لسانك سر نجاحك

لسانك سر نجاحك

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الفقرة الأولى: ميلاد حلم

في قرية "الأمل" عاش شاب طموح اسمه سالم، كان حلمه أن يصبح مهندسًا كبيرًا يبتكر طرقًا جديدة للري توفر المياه لأهل قريته التي كانت تعاني من الجفاف. كان سالم يعمل بجد، يدرس في ضوء المصباح ليلاً ويساعد أهله نهارًا، مؤمنًا بأن النجاح لا يأتي إلا بالجهد الصادق والإصرار. كان يشارك أقرانه بحماسة عن ابتكاراته المستقبلية، لكن البعض كان يسخر من أحلامه ويعتبرها ضربًا من الخيال. لم يكن سالم يلتفت لتلك الكلمات المحبطة، بل كان يرد على السخرية بابتسامة وهدوء، مركزًا على هدفه النبيل، محافظًا على طاقته الإيجابية من أن تتسرب في جدال عقيم. كانت كلماته دائمًا تحمل وعدًا بالعمل والتفاؤل، وهذا كان أول درس له في قوة الكلمة.

 

الفقرة الثانية: أول خطوات الطريق

قرر سالم السفر إلى المدينة للدراسة في الجامعة المرموقة. كان ذلك تحديًا كبيرًا، فالمدينة تختلف عن القرية، وهناك التقى بـ ماجد، زميل له يتميز بذكاء حاد ولكنه كان سريع الغضب ولسانه سليطًا. في إحدى المناقشات حول مشروع الهندسة، أشار سالم إلى خطأ في تصميم ماجد بلغة مهذبة وودودة، موضحًا الحل البديل بأسلوب علمي مقنع. غضب ماجد ورد عليه بكلمات جارحة، متهمًا إياه بالغرور. تذكر سالم مقولة جده: "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك". التزم الصمت، ولم يرد على الإهانة، بل أرسل ملاحظاته المكتوبة بلغة احترافية إلى أستاذ المادة الذي أشاد بذكائه وأدبه. هنا أدرك سالم أن حفظ اللسان هو جزء لا يتجزأ من النجاح، فهو يحفظ لك الود والاحترام ويُجنبك الخسائر.

 

الفقرة الثالثة: فخ الإشاعات ودروس الصون

في فترة الامتحانات، انتشرت إشاعة مغرضة في الجامعة بأن سالم غش في أحد الاختبارات. شعر سالم بالصدمة، لكنه لم يندفع للرد بالكلمات الجارحة على مروجي الإشاعة. ذهب مباشرة إلى العميد، وتحدث معه بهدوء وثقة، طالبًا التحقيق. أثبتت التحقيقات براءته، وتبين أن ماجد، نتيجة لغيرة دفينة وحقد قديم، هو من أطلق الإشاعة، خيانةً للسان الذي لم يصنه بكلمات الصدق. حينها، خسر ماجد ثقة الجميع، حتى أصدقائه، وعوقب أكاديميًا، فـ اللسان لم يحفظه فخانه وكشف نواياه السيئة. أما سالم، فزادت مكانته واحترامه لتمسكه بـ الصمت الحكيم والكلمة الصادقة في وجه الباطل.

 

الفقرة الرابعة: قوة الكلمة الإيجابية

واصل سالم رحلته، متخذًا من الكلمة الطيبة منهجًا. كان دائمًا يشجع زملاءه، يقدم النقد البناء دون تجريح، ويحتفي بنجاحات الآخرين بصدق. هذه الكلمات الإيجابية لم تعد عليه بالنفع فحسب، بل خلقت حوله فريقًا داعمًا ومُحبًا. عندما بدأ العمل على مشروعه الأكبر لتوفير المياه، وجد الدعم من زملائه الذين أحبوا صدقه ووداعته. كانت قوة تأثيره تكمن في صدق كلماته ونبل مقصده. تعلم سالم أن اللسان ليس أداة للتعبير عن الذات فقط، بل هو جسر للتعاون وبناء العلاقات، وهي ركيزة أساسية لأي نجاح مستدام.

image about لسانك سر نجاحك
 

الفقرة الخامسة: حصاد الثقة والمسؤولية

بتخرجه بامتياز، عرضت عليه أكبر الشركات وظيفة، لكنه قرر العودة إلى قريته "الأمل". استخدم الكلمة كأداة للإقناع لا للإجبار، فاستطاع إقناع كبار المهندسين بالمدينة بالتعاون معه في مشروع الري الطموح. عندما تحدث أمام أهل القرية عن خطته، لم تكن كلماته مجرد وعود، بل كانت التزامًا ملموسًا نابعًا من تجربة مثبتة. كانت الثقة التي زرعها فيهم بصدق لسانه هي رأس ماله. كان لسانه حصانه الذي صانه بالصدق والوفاء، فـ صانه اللسان بفتح الأبواب المغلقة وكسب القلوب والعقول.

 

الفقرة السادسة: الابتكار والإنجاز

بذل سالم وفريقه جهودًا جبارة، وكان سالم دائمًا يستخدم كلماته لـ تحفيزهم وشكرهم، معترفًا بفضل كل منهم. لم ينسب الفضل لنفسه أبدًا، بل كان لسانه مُترجمًا لتواضعه وتقديره للعمل الجماعي. تم تنفيذ مشروع الري بنجاح باهر، وتحولت قرية الأمل إلى واحة خضراء. لم يكن نجاحه هندسيًا فحسب، بل كان نجاحًا أخلاقيًا أثبت أن النجاح الحقيقي هو الذي يمزج بين الذكاء المهني والتهذيب الأخلاقي. كان لسان سالم هو سيفه ودرعه في آن واحد، استخدمه للبناء لا للهدم.

 

الفقرة السابعة: لسانك حصانك... نهاية وبداية

وقف سالم بعد سنوات يتأمل نجاح قريته وقد غمرتها الخضرة، وتذكر ماجد الذي سلك طريقًا آخر ملئه الإحباط بسبب خيانة لسانه لنفسه وللآخرين. أدرك سالم أن الكلمة الطيبة هي رأس مال لا يفنى، وأن الصمت عند الغضب قوة، وأن الثناء الصادق بناء. لم يكن طريق النجاح بالنسبة لسالم مجرد معادلات هندسية، بل كان رحلة صون اللسان. وبقي المثل "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك" محفورًا في ذاكرة أهل القرية كدرس أبدي من قصة نجاح سالم، ليكون تذكيرًا بأن الكلمة مفتاح النجاح أو الهلاك.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Mohamed تقييم 4.94 من 5.
المقالات

56

متابعهم

11

متابعهم

2

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.