قصة فارس وورد

قصة فارس وورد

0 reviews


قصة فارس وورد "الجزء الأول"

نهى عراقي

حبيبتي أنتِ وردة يانعة ترتوي من دماء قلبي، فيزداد تدفقاً ينبض قلبي متلهفا يشتاق شوقا متوهجًا تسكني سواد العيون حبيبتي فتزداد نورا وإشراقا فاتنا. 
هكذا كان يغازلها فارس ويداعب خجلها ويروي بستان أحلامها،  الحب بالنسبة لهما هو دقات قلب الحياة تهمس لهما أنها مجرد ثوانٍ.

بداية قصة عشق فارس وورد

في حي مصر الجديدة نشأت قصة عشق عذري من أجمل قصص الحب الحالمة بين قلبين نابضين، في عُمر الزهور.

فارس أحد أقارب ابن الجيران عُمره خمسة عشر عاما، واعتاد قضاء إجازة الصيف عند أقاربه في حي مصر الجديدة.

 ورد تلعب هي وأخواتها مع ابن الجيران عمرها إثنا عشر عاما، جميعهم يلعبون معًا يضحكون ويمرحون بكل شقاوة وبراءة كالفراشات، مرة يلعبون لعبة الطائرة الورقية وأخرى بالكرة وغيرها من العاب الصبيان.

يطلقون أفراحهم وأحلامهم على أجنحة طائراتهم الورقية لتحلق في السماء، وفي أثناء إلقاء الطائرة في الهواء، لآمست يداه يديها فوقف أمامها ثم نظر في عينيها نظرة ثاقبة يملؤها الحب والشوق والحنان  وقال لها أتعلمين؟!  عندما أكبر سأتزوجك اندهشت كثيرا ثم قالت في خاطرها إنه مجنون.

لكن منذ ذلك الحين شعرت بشئ مختلف ومشاعر مختلفة تتسلل حواسها الضعيفة، كانت تحلق مع طائرتها وسط الطيور الجامحة في صدر الفضاء تداعبها نسمات الهواء الناعمة المعطرة برائحة الطبيعة المكتسية بحبات الندى.

ما أسعد تلك اللحظات والساعات ما أروع تلك الأوقات السعيدة التي تسافر بأرواحهما البريئة على جناح الأمل البعيد يبوحان بسرهما لشمس النهار وقمر الليل.

يأتي العام الدراسي فيسافر ويفترقا، عينيها الجميلتين تترقرق بدموعً كحبات لؤلؤ تجري فوق وجنتيها، تعيش ورد فترة الغياب على ذكرى كلمته التي قالها لها أول مرة أنه سيتزوجها ما هذه الثقة التي يتحدث بها، وكانت تعيش مع أغنية حليم، الحلوة فهو دائما كان يرددها لها الحلوة الحلوة بعيونها السودة الحلوة شغلتني شبكتني ودتني بعيد..وهكذا تردها تارة وتسمعها تارة أخرى.

 كل من حولهما أدرك قصة اليافعين أن قصتهما لن تنتهي نهاية عادية، وأن لقاءهما الاستثنائي يهيئهما ليخُطّا بأنفاسهما قصة من قصص ألف ليلة وليلة  ، وكلما كبرا الطفلين كبرا حبهما.
ما أجمل ذلك الحب العذري والمشاعر الرقيقة البريئة ما أحلى أيام الصبا.

مرت السنون والتحقَ الحبيبان بالمرحلة الجامعية، وكانا يعشقان نفس اللعبة حتى أصبحت هواية يمارسنها معا كلما التقيا يشعران أنهما يطيران معها فوق السحاب ينتشيان رائحة الخلود والرحيل معا.

وفي تلك الأثناء كان يتقدم لها عرسان كأي فتاة في عمرها، لكنها استمرت على الرفض، حتى أختها تزوجت ابن الجيران وسافرا دولة أوروبية واستقرا هناك. 
اتخذ فارس قرارًا أن يتقدم لوالدها وطلب يدها، فكانت الصدمة أن والدها رفضه بسبب أنه ليس في مستواهم الاجتماعي لكن فارس لم ييأس تقدم لها خمسة مرات ووالدها يرفضه حتى أنه طرده آخر مرة وتطاول عليه بالألفاظ،  وأصر على زواجها من ابن صديقه الذي في نفس المستوى وبالفعل تمت الزيجة، كان لوالدها ما أراد.

وبعد فترة سافرت مع زوجها حيث كان يعمل مهندسا في المملكة السعودية، سافرت ورد وتركت قلبها مع فارس حتى روحها  فارقت جسدها، ولم تفارقه فهي أصبحت جسد بلا قلب ولا روح.

باتت ترتشف الأنين ولا يفارقها الحنين وتغرق في بحر الشوق الهائج، فهي مقيمة في تلال الذكريات، فكيف لها أن تتخلى عن عشر سنوات من أجمل مراحل عمرها قضتها مع فارس وأروع قصة من قصص العاشقين، رسما فيها على جدار الهوى أحلامهما الوردية،  كