الجزء الثاني روايه | عيون ابصرت ظلما | تحول يوسف لغزال
عدنا والعود أحمد متابعينا في موقع اموالي مع الجزء الثاني من روايتنا عيون أبصرت ظلما مع أحداث أكثر تشويقا وكما عرفنا في الجزء السابق بالمكيدة التي دبرتها زوجة الاب لتحويل مريم ويوسف لحيوانات ونجاحها في تحويل يوسف لغزال اترككم متابعيني الاعزاء لمعرفة باقي الأحداث
تحول يوسف لغزال
بعد تحول يوسف الى غزال هرعت مريم لأخيها وفي تلك الأثناء هربت الفتاة لتعود لزوجة الاب بالأخبار التي طالما كانت تنتظرها، جلست مريم تبكي أمام يوسف الذي أصبح غزالا لا حول له ولا قوة ثم استجمعت قواها وجلست تفكر بما ستفعله بعد ما حصل لأخيها خصوصا انهما يعيشان وسط غابة وخافت ان يقوم احد الصيادين باصدياد يوسف وأن أرملة ابيهما عرفت مكانهما ولن يهدأ لها بال الا بعد موتهما فقررت أن تأخذ اخاها و تغادر المكان عسى أن تجد حلا يعيد اخاها لحاله وأن يجد الامان والسكينة في مكان اخر.
رحلة الى المجهول
شدت مريم الرحال مع اخيها و توجها نحو المجهول تاركين خلفهم قريتهما حيث تربيا و كبرا وفي طريق سيرهما كانا يمشيان بجانب بستان تفاح وقد اشتد الجوع على مريم و قررت أن تدخل لتقتات منه وتستريح قليلا تحت ظلال اشجاره الا أن التعب تمكن منها وارادت أن تغفو قليلا قبل أن يكملا طريقهما وبالفعل غفت قليلا لتستيقظ على صوت صهل احصنة ورجل يقول: من تضنين نفسك حتى تتجرئي على اقتحام بستان الملك؟ اقبضو عليها
ارتبكت مريم قليلا ثم اجبت بعفوية: لا ملك غير الله ثم اني عابرة سبيل و كنت تعبة واعتقدت أن صاحب البستان كريم ولن يمانع أن يأكل عبار السبيل من ثماره أم أن الملك بخيل لهذه الدرجة
اجابها قائد الحارس وعيناه تقتاد نارا: يالك من وقحة كيف تجرئين أن تتكلمين عن سمو الملك بهاذه الفظاظة؟ ومن أين لك بهذا الغزال؟
احست مريم بأن قائد الحرس لا ينوي خيرا بسؤاله هذا فقررت أن تجد لها مخرجا من موقفها هذا وأجابته قائلة: أما انا فلست فظة انما سمعت عن كرم الملك و عن جوده وكنت أعلم أنه لن يعترض ان أكلت من بستانه قليلا أما الغزال فهو هدية مني للملك وسأكون ممتنة اذا أوصلتموني الى القصر
قائد الحرس: حسنا اتبعينا
اتبعت مريم الحرس وهي كلها أملا أن يكون الملك عادلا و أن يصدق قصتها و يخلي سبيلها هي وأخاها.
مريم واخوها في القصر
كانت مريم تنتظر أن يسمح لها الملك أن تدخل عنده وهي متوترة جدا وما أن أمر الملك بادخالها حتى دخت مريم وهي تمشي في حياء مصطحبتا اخاها نحو عرش الملك انحنت وبصوت خائف قالة: بكل عبارات المدح والثناء أحيكم يامن في وجودكم وأكفكم للكرمات أسطر، كنتم ولازلتم كالنخلة الشامخة تعطي بلا مكيال، فجازاكم عنّا أحسن وأفضل ما جزى العاملين المخلصين، وبارك الله لكم وأسعدكم أينما حطت بكم الرحال .
أجابها الملك في اندهاش: انرتم منبرنا، قيل لي انك كنت في أحد باساتين مملكتنا وحدثني قائد الحرس عن جرأتك و بأنك قادمة لي بهدية.
اجابته مريم سريعا: سموك لقد أتيت الى قصرك وكلي أمل في أن تسمع قصتي و أن ترتأي لي حلا في ما يحصل معي
فأمرها الملك بأن تقول ما لديها ليرى ما سيفعله معاها
انتهت مريم من الكلام وهي تأمل أن لا يكون الملك ظالما وأن يصدقها، سكت الملك قليلا ثم قال: أنا سأرسل من يسأل عنك في قريتكم وإن كان كلامك حقيقيا عفوت عنك وان كان كذبا اخذت الغزال ليكون وليمة في القصر و احكمت عليك بالسجن لجرأتك على الكذب علي.
