصلا تفاجآ من المشهد تيشي فتحت فمها بدهشة ويوتا وقف صامتًا كأن لسانه عقد من المفاجأة شينا شعرت بإحراج أكبر وبدأت تنظر للأرض كأنها تبحث عن مخرج من هذا الموقف ثم سألتها أم فوجيما هل تحبينه فأجابت شينا بصوت خجول نعم إنه جميل ومهذب ويعاملني بلطف أكثر من أي أحد فسعدت الأم بتلك الإجابة وابتسمت كأن قلبها امتلأ بالرضا وعندما استيقظ فوجيما ووجد نفسه في هذا الوضع اعتدل بسرعة لكنه عندما رأى أصدقائه ووالديه هنا أغمي عليه من شدة الصدمة وعندما أفاق مجددًا وجد شينا جالسة بعيدًا عنهم تغطي وجهها بوسادة من شدة الإحراج بينما والديه يبتسمان ابتسامة لم يعرفها عنهما من قبل فسألهم ماذا هناك فصرخت تيشي به ألا تعترف لشينا بحبك أم ماذا لقد أخبرتنا بأنها تحبك أكثر من أي أحد في هذا العالم فوجيما لم يبدِ أي تعجب بل قام من جلسته واتجه نحو شينا ولم يتكلم بل أمسك بوجهها وقبّلها قبلة طويلة جعلت تيشي تصرخ من المفاجأة بينما يوتا ووالدي فوجيما يفتحون أفواههم من الصدمة ثم أخبر فوجيما تيشي بأنه لا يحب شينا فقط بل إنه يعشقها لدرجة الجنون وشينا شعرت بالحرج من كلامه لكنها لم تستطع إخفاء ابتسامتها فنظر إليها وأكمل حديثه بأن الأيام التي قضاها معها كانت أفضل أيام حياته فردت عليه شينا بأنها هي الأخرى كذلك وأنها تحبه أيضًا فصرخ والد فوجيما من الحماس وقال إذًا فلنلتقط صورة جميعًا وقفوا جميعًا والتقطوا الصورة بينما تيشي كانت تضرب يوتا بشدة لأنها شعرت بالغيرة من شينا التي حصلت على اعتراف علني بينما هي لم تحصل على شيء فضحك الجميع وانتهى اليوم لكن لم تنتهِ المشاعر التي بدأت تنمو ببطء بين فوجيما وشينا بل بدأت تتفتح كزهرة في أول الربيع


