الجزء الثالث  من رواية عيون ابصرت ظلما -العدالة الإلاهية

الجزء الثالث من رواية عيون ابصرت ظلما -العدالة الإلاهية

0 المراجعات

تحياتي لجميع متابعيني على موقع أموالي كجزء أخير لروايتنا القصيرة التي كانت احداثها قصيرة جدا لانني خشيت أن تملو من القراءة خصوصا في زمن أصبحت فيه القراءة شيئا ممل للبعض هذا الجزء أردت أن أنصف فيه بطلتنا نوعا ما اترككم مع ما تبقى من احداث

 

 

مريم في البئر:

        بعد لحظات بدأت مريم تفيق، صمت رهيب يعم المكان وضلام دامس وبعدها صوت المياه تتحرك حركة طفيفة، فتحت مريم عينيها وقامت مسرعة وهي تحاول استيعاب ما حدث، نظرت نحو السماء اذا بأخيها ينظر نحوها، جلست على احدى الصخور ووضعت يدها على بطنها لتطمئن على حال ابنها وتنفست الصُعداء، بدأت تفكر بما ستفعله واذا بصوت فحيح يأتي من الزاوية المقابلة لها ارتعبت مريم وتجمدت مكانها، تكرر الصوت بعد قليل وتحركت المياه الضحلة تحت قدميها هنا أدركت مريم أنها ليست لوحدها في البئر وازداد خوفها وبعد لحظات سمعت الصوت فتاة تتكلم قائلة: لا تخافي يا سيدتي ف أنا لن أئذيكي.

ردت مريم بصوت يرتجف: من تكونين؟ وما ذالك الصوت الذي سمعته؟ ان كنت جن فإني أعوذ بالله من خبثك وإن كنتي إنسا فأعوذ بالله من شرك

اجابت الفتاة بسخرية: لست أدري ماذا اجيبك هل أقول إنسية وأنا لست على هيأة إنس أم أقول مسخ بروح إنسي؟ وبالنسبة لشري أو خبثي فقد أخبرتك أنني لن أؤذيكي

اجابت مريم: مسخ؟ ماذا تقصدين؟ ما حكايتك وكيف وصلتي الى قاع هذا البئر؟

تمتمت الفتاة: هل اخبرها أنني أعرفها أو أكذب هل اخبرها بأنني أذيتها من قبل أم اكتم سري؟

وأجابت: كلانا الان في قاع البئر وقصتي لا تخلو من الغدر عن قصتك وإني أخاف أن اخبركي بقصتي ف أندم و يزداد حالي سوءا وتحكمي علي ظلما.

ضحكت مريم في استغراب: تزداد امورك سوءا؟ وماذا عساني أفعل؟ أعدك بأنني سأسمع قصتك و أن لا أحكم عليكي ظلما.

الفتاة: حسنا! سأحاول اختصار الموضوع أنا وحيدة والدي وكان والدي مريضا واشتد مرضه وتوجب علي أن اعمل لأجني المال لنوفر مأكلنا ومشربنا ونوفر علاجا لوالدي ولم أجد اي عمل إلا في قرية قريبة من قريتي في قصر امرأة لم ترحم حالي ووكنت ارسل النقود لاهلي وفي أحد الايام اقترحت علي هذه المرأة أن أسدي لها خدمة وفي المقابل ستدفع ثمن علاج والدي وتعطيني مبلغا مغريا في المقابل وافقت دون تردد رغم أنني لم أكن أعلم ما هي الخدمة وعندما علمت بما أرادت مني فعله كنت مصدومة وخائفة لاكنني فعلتها وكانت النتائج وخيمة

تكلمت مريم بحيرة: وما كان طلبها و لما كانت النتائج وخيمة؟

الفتاة: لقد أمرتني بأن ألقي بترياق في طعام أولاد زوجها لتتخلص منهما ولاكن لم انجح في أن يتناول الأخوين الطعام و تناول الاخ الطعام وتحول أمامي الى غزال أما الفتاة فقد نجت ولهذ....

