
قبيله النمر تحتفل بوجبتها الجديده من البشر ولكن حدث شئ غير عادي
فيلم مغامرات الفتايات 2025: النجاة بين قبائل آكلة البشر(الجزء الثاني)
الليل كان حالكًا، والضباب يغطي الغابة كأن الأرض تبتلع نفسها. كانت سلمى تمشي بخطوات بطيئة، تتنفس بصعوبة، والهواء البارد يلسع وجهها كأن الغابة كلها ترفض وجودها. لم تعد تعرف أين هي، ولا كم مضى من الوقت منذ افترقت عن ليلى. كل شيء من حولها بدا وكأنه يعيد نفسه؛ الأشجار، الصخور، حتى أصوات الحشرات تكرر نفس اللحن المزعج. في تلك اللحظة، سمعت حركة خلفها. التفتت بسرعة، ورفعت غصنًا من الأرض لتدافع عن نفسها، لكنها فوجئت برجل ضخم الجسد مغطى بالطين، عيناه تقدحان شررًا في العتمة. قال بصوت مبحوح خشن: "الغابة لا ترحب بالغرباء." تجمدت مكانها، تتراجع بخوف، لكن الرجل أشار إليها بيده مطمئنًا: "لا تخافي، أنا لا أؤذي من لم يخطئ في حق الأرض." جلس أمام النار الصغيرة التي أشعلتها، ونظر في عينيها طويلًا قبل أن يقول: "هل تعرفين لماذا لا ينجو أحد من هنا؟ لأن الغابة لا تبتلع أحدًا عبثًا، إنها تختار من يُضاف إلى ظلالها."
ترددت سلمى ثم سألته بخوف: "ماذا تعني بالظلال؟" أجابها وهو يرمق السماء من خلال الأغصان: "قبائل الظلال، أرواح قديمة كانت بشرًا، حراس النبع الملعون. من يقترب منه يُختار، ومن يُختار لا يعود كما كان." صمت قليلًا ثم أضاف: "قبل خمس سنوات جاءت مجموعة أخرى… ولم يخرج منهم أحد." شهقت سلمى وقالت: "لكننا رأينا صورهم في الكاميرا… كانوا أحياء!" ضحك ضحكة غريبة تشبه الأنين وقال: "أحياء؟ ربما... لكن ليس كما تتخيلين."
صوت صرخة قطع حديثهما. التفتت سلمى نحو مصدر الصوت، وتجمّد الدم في عروقها — إنه صوت ليلى! نهضت مسرعة، لكن الرجل أمسك بذراعها: "لا تذهبي، النداء في الغابة خدعة." صرخت بعزم: "أنا مش هسيبها!" ركضت عبر الظلام، تتعثر في الجذور، والغصون تخدش وجهها. كانت الصرخة تقترب، ثم وجدت نفسها في ساحة غريبة تحيط بها أعمدة حجرية ضخمة منقوشة برموز غامضة. في منتصف الساحة، كانت ليلى معلقة رأسًا على عقب فوق حفرة من النار، وحولها رجال ونساء بأقنعة حجرية يتمتمون بلغة قديمة. كانت أصواتهم كأنها تأتي من أعماق الأرض.
قبل أن تتحرك، أحست بيد قوية تمسك فمها. التفتت لتجد الرجل الطيني خلفها. همس في أذنها: "لقد بدأ الطقس، طقس التبديل." حاولت أن تفهم فقالت بصوت مرتجف: "ما هو التبديل؟" قال وهو ينظر إلى النار: "القبيلة تحتاج روحًا جديدة لتحيا، كل خمس سنوات يضحون بواحدة ليست منهم." أدركت سلمى أن دور ليلى قد حان. قالت بلهفة: "لا يمكن أن أتركها تموت!" فقال الرجل بصوت حزين: "لا يمكنك إنقاذها إلا إن قدمت شيئًا أغلى." سألته: "أغلى من الروح؟" أجاب بابتسامة غامضة: "الاختيار."