الفصل السابع: حين يختبر الحب بالوجع

كان اليوم التالي يحمل في طياته شيئًا مختلفًا لم يكن فيه دفء ولا خجل بل كان فيه مواجهة غير متوقعة وبينما فوجيما عائد إلى منزله رأى شينا واقفة في زاوية الشارع تتلقى كلمات جارحة من امرأة غاضبة كانت تصرخ في وجهها وتسبها وتقول لها لا أريد رؤية وجهك ثانية كانت شينا تحاول أن تبقى صامتة لكن عيناها كانت على وشك الانهيار وعندما اقترب فوجيما وسألها من هذه المرأة أجابته بصوت مكسور لا تتعجب هذه أمي فوجيما لم يصدق ما سمعه لكنه لم يناقشها بل ضمها إليه وقال لها ابكي يا شينا لا شيء يجبرك على أن تكوني قوية دائمًا كانت ترتجف بين ذراعيه كأنها تحاول أن تتماسك لكنها لم تستطع وفي تلك اللحظة ظهرت المرأة من جديد تصفق ببرود وتتجه نحوهما وسألت فوجيما من أنت فأجابها وما شأنك ضغطت شينا على يده كأنها تطلب منه ألا يرد بعنف لكنه أغلق يده على يدها ليطمئنها فقالت المرأة سأعيد السؤال من أنت فرد عليها بنفس الرد وما شأنك غضبت وقالت له هذه ابنتي فقال لها لا توجد أم في هذا العالم تعامل ابنتها بهذه الطريقة إن كنت لا تحبينها فأنا أحبها وإن كنت لا تهتمين لأمرها فأنا أهتم غضبت المرأة أكثر ونادت على حراسها الشخصيين الذين ظهروا فجأة كأنهم خرجوا من الظل لكن فوجيما لم يتراجع بل أظهر وجهه الآخر وفي لحظة واحدة أسقطهم جميعًا أرضًا كأن الغضب تحوّل إلى قوة لا تُقهر استدارت المرأة وقالت إذًا اهتم بها كما تقول واحرصي يا شينا ألا تريني وجهك ثانية فرد عليها فوجيما بل أنت من لا يجب أن يرى وجهها النقي مرة أخرى ثم انصرفت المرأة بغضب بينما شينا بدأت تبكي بحرقة فاحتضنها فوجيما وغطّاها بجسده كأنّه يحميها من العالم كله والسماء بدأت تمطر كأنها تبكي معها كانت قطرات المطر تختلط بدموعها كأن الطبيعة كلها تشاركها الحزن لكنها فجأة ضحكت وقالت فلننسَ ما حدث وخرجت تحت المطر تضحك وتلهو وتقول أحب المطر ثم سحبت يد فوجيما وركضت به معها كأنها تطهر قلبها من كل ألم وفي تلك اللحظة لم يكن هناك أم ولا مدرسة ولا حراس فقط شينا الملاك الذي اختار أن يضحك رغم كل شيء وفوجيما الذي اختار أن يحبها رغم كل شيء وفي المساء جلسا معًا في الشقة التي أصبحت أكثر دفئًا من أي وقت مضى لم يتحدثا كثيرًا لكن الصمت بينهما كان مليئًا بالكلمات التي لا تُقال كانت شينا تنظر إليه بعينين فيهما امتنان وشيء يشبه الحب وفوجيما كان ينظر إليها كأنها الشيء الوحيد الذي يستحق أن يُحمى في هذا العالم وفي تلك الليلة لم يكن هناك طعام ولا ضيوف فقط قلبان يتقاطعان في لحظة صدق نادرة وفي صباح اليوم التالي استيقظا على صوت تيشي وهي تطرق الباب بعنف وتصرخ افتحوا أيها العشاق ففتح فوجيما الباب وهو يضحك بينما شينا تختبئ خلفه من شدة الإحراج دخلت تيشي ومعها يوتا الذي بدا عليه التعب من كثرة الضربات التي تلقاها منها في الأيام الماضية جلسوا جميعًا وتحدثوا وضحكوا لكن تيشي لم تتوقف عن النظر إلى شينا بنظرة فيها غيرة طفولية ثم قالت فجأة هل تعرفين كم أنتِ محظوظة بشخص مثل فوجيما فردت شينا وهي تضحك وأنا أيضًا محظوظة بوجودكم جميعًا ثم نظر فوجيما إلى شينا وقال لها بصوت خافت لكن مسموع أنا لا أريد أن أكون مجرد شخص في حياتك أريد أن أكون كل حياتك فردت عليه شينا وأنا لا أريد أن أكون مجرد لحظة في يومك أريد أن أكون كل أيامك فضج المكان بالضحك والدهشة بينما تيشي بدأت تضرب يوتا من جديد لأنه لم يقل لها شيئًا مشابهًا من قبل وصرخت فيه تعلم من فوجيما أيها الكسول فضحك الجميع وانتهى اليوم لكن الحب لم ينتهِ بل بدأ يأخذ شكله الحقيقي كأن كل ما سبق كان مجرد تمهيد لما هو قادم