فأجابته مريم دون تردد قائلة: رضيت بحكمك العادل ودام عزك ودمت لمملكتك فخرا وناصرا للحق.
ابتسم الملك وقال: يا فصيحة اللسان ستقيمين في القصر انت وغزالك الى حين يعود رسولنا بخبر اليقين.
وافقت مريم وغادرت العرش وهي متفائلة خيرا
وبعد مرور يومين أرسل الملك أحد الحراس ليأتيه بمريم
دخلت مريم العرش وقدمت تحياتها وانتظرت ان تسمع حكم الملك
تكلم الملك قائلا: لقد عاد رسولنا وقد قيل له بأن اباك كان رجلا نبيلا ذا سمعة حسنة ومعروف في قريته بالكرم وانه كان له ولد وفتاة حسنها تكتب عنه قصائد وكل التفاصيل التي قلتي عنها كانت حقيقة.
اجابت مريم بفرحة عارمة: حمدا لله لم يخب ظني فيك وفي عدلك نعم الملوك انت.
اجابها الملك: بعد ما سمعته عنك و ما ارتأيته من حكمة فيكي و فصاحة لسان يشرفني أن تكوني زوجة لابني الوحيد وهذا طبعا برضاكي.
نضرت مريم لاخوها وفكرت قليلا ثم قالت: يزيدني شرفا أن اكون من عائلتكم الكريمة ولاكن لدي شرط واحد أن يضل أخي معي وأن يكون لي يوم مخصص أتجول فيه مع اخي في انحاء المملكة.
طأطأ الملك برأسه وقال: حسنا لك ذالك و على بركة الله.
تزوجة مريم من الأمير وأقيم لهما عرسا تكلمت عنه كل المملكة وسمع عنه كل كبير وصغير.
مريم والعجوز
عاشت مريم مع زوجها الامير في القصر حياة سعيدة ملأها الدفئ و الحنان و وجدت فيه العوض عن ابيها وامها وكانت تخرج مع اخاها يوما كل اسبوع في ارباع المملكة وكان خبر حملها كهدية انزلت عليها من السماء لم تسعدها هي ف حسب بل أسعدت كل من في المملكة وفي أحد المرات كانت مريم بصحبة اخاها يتجولان في المملكة واذا بعجوز تأتي نحوهما.
العجوز: مساء الخير يا ابنتي
مريم: مساء النور يا خالة
العجوز: اني اسكن بالقرب من هنا واعتدت أن استسقي الماء من بئر قريب من هنا ولاكن صحتى خانتني ولم استطع أن اسحب الحبل من جب البئر فهلا ساعدتني يا ابنتي.
نظرت اليها مريم بابتسامة وقالت: بكل سرور يا خالة هلا أريتني مكان البئر؟
العجوز: تعالي ورائي يا ابنتي.
ذهبت مريم خلف العجوز و اخوها بجانبها الى أن وصلا الى البئر فاقتربت مريم من البئر والقت بالدلو وحاولت أن تستسقي الا انها كان تسحب الدلو فارغا في كل مرة فسألت العجوز: هل أنت متأكدة بأن البئر به ماء؟
العجوز: أجل يا ابنتي القي بحجر صغير في البئر واقتربي من البئر وستسمعين صوت الماء.
اخذت مريم حجرا صغيرا و اقتربت من البئر لتلقيه واذا بالعجوز تدفعها في البئر سقطت مريم في البئر و وقفت العجوز عند حافة البئر وقالت: هل اعتقدتي بأنني سأدعك تفرين؟ هكذا انهيت الامر بنفسي بعد أن فشلت تلك الفتاة الحمقاء في تحويلك انت ايضا والان سأدعك تموتين وحيدة في البئر.
كان يوسف ينظر الى زوجة ابيه المتنكرة وهي تغادر المكان ولاكنه عاجز عن مساعدة اخته وهو على هيأة غزا
__
__
__
كان هذا الجزء الثاني من روايتنا عيون ابصرت ظلما ارجو أن يكون قد نال إعجابكم و ألتقي بكم في الجزء الثالث والاخير استودعتكم الله
تاليف بقلم : صوفيا اكرام
قد يهمك أيضًا: الجزء الاول من روايه | عيون ابصرت ظلما
قد يهمك أيضًا: الجزء الثالث والاخير من رواية عيون ابصرت ظلما | العدالة الإلاهية