سكتوا يا حلوم
حمدان رجل فقير عجوز يعيش مع زوجته في كوخ صغير وكانت تدعى حلوم
يذهب حمدان كل صباح إلى الجبل كي يجمع الحطب ويبيعه كي يجلب لزوجته الطعام والدواء
حمدان رجل ضعيف هزيل الجسم وكان اهل القرية يسخرون منه عندما يضع الحطب على كتفه ولا يكاد يبين تحت كومة الحطب ويضحكون قائلين اين انت يا حمدان انت تحمل الحطب ام ان الحطب يحملك
عندما يعود الى بيته يجد زوجته تنتظره وهي غاضبة
اين انت يا حمدان تذهب ولا تعرف كيف تعود😡
المهم ان صاحبنا حمدان كان يتهرب من سؤال زوجته كي يخفف شيئا من غضبها
خاصة عندما يكون عندها نساء من القرية
وفي يوم من الأيام عاد حمدان من السوق كعادته وقد انهكه الجوع والتعب ليجد نسوة اما بيته وهن يبكون
سال حمدان مستغربا ماذا حصل ؟؟
أجابت إحداهن توفيت زوجتك حلوم يا حمدان فجلس حمدان يبكي بكاءا شديدا على زوجته حلوم
ومشى في جنازتها وهو لا يكف عن البكاء والنحيب
جلس عند قبرها باكيا متمرغا على التراب وهو يصرخ
اااه يا حلوم كيف تركتني وحيدا بلا طعام ولا شراب
من يا حلوم سييطبخ لي الطعام كي اكل سأظل جائعا يا حلوم بلا طعام ولا شراب
كانت نسوة القرية يشاهدن حمدان وهو يبكي ويتمرغ ويصيح من سيطعمني يا حلوم
فقالت إحدى النساء:
خلاص يا حمدان انا سوف اطبخ لك كل يوم واجلب لك الطعام والشراب فكف عن البكاء يا رجل
وفعلا كانت تلك السيدة تجلب الطعام لحمدان كل يوم الا ان حمدان عاد مرة أخرى إلى القبر وبدأ بالبكاء والصراخ
اين انت يا حلوم من سيغسل لي ثيابي المتسخة
اه يا حلوم منذ وفاتك وثيابي لم تغسل والبسها متسخة اين انت يا زوجتي
واشتد بكاؤه وصراخه حتى قالت له إحدى النسوة:
خلاص يا حمدان انا سوف اغسل لك ثيابك المتسخة فكف عن البكاء
وفعلا كانت تلك السيدة تقوم دا ئما بغسل ثيابه المتسخة وترسلها له نظيفة مرتبة
لكن حمدان مازال يذهب إلى قبر زوجته ويبدأ بالبكاء والصراخ من جديد
اه يا حلوم من سينظف لي بيتي فقد أصبح متسخا حتى أصبح مرتعا للفئران والقطط
ويستمر بالبكاء الشديد حتى قالت له إحدى النسوة :
خلاص يا حمدان سأنظف لك بيتك ليصبح نظيفا مرحبا ارجوك توقف عن البكاء
وفعلا قامت تلك المرأة بتنظيف البيت
الا ان صاحبنا عاد وجلس عند قبر زوجته وبدا بالصراخ و البكاء من جديد
اه يا حلوم اين انت يا زوجتي سريري بارد ولا يوجد من يدفأني لاني انام لوحدي
اين انت يا حلوم واشتد صراخ وبكاؤه والنسوة تنظر إليه دون أن تتكلم واحدة منهن
ازداد صراخ حمدان ونحيبه ولكن دون جدوى فلم تتكلم اي واحدة من النسوة
وعندما لم تجيبه النساء يئس حمدان قال سكتوا يا حلوم