الفصل الثامن: حين يصبح الحب عادة

مرت الأيام بعد رأس السنة كأنها تنساب بهدوء في جدول صغير لا يسمعه أحد سوى فوجيما وشينا كانت العلاقة بينهما قد تجاوزت مرحلة الخجل الأول وتحولت إلى نمط يومي فيه تفاصيل صغيرة لا يلاحظها الآخرون لكنها كانت تبني جدارًا من الأمان حول قلبيهما شينا أصبحت تطبخ في منزل فوجيما كل يوم دون أن تسأل أو تنتظر دعوة وفوجيما أصبح يترك لها المطبخ مفتوحًا كأنها جزء من المكان بل جزء منه هو نفسه كانت تحضر الطعام وتضعه على الطاولة وتنتظر بصمت حتى يجلس ثم تبدأ في الحديث عن وصفة اليوم أو عن شيء طريف حدث لها في المدرسة وكان فوجيما يستمع لها كأن صوتها هو الموسيقى الوحيدة التي يعرفها وفي أحد الأيام بينما كان يتذوق الطعام قال بصوت خافت لو كان هذا الطعام طازجًا لكان ألذ لكنها سمعته وسألته إن كان يريدها أن تطبخ في منزله بدلاً من أن تحضر الطعام جاهزًا تلعثم في البداية لكنه فوجئ بأنها توافق بشرط واحد أن يتقاسما كل شيء ليس فقط المطبخ بل الوقت والضحك وحتى التعب وافق فورًا كأن قلبه أجاب قبل لسانه وفي اليوم التالي الذي كان عطلة بسبب اقتراب رأس السنة سمعت شينا صوت ضجيج قادم من شقة فوجيما فذهبت لتتفقد الوضع فوجدت الباب مفتوحًا ودخلت لتجد فوجيما ساقطًا على الأرض وسط أكوام من القمامة يحاول التنظيف وحده سألت ما الذي تفعله فأجابها بأنه يحاول أن يجعل المكان لائقًا بها طلبت منه أن ينتظرها ثم عادت بعد دقائق بثياب تنظيف وأدوات كاملة وبدأوا التنظيف سويًا كانت اللحظة مليئة بالحيوية والضحك لكن فجأة تعثر فوجيما وسقط فوق شينا في مشهد محرج للغاية اعتدلا بسرعة وظهر على وجه فوجيما الارتباك بينما شينا كانت تحاول أن تبدو هادئة لكنها في داخلها كانت على وشك الانفجار من الخجل تخطيا الموقف بصمت واستكملا التنظيف حتى أصبحت الشقة نظيفة بشكل