ياسمين وأسرار توت عنخ امون

ياسمين وأسرار توت عنخ امون

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

👧ياسمين وأسرار توت عنخ آمون 🏛️
الشمس بأشعتها الذهبية تتخلل زجاج النافذة ،استيقظت ياسمين من النوم وعلى وجهها ابتسامه كبيرة ،فلطالما انتظرت تلك الرحلة منذ أن شاهدت حفل افتتاح المتحف المصري الكبير لأول مرة على التلفاز ،ولفت نظرها ذلك القناع الذهبي البراق للملك توت عنخ آمون ،والذى تساءلت: كم يبلغ وزنه ؟ وهل هو من الذهب الخالص ؟ ترى هل كان الملك يرتديه ويتجول به فى طرقات المدينة راكبا عربته الحربية وملوحًا بيديه لعامة الشعب، حضرت ياسمين شنطتها على عجل وارتدت ثيابها وقبلت والدتها ،وخرجت لانتظار باص المدرسه ،فاليوم رحلتها الأولي نحو صفحات من التاريخ الفرعوني الحافل.
كانت ياسمين تقفز فرحًا في مكانها، بالكاد تستطيع أن تسيطر على حماسها. اليوم هو اليوم المنتظر؛ الرحلة المدرسية إلى المتحف المصري الكبير (Grand Egyptian Museum)هذا الصرح الضخم الذي سمعت عنه كثيرًا وشاهدت صوره المبهرة، سيصبح حقيقة أمام عينيها.

في الحافلة، كانت أجواء الإثارة تملأ المكان. همست صديقتها المقربة، ندى، في أذنها: "هل تعتقدين أننا سنرى قناع توت عنخ آمون الذهبي؟ سمعت أنه الأكثر جمالًا في العالم!"

ردت ياسمين وهي تبتسم: "آمل ذلك! لطالما قرأت عن توت عنخ آمون، إنه ملك صغير غامض، وأتمنى أن أتعرف على قصته أكثر اليوم."

وصلت الحافلة إلى المبنى الزجاجي الشاهق والمفتوح. عندما دخلت ياسمين مع زملائها ومعلمتهم النشيطة، الأستاذة فاطمة، شعرت وكأنها انتقلت إلى عالم آخر. المساحات الواسعة، الإضاءة المدروسة، والتحف العملاقة التي تنتصب بفخر.

بدأت الجولة. شاهدت المجموعة تمثال رمسيس العظيم عند المدخل، ثم تحفًا ضخمة من عصور مختلفة. لكن الهدف الأهم كان الوصول إلى قاعات كنوز الملك الذهبي.

✨ لقاء مع الملك الصغير توت عنخ آمون

image about ياسمين وأسرار توت عنخ امون

عندما دخلت ياسمين القاعة المخصصة لـتوت عنخ آمون، شعرت برهبة بسيطة. كل شيء كان منظمًا بعناية فائقة، وتحت الأضواء الكاشفة، بدأت تتكشف كنوز لم يرها أحد تقريبًا لمدة ثلاثة آلاف عام قبل اكتشافها.

توقفت المجموعة أمام عرض مفصل لسيرة الملك. بدأت الأستاذة فاطمة في الشرح: "توت عنخ آمون لم يكن ملكًا عظيمًا في حياته مثل رمسيس. لكن قصته مثيرة جدًا، لأنه توفي وهو صغير جدًا، وكان عمره حوالي 19 عامًا فقط، وهو أحد فراعنة الأسرة الثامنة عشرة وهو ابن الملك اخناتون الأهم من ذلك، أن مقبرته كانت المقبرة الملكية الوحيدة التي وُجدت سليمة تقريبًا في وادي الملوك."

أشارت الأستاذة فاطمة إلى صور للمقبرة المكتشفة، وعلقت: "فكروا، كل هذه القطع التي ترونها أمامكم – العجلات الحربية، الصناديق، المجوهرات، الأثاث – كلها وُضعت معه لمساعدته في رحلته إلى الحياة الأخرى. هذا يدل على مدى اعتقاد المصريين القدماء في البعث والخلود."

كانت عينا ياسمين تتنقلان بين التماثيل الصغيرة، والأواني الفخارية، والمجوهرات المتقنة الصنع. فجأة، جذبت انتباهها قطعة معروضة في منتصف القاعة: سرير خشبي جميل الشكل محفور عليه حيوانات خيالية.

سألت ياسمين بفضول: "أستاذة، كيف عرفوا أن هذا السرير يخص توت عنخ آمون؟"

أجابت الأستاذة فاطمة: "سؤال ممتاز يا ياسمين! السبب الرئيسي هو أن اسم توت عنخ آمون كان منقوشًا ومكتوبًا بالهيروغليفية على الكثير من الكنوز الموجودة في المقبرة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هوية الملك كانت محفورة على التابوت الذهبي، والأهم من ذلك، القناع الذهبي الشهير."

👑 سحر القناع الذهبي

image about ياسمين وأسرار توت عنخ امون

وبعد ذلك، انتقلت المجموعة إلى الجزء الأكثر إبهارًا. هناك، خلف زجاج سميك وتحت إضاءة خاصة، كان معروضًا القناع الأيقوني.

شعر الجميع بالذهول. وقفوا بصمت أمام القناع الجنائزي الذهبي، المصنوع من صفائح الذهب ومطعم بالأحجار الكريمة مثل اللازورد. كان وجه الملك الصغير يحدق بهم في ثبات أبدي.

شعرت ياسمين بقشعريرة. لم يكن مجرد قطعة أثرية، بل كان قطعة فنية تحكي عن إيمان حضارة عظيمة وإتقانها الفني. نظرت إلى عيني الملك المنحوتتين، وتساءلت عن حياته القصيرة وعن الأسرار التي دفنت معه.

التفتت ياسمين إلى ندى وقالت بهدوء: "الآن عرفت لماذا يسمونه 'الملك الذهبي'. إنه أمر لا يصدق!"

في طريق العودة، لم تكن الحافلة صاخبة كالسابق. كان الجميع غارقًا في تفكير عميق. احتضنت ياسمين كتابًا إرشاديًا اشترته عن المتحف. لم تكن هذه مجرد رحلة مدرسية، بل كانت بداية شغف جديد بتاريخ بلدها العظيم، ولقاء لا يُنسى مع الملك الصغير، توت عنخ آمون، الذي عاش منذ آلاف السنين، ولكنه لا يزال يحكي قصته في أروقة المتحف المصري الكبير.
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
omnia abd el aziz تقييم 5 من 5.
المقالات

8

متابعهم

5

متابعهم

4

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.