قاطعتها مريم وهي تتهته: م م ماذا؟ هل هل هذه أنتِ؟ هل هذه مزحة؟ أ أنا لا أصدق.

الفتاة: للأسف لا ليست مزحة، لاكن لقد وعدتني بأنك لن تحكمي علي ظلما

مريم: احكم عليك ظلما وأنت من أذيتنا؟ هل أنتي مدركة لما تقولين.

الفتاة: لقد لاقيت جزائي ولم أسلم من شر زوجة اباكِ.

واقتربت ببطء اذا بها افعى كبيرة، صدمت مريم مما تراه وسألتها: ما الذي تراه عيناي؟ هل نالك من ظلم زوجة أبي نصيب؟

أجابت الفتاة باكية: أجل لقد غدرت بي عندما علمت بأنكِ لم تتحولي أنتِ أيضا؛ أخبرتني أن هنالك بئرا مياهه فيها شفاء عظيم فطلبت منها أن تدلني على البئر فأتت بي الى هنا وألقت علي بتعويذة حولتني إلى أفعى.

تكلمت مريم وهي مصدومة: إذا لقد وقعتِ في شر أعمالك ونلت نصيبا مما أذقته لأخي.

الفتاة: لا تحكمي علي فأنا لم أكمل قصتي.

مريم: أكملي لنرى ما لديكي.

الفتاة: لقد أتت المرأة اليوم الى هنا و أخبرتني أنني اذا قتلتك ف سأنال حريتي و سترجعني على هيأتي الأولى في بادئ الامر  وافقت لاكن عندما رأيتك حاملا و رأيت أخاك يتفقد البئر عدت الى رشدي و رأفت بحالك و بحالي

مريم في دهشة: إذا لهذا قد إختارت هذا البئر بالذات لكي تضمن موتي؟ يا لها من امرأة ظالمة، حمدا لله أنك لم تستسلمي لشيطانك.

حل الضلام ومريم لم تعد للقصر بعد فأرسل الملك الحرس ليبحثو عنها و قضت مريم الليلة في البئر وقد تصالحت مع الفتاة وكان اخوها يلقي لها ببعض الفواكه لكي تقتات بها وفي اليوم التالي كان أحد الحراس يبحث في الغابة فرأى غزالا من بعيد ينبطح بجانب بئر فخمن أنه غزال الأميرة، هرول الحارس مسرعا إلى القصر ليخبر الملك بما رآه وما إن سمع الأمير الخبر حتى امتطى حصانه وذهب خلف الحرس.

الامير ينقذ مريم

        اقترب الامير من الغزال فتعرف عليه يوسف وحاول أن يخبره بأن مريم في البئر سمعت مريم والفتاة أصوات أناس قرب البئر ف بدأتاً في الصراخ على أمل أن ينقضهما أحدهم سمع الأمير والحرس صوتاً خافتاً من البئر فاقتربوا ليتأكدوا من الأمر وكان الامر كما توقع الامير صوت مريم وكان معها صوت فتاة أخرى أمر الأمير بإخراج زوجته والفتاة من البئر أخرج الحراس مريم لاكن الفتاة رفضت خوفا من أن يقتلها الأمير وحراسه بسبب هيأتها كأفعى أخبرت مريم زوجها بما حدث معها و أخبرته بقصة الفتاة فأمر الأمير بإخراج الفتاة أيضا و وعدها بأنها ستكون في أمان.

        عادت مريم الى القصر رفقة زوجها و اخوها و صديقتها الجديدة وفي صباح اليوم التالي أمر الملك الوزير بأن يأتيه بزوجة الاب لينهي بطشها ويخلص العالم من سحرها و ظلمها.