لم يعتده فوجيما من قبل جلسا على الأريكة من التعب وسألها إن كانت جائعة فأجابته بنعم فطلب بيتزا من الإنترنت وعندما بدأوا في تناولها فوجيما لاحظ أن شينا تأكل ببطء وبأسلوب مرتب فسألها إن كانت لا تطلب طعامًا من قبل فأجابته بأنها تعد الطعام لنفسها دائمًا وأنه ألذ من كل المطاعم وهو يعرف ذلك ضحك وقال لها إن طعامها أصبح جزءًا من حياته لا يستطيع الاستغناء عنه وبعد مرور عدة أيام على هذا الروتين اليومي من الطبخ والتنظيف والضحك جاء يوم رأس السنة واتصل يوتا بفوجيما هاتفياً وأخبره بأنه سيأتي برفقة تيشي لمنزله ليحتفلوا سويًا نظر فوجيما إلى شينا بحيرة فأومأت برأسها بالموافقة وأخبرته بأنها ستحتفل معه بعد ذهاب أصدقائه لكنه قال في نفسه شينا بالنسبة لي أكثر من مجرد صديقة وهذا ما يزعجني أنني لا أستطيع التحدث إليها والتعامل معها بحرية أمام الناس وعندما جاء يوتا وتيشي تفاجآ من نظافة المنزل الذي كان أشبه بمكب القمامة قبل أيام لكن تيشي لاحظت أشياء لا يلاحظها إلا الفتيات لمسات أنثوية واضحة في ترتيب الوسائد وتنظيم الزوايا فسألته أين حبيبته ألا تحتفل معنا فأسكتها يوتا بضربة خفيفة على رأسها ثم بدأ الثلج في الهطول فخرج يوتا وتيشي ليروا هذا المنظر الجميل لكنهما صرخا فجأة من الذي رأوه فقد رأوا شينا واقفة تمسك بالثلج مثلهم وعندما جاءت وجلست بجانب فوجيما نظر يوتا وتيشي إليه وقالا في نفس اللحظة أيها الخبيث فوجيما وشينا أنكرا الأمر ووجهاهما محمر كأنهما ارتكبا جريمة عاطفية في عالم لا يسمح بالحب الصامت نظر يوتا وتيشي لبعضهما وفهما أن فوجيما لم يعترف لها بعد فاعتذرا وغادرا المنزل بينما فوجيما وشينا يضحكان على الموقف الذي وضعا فيه ثم أكملوا احتفال رأس السنة بهدوء ودفء لم يكن فيه موسيقى ولا ألعاب نارية بل كان فيه لحظات صامتة تتكلم أكثر من ألف كلمة