خطا نحو النار ورفع يديه مرددًا كلمات غريبة. توقفت القبيلة عن الترديد، ونظروا إليه بتركيز كأنه قائدهم. عندها أدركت سلمى الحقيقة المروعة — إنه زعيمهم! صاح بصوت جهوري: "لقد جلبت البديلة… دَين الغابة يُسدّد الليلة!" تجمدت في مكانها غير مصدقة، والريح تعصف بشعرها، والنار تشتعل أكثر فأكثر حتى صار لونها أحمر كالدم. الأرض اهتزت، والسماء بدت كأنها تبتلع القمر. أصوات صراخٍ تعالت من بين الأشجار، وجذور ضخمة بدأت تخرج من الأرض كأن الغابة تحاول الإمساك بهم جميعًا.
سلمى كانت تصرخ باسم صديقتها وهي تحاول التقدم، لكن شيئًا غريبًا حدث… قلادة صغيرة حول عنقها بدأت تتوهج بلون أزرق ساطع. كانت القلادة التي وجدتها عند ضفة النهر قبل أيام. رفعتها في وجه النار، وفجأة اندفع ضوء قوي شق الظلام نصفين، جعل أفراد القبيلة يسقطون أرضًا واحدًا تلو الآخر. حتى الرجل الطيني تراجع مذهولًا وهو يقول: "مستحيل… إنها قلادة الملكة الأولى!" اقتربت منه سلمى وقالت: "من هي الملكة الأولى؟ لماذا تخافون من هذا الضوء؟" أجاب بصوت مرتجف: "هي أول من شرب من النبع، آخر من تحدى الغابة… هذه القلادة قادرة على كسر اللعنة."
لكن عينيه امتلأنا بالخوف وهو يضيف: "وإذا كُسرت اللعنة، ستختفي الغابة… وكل من بداخلها." لم تفهم كلامه حتى بدأت الأرض تهتز بعنف. الأشجار بدأت تحترق من تلقاء نفسها، والسماء تمطر رمادًا. أمسكت سلمى بيد ليلى التي كانت بالكاد تقف على قدميها وقالت: "اجري!" ركضتا معًا وسط الفوضى، النار من حولهما، والظلال تصرخ في كل اتجاه. كانت الغابة تنهار كما لو أنها كائن حي يحتضر. وحين وصلتا إلى الحدود، نظرتا خلفهما — لم يعد هناك شيء. الغابة التي كانت تملأ الأفق اختفت تمامًا، وكأنها لم تكن موجودة من قبل.
وقفت ليلى تلهث وقالت: "هل انتهى كل شيء؟" نظرت سلمى إلى القلادة التي بدأت تتشقق ويتسرب منها ضوء خافت وقالت: "ربما… لكن الغابة لم تختفِ فعلاً، لقد دخلت فينا."
مرت شهور بعدها، وعادت الفتاتان إلى المدينة. الشرطة لم تصدق روايتهما، ووصفت ما حدث بأنه صدمة نفسية نتيجة الخوف والعزلة. لكن الحقيقة لم تختفِ. في كل ليلة، كانت سلمى تستيقظ فزعة على أصوات همس قادم من داخل القلادة. كان الصوت يكرر عبارة واحدة: "العهد لم ينكسر بعد."
وفي أحد الأيام، بينما كانت تسير في شارع مزدحم، مرت أمام واجهة محل زجاجي، ورأت انعكاسها. خلفها مباشرة، كان يقف رجل مغطى بالطين، يبتسم ابتسامة باردة، نفس الرجل الذي تركته يحترق في الغابة. التفتت بسرعة، فلم تجد أحدًا. وعندما نظرت للمرآة مجددًا، لم تر سوى نفسها… ولكن عينيها هذه المرة كانتا تلمعان بنفس بريق النار القديمة.
ومن بعيد، كان هناك من يراقب. فتاة مجهولة ترتدي القلادة الزرقاء المتصدعة، تمشي بين الناس بهدوء، وفي كل خطوة تهمس الأرض تحت قدميها كأنها تتنفس من جديد. لم تنتهِ القصة بعد… الغابة لم تمت. لقد عادت، لكنها لم تعد غابة من الأشجار، بل غابة من الوحوش لمشاهدة الفلم مدبلج بالعربية كامل وبدون اعلانات اضغط هنا