العدالة الإلاهية

        وبعد يوم رجع الوزير مع حراسه وبصحبتهم زوجة الاب مغلولة الأيدي وأمر الملك بأن يدخلوا مريم و اخوها ليبدأ في محاكمة الظالمة وقف الجميع امام عرش الملك وتكلم الملك قائلا: بالتأكيد عرفتي لما أنتِ هنا بعد رأيتك لمريم و لأخيها

زوجة الأب: أجل سموك ولاكن هل طردي لمريم يستحق هذه العقوبة يا سيدي؟

الملك: أها هكذا إذا هل تنكرين بأنك أنك أردت قتلهما وبأنك بسحرك قمت بتحويل يوسف لغزال؟

تمتمت زوجت الاب في نفسها: إذا لقد هربت تلك الحمقاء من البئر و أبت أن تقتل مريم أو ماذا؟ وكيف وصلت مريم إلى الملك! ماذا أفعل؟

الملك: ماذا هل أكل القط لسانك؟ أم انك تفكرين في كذبة تخرجك من المأزق الذي وضعت نفسك فيه؟

زوجة الأب: سمو الملك كيف لعجوز مثلي أن تأذي فتاة وشاب في مقتبل العمر؟ ثم إنني لم أقترب من منزلهما يوما.

الملك: امممم اذا تحاولين الانكار؟ الم تقومي بإرسال فتاة لإلقاء الترياق في الطعام؟

زوجة الاب: جلالتك أنا لم أرسل أحد وإن كانا صادقان فليأتيا ببرهانهما

الملك: أيها الحراس أدخلوا الفتاة.

أدخل الحراس الفتاة التي على هيأة أفعى وما إن رأتها زوجة الأب حتى وقعت راكعة: العفو من جلالتك العفو يا سمو الملك.

الملك: آها اذا انت تعترفين بما فعلتي واعتقدتِ بأنك ستفرين بعد كل ما فعلتي

زوجة الأب: سمو الملك لقد استسلمت لنفسي الأمارة بالسوء التي أولت لي بأن استولي على كل الميراث وخصوصا بعد أن وجدت بأن وصية زوجي تنص على أنني لن أخذ من ميراثه شيئا إلى إذا كان ولديه متوفيين.

الملك: وما المال إلا جزء من الرزق، وفعلا إن أكثر من يجرون وراء كسب المال يفقدون أرواحهم وضمائرهم؛ وما أتعس الذين يعيشون وهم مجردون من الضمائر وأرواحهم.

جلست زوجت الاب تبكي في محاولة منها لاستعطاف الملك

الملك: إذا أردتِ أن لا أمر بقتلك يجب أن تعكسي تعويذاتك وأن تعيدي يوسف والفتاة إلى طبيعتهما.

زوجة الاب: بشرط أن تعدني أن لا تقتلني يا مولاي.

الملك: لك ذالك أعدك بأن لا أقتلك.

ألقت زوجة الاب التعويذة الاولى على الفتاة وماهي الا ثواني معدودات حتى عادت الفتاة لهيأتها الاولى وألقت بالتعويذة الثانية على يوسف ولاكن ما حدث كان بمثابة عدالة إلاهية فقد عاد يوسف لهيأته الاولى و زوجة الاب تحولت الى غزال

صرخت مريم بفرحة شديدة: انقلب السحر على الساحر الحمد لله لقد نلت ما تستحقينه.

الملك: هذا جزاء كل ظالم طماع وهذه العدالة الالاهية خذو هذا الغزال وضعوه في قفص في حديقة القصر ليكون عبرتاً لمن يعتبر

       عاد صفو الحياة الى القصر وتزوج يوسف بالفتاة وأنجبت مريم فتاة تنافس القمر على جماله وعاش الجميع في ثبات ونبات.

_

_

_

كانت هذه نهاية روايتنا أرجو أن تكون قد نالت إعجابكم وأرجو أن تكونوا قد استمتعتم بها

دمتم سالمين

تاليف بقلم : صوفيا اكرام

قد يهمك أيضًا: الجزء الاول من روايه | عيون ابصرت ظلما 

قد يهمك أيضًا: الجزء الثاني روايه | عيون ابصرت ظلما | تحول يوسف لغزال

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

5

متابعين

334

متابعهم

2

مقالات مشابة