الفصل التاسع: حين يصبح القلب بيتًا

كان الصباح هادئًا بشكل غريب كأن المدينة كلها قررت أن تمنح فوجيما وشينا لحظة تنفس طويلة دون ضجيج ولا مقاطعة استيقظ فوجيما على صوت خافت قادم من المطبخ فوجد شينا ترتب الأطباق وتغني بصوت منخفض لم تكن تعرف أنه يسمعها لكنه ظل واقفًا خلف الباب يستمع كأن صوتها هو الشيء الوحيد الذي يوقظه من كل تعب الأيام دخل بهدوء وقال لها صباح الخير فابتسمت وقالت صباحك أجمل جلسا سويًا يتناولان الإفطار دون استعجال ثم بدأ الحديث عن المدرسة وعن يوتا وتيشي وعن الامتحانات القادمة لكن فوجيما كان يفكر في شيء آخر كان ينظر إلى شينا كأنها أصبحت جزءًا من حياته لا يمكن فصله عن يومه ولا عن قلبه وفي لحظة صمت قال لها هل تعلمين أنني لم أعد أستطيع النوم دون أن أسمع صوتك ضحكت وقالت وهل تعلمين أنني لم أعد أستطيع الطبخ دون أن أراك تأكل أمامي بصمت ثم تمدحني بعد أول ملعقة ضحك الاثنان كأنهما يكتشفان لغة جديدة لا تحتاج إلى ترجمة وفي المساء جلسا على الأريكة يتابعان فيلمًا قديمًا لم يكن الفيلم مهمًا بقدر ما كانت اللحظة نفسها هي الأهم شينا كانت تميل برأسها على كتف فوجيما وفوجيما كان يمرر أصابعه في شعرها بهدوء كأنهما يكتبان قصة لا يراها أحد وفي منتصف الفيلم غفت شينا فحملها فوجيما إلى غرفته ووضعها على السرير ثم جلس بجانبها يراقب وجهها النائم وقال بصوت خافت أحبك يا شينا أكثر مما كنت أظن أنني قادر على الحب وفي صباح اليوم التالي استيقظت شينا لتجد فوجيما نائمًا على الأرض بجانب السرير فاقتربت منه ووضعت رأسه على ساقها وبدأت تلعب في شعره كأنها ترد له لحظة الأمس لكن الباب فتح فجأة ودخلت أم فوجيما التي رأت المشهد ولم تتكلم بل ابتسمت ثم سحبت والد فوجيما وجلسا أمامهما يبتسمان كأنهما يشاهدان مشهدًا من فيلم يعرفان نهايته ثم اتصلت الأم بتيشي ويوتا وطلبت منهما الحضور وعندما وصلا تفاجآ من المشهد تيشي فتحت فمها بدهشة ويوتا وقف صامتًا ثم سألت الأم شينا هل تحبينه فأجابت نعم إنه جميل ومهذب ويعاملني بلطف أكثر من أي أحد فسعدت الأم وابتسمت وعندما استيقظ فوجيما ووجد نفسه في هذا الوضع اعتدل بسرعة لكنه عندما رأى الجميع أغمي عليه من شدة الإحراج وعندما أفاق وجد شينا تغطي وجهها بوسادة بينما الجميع يضحك تيشي صرخت فيه ألا تعترف لها بحبك لقد أخبرتنا أنها تحبك أكثر من أي أحد في هذا العالم فقام واتجه نحو شينا وأمسك وجهها وقبّلها قبلة طويلة جعلت تيشي تصرخ من المفاجأة بينما يوتا ووالدي فوجيما يفتحون أفواههم من الصدمة ثم قال أنا لا أحبها فقط أنا أعشقها بجنون الأيام التي قضيتها معها كانت أفضل أيام حياتي فردت شينا وأنا كذلك أحبك يا فوجيما أكثر مما كنت أظن أنني أستطيع أن أحب فصرخ والد فوجيما من الحماس وقال إذًا فلنلتقط صورة جماعية وقفوا جميعًا والتقطوا الصورة بينما تيشي كانت تضرب يوتا لأنها لم تحصل على اعتراف مماثل فضحك الجميع وانتهى اليوم لكن لم تنتهِ الحكاية بل بدأت تأخذ شكلًا جديدًا فيه وضوح وصدق ودفء يشبه البيت الذي لا يُبنى بالحجارة بل بالقلوب


الفصل العاشر: حين يخاف القلب من نفسه

كان اليوم التالي مختلفًا عن كل الأيام السابقة لم يكن فيه ضيوف ولا مفاجآت فقط فوجيما وشينا في شقة واحدة يتشاركان الصمت كأنهما يختبران مدى عمق العلاقة دون كلمات جلسا على الأرض يتناولان الطعام الذي أعداه معًا لكن شينا كانت صامتة أكثر من المعتاد وعيناها تتحاشيان النظر إليه كأنها تخفي شيئًا فوجيما لاحظ ذلك لكنه لم يسأل مباشرة بل قال لها هل كل شيء بخير فأجابت نعم فقط أشعر ببعض التعب لكنه لم يقتنع فاقترب منها وقال لها بصوت خافت هل تخافين مني نظرت إليه بدهشة وقالت لا بل أخاف من نفسي أخاف أن أعتاد عليك أكثر مما ينبغي أخاف أن يصبح وجودك ضرورة لا يمكنني العيش بدونها فوجيما ابتسم وقال لها وأنا أيضًا أخاف أن أكون سببًا في ألمك لكنني لا أستطيع أن أتراجع الآن لقد أصبحتِ جزءًا مني لا يمكنني فصله عن يومي ولا عن قلبي شينا ابتسمت بخجل وقالت له هل تعلم أنني كنت أمثل النوم في تلك الليلة التي قبلتني فيها فوجيما ارتبك وقال لها هل كنتِ مستيقظة فقالت نعم وكنت على وشك أن أضحك من الفرح لكنني خفت أن أفسد اللحظة فوجيما ضحك وقال لها إذًا أنتِ أكثر خبثًا مما كنت أظن فقالت له وأنت أكثر رومانسية مما كنت أتوقع ضحك الاثنان كأنهما يكتشفان بعضهما من جديد وفي تلك اللحظة طرق الباب ففتح فوجيما ليجد يوتا واقفًا ومعه تيشي التي كانت تحمل كيسًا مليئًا بالحلوى وقالت لقد قررنا أن نحتفل بمرور أسبوع على اعترافك العلني شينا احمر وجهها وفوجيما ضحك وقال لهما تفضلا دخلوا جميعًا وجلسوا في غرفة المعيشة وتبادلوا القصص والضحك لكن تيشي لم تتوقف عن النظر إلى شينا بنظرة فيها غيرة طفولية ثم قالت فجأة هل تعرفين كم أنتِ محظوظة بشخص مثل فوجيما فردت شينا وهي تضحك وأنا أيضًا محظوظة بوجودكم جميعًا ثم نظر فوجيما إلى شينا وقال لها بصوت خافت لكن مسموع أنا لا أريد أن أكون مجرد شخص في حياتك أريد أن أكون كل حياتك فردت عليه شينا وأنا لا أريد أن أكون مجرد لحظة في يومك أريد أن أكون كل أيامك فضج المكان بالضحك والدهشة بينما تيشي بدأت تضرب يوتا من جديد لأنه لم يقل لها شيئًا مشابهًا من قبل وصرخت فيه تعلم من فوجيما أيها الكسول فضحك الجميع وانتهى اليوم لكن في الليل وبينما كانت شينا تغسل الأطباق وفوجيما يجففها بجانبها قال لها هل تعلمين أنني لم أعد أستطيع تخيل يومي بدونك فقالت له وأنا لم أعد أستطيع أن أكون في منزلي دون أن أفكر فيك فوجيما توقف عن التجفيف ونظر إليها وقال لها هل تعتقدين أن ما بيننا سيستمر فقالت له إذا كنت تؤمن به فهو سيستمر وإذا كنت تخاف منه فهو سينكسر فوجيما قال لها إذًا سأؤمن به حتى آخر نفس في حياتي شينا ابتسمت وقالت وأنا أيضًا سأحميه حتى لو اضطررت أن أواجه العالم كله من أجلك وفي تلك اللحظة لم يكن هناك شيء في العالم يمكن أن يفرق بينهما لا خوف ولا شك ولا حتى الماضي الذي كان يطارد شينا بصمت لقد أصبحا الآن أقوى من كل شيء لأنهما اختارا أن يكونا لبعضهما لا رغمًا بل حبًا


الفصل الحادي عشر: حين يصبح الحب وعدًا

كان الصباح التالي يحمل في طياته هدوءًا غير مألوف كأن العالم كله قرر أن يتوقف عن الحركة ليمنح فوجيما وشينا لحظة تأمل نادرة استيقظ فوجيما على صوت قطرات المطر وهي تضرب زجاج النافذة فابتسم دون سبب واضح ثم نظر بجانبه فوجد شينا نائمة على الأريكة ملفوفة ببطانية صغيرة شعر بدفء غريب في قلبه كأن وجودها هناك هو الشيء الوحيد الذي يمنحه الطمأنينة اقترب منها بهدوء وجلس بجانبها يراقب وجهها النائم ثم همس بصوت خافت أحبك يا شينا أكثر مما كنت أظن أنني قادر على الحب شينا فتحت عينيها ببطء وقالت له هل كنت تراقبني طوال الوقت فقال لها نعم لأنكِ أجمل من أن تُغفل ثم ضحكت وقالت له هل تعلم أنني أصبحت أستيقظ كل يوم وأنا أتمنى أن يكون هذا اليوم معك فوجيما ابتسم وقال لها وأنا أيضًا أصبحت أعد الأيام التي لا أراك فيها كأنها لا تُحسب من عمري ثم جلسا سويًا يتناولان الإفطار الذي أعدته شينا كعادتها وكان الحديث بينهما مليئًا بالضحك والذكريات الصغيرة التي بدأت تتراكم كأنها تبني جدارًا من الأمان حولهما وفي منتصف اليوم قرر فوجيما أن يأخذ شينا في نزهة قصيرة تحت المطر لم تكن نزهة تقليدية بل كانت لحظة هروب من كل شيء من المدرسة ومن الماضي ومن الخوف ومن كل ما يمكن أن يعكر صفو العلاقة خرجا سويًا تحت المطر دون مظلة وبدأت شينا تضحك وتلهو كأنها طفلة صغيرة تركض في الشوارع المبللة وفوجيما كان يركض خلفها يضحك معها ثم توقفت فجأة ونظرت إليه وقالت له هل تعلم أنني لم أضحك هكذا منذ سنوات فقال لها وأنا لم أركض هكذا منذ أن كنت طفلًا ثم اقترب منها وأمسك بيديها وقال لها هل تعديني أن تبقي معي دائمًا فقالت له وهل تعدني أن تحميني من كل شيء حتى من نفسي فقال لها أعدك أن أكون لك بيتًا حين لا تجدين مأوى وصوتًا حين يصمت العالم وضوءًا حين يظلم الطريق ثم احتضنها وسط المطر كأنهما يختبئان من العالم كله وفي تلك اللحظة لم يكن هناك شيء سوى قلبين يختلطان بالماء والدفء والصدق وفي المساء عادا إلى المنزل وهما مبتلان بالكامل لكنهما لم يهتما بذلك بل جلسا على الأرض يضحكان ويتحدثان عن كل شيء وعن لا شيء ثم طرق الباب ففتح فوجيما ليجد والديه واقفين يحملان كيسًا مليئًا بالطعام وقالت له والدته لقد قررنا أن نتناول العشاء معكما الليلة شينا احمر وجهها لكنها رحبت بهما بحرارة ثم دخلوا جميعًا وجلسوا على الطاولة وتبادلوا الحديث والضحك وكان والد فوجيما ينظر إلى شينا بنظرة فيها إعجاب واضح ثم قال لها هل تعلمين أنني لم أره يضحك هكذا منذ سنوات فقالت له وأنا لم أضحك هكذا منذ أن قابلته ثم نظر إلى فوجيما وقال له حافظ عليها يا بني فقال له أعدك أنني لن أتركها ما دمت أتنفس ثم طرق الباب مرة أخرى ففتح فوجيما ليجد يوتا وتيشي واقفين يحملان كعكة صغيرة مكتوب عليها إلى العاشقين دخلوا جميعًا وضحكوا وتناولوا العشاء سويًا وكانت اللحظة مليئة بالدفء والصدق والفرح وفي نهاية اليوم جلس فوجيما وشينا على الأريكة وقال لها هل تعلمين أنني لم أعد أرى المستقبل إلا وأنتِ فيه فقالت له وأنا لم أعد أرى نفسي إلا بجانبك ثم أمسك بيديها وقال لها إذًا فلنكتب وعدًا لا يُكسر وعدًا لا يحتاج إلى توقيع ولا شهود فقط قلبين يؤمنان ببعضهما فقالت له أنا أعدك أن أبقى معك حتى لو تغير العالم كله فقال لها وأنا أعدك أن أحبك حتى لو نسيتني الأيام


الفصل الثاني عشر: حين يصبح الحب حياة

كان الصباح الأخير مختلفًا عن كل صباح مضى لم يكن فيه ارتباك ولا خجل ولا حتى خوف بل كان فيه وضوح يشبه شروق الشمس بعد ليلة طويلة من المطر استيقظ فوجيما على صوت شينا وهي تفتح النافذة وتدع الهواء البارد يدخل الغرفة ثم التفتت إليه وقالت له صباح الخير يا من جعلني أحب الصباح فوجيما ابتسم وقال لها صباحك أجمل يا من جعلتني أحب نفسي ثم جلسا سويًا يتناولان الإفطار الذي أعدته شينا كعادتها لكن هذه المرة كانت تضع لمسات إضافية كأنها تطبخ لقلبه لا لمعدته وبينما يأكل فوجيما قال لها هل تعلمين أنني كنت أظن أن الحب مجرد لحظة لكنها قالت له وأنا كنت أظن أن الحب مجرد كلمة لكنك جعلتني أكتشف أنه حياة كاملة ثم طرق الباب ففتح فوجيما ليجد والديه واقفين يحملان حقيبة صغيرة وقالت له والدته لقد قررنا أن نقضي اليوم معكما في الخارج شينا رحبت بهما بحرارة ثم خرجوا جميعًا إلى الحديقة القريبة وجلسوا على العشب يتحدثون ويضحكون كأنهم عائلة واحدة لا ينقصها شيء ثم جاء يوتا وتيشي يحملان كعكة صغيرة مكتوب عليها إلى العاشقين الأبديين جلسوا جميعًا وتبادلوا القصص والضحك وكانت تيشي كالعادة تضرب يوتا لأنه لم يعترف لها مثل فوجيما بينما يوتا يضحك ويقول لها أنا أعبر عن حبي بالأفعال لا بالكلمات لكن تيشي لم تقتنع وقالت له تعلم من فوجيما أيها الكسول ثم نظرت إلى شينا وقالت لها هل تعلمين أنكِ محظوظة جدًا بشخص مثله فردت شينا وقالت وأنا أيضًا محظوظة بوجودكم جميعًا ثم نظر فوجيما إلى شينا وقال لها بصوت خافت لكن مسموع أنا لا أريد أن أكون مجرد شخص في حياتك أريد أن أكون كل حياتك فردت عليه شينا وأنا لا أريد أن أكون مجرد لحظة في يومك أريد أن أكون كل أيامك ثم احتضنها وسط نظرات الجميع الذين صفقوا وضحكوا كأنهم يشهدون نهاية فيلم سعيد وفي المساء عاد الجميع إلى منازلهم وبقي فوجيما وشينا وحدهما في الشقة جلسا على الأريكة يتحدثان عن المستقبل عن الأحلام عن الأماكن التي يريدان زيارتها عن الكتب التي يريدان قراءتها عن كل شيء ثم قال لها فوجيما هل تعلمين أنني لم أعد أرى نفسي إلا بجانبك فقالت له وأنا لم أعد أرى العالم إلا من خلالك ثم أمسك بيديها وقال لها هل تعديني أن تبقي معي دائمًا فقالت له وهل تعدني أن تحميني من كل شيء حتى من نفسي فقال لها أعدك أن أكون لك بيتًا حين لا تجدين مأوى وصوتًا حين يصمت العالم وضوءًا حين يظلم الطريق ثم احتضنها كأنّه يخبئها من كل شيء وفي تلك اللحظة لم يكن هناك شيء سوى قلبين يختلطان بالدفء والصدق والسكينة وفي صباح اليوم التالي استيقظا على صوت المطر من جديد لكن هذه المرة لم يكن المطر حزينًا بل كان كأنّه يبارك ما بينهما خرجا سويًا تحت المطر دون مظلة وبدأت شينا تضحك وتلهو كأنها طفلة صغيرة تركض في الشوارع المبللة وفوجيما كان يركض خلفها يضحك معها ثم توقفت فجأة ونظرت إليه وقالت له أحب المطر لأنه يشبهك هادئ وصادق وعميق فقال لها وأنا أحبك لأنكِ تشبهين الحياة التي كنت أبحث عنها ولم أجدها إلا فيك ثم سحبت يده وركضت به وسط الماء كأنها تطهر قلبها من كل ألم وفي تلك اللحظة لم يكن هناك شيء في العالم يمكن أن يفرق بينهما لا خوف ولا شك ولا حتى الماضي الذي كان يطارد شينا بصمت لقد أصبحا الآن أقوى من كل شيء لأنهما اختارا أن يكونا لبعضهما لا رغمًا بل حبًا ثم توقفا وسط المطر ونظرا إلى السماء وقالا معًا شكرًا لأنك جمعتنا ثم ضحكا وركضا من جديد كأنهما يبدآن الحياة من أولها

*النهايه*

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

5

followings

2

followings

4

similar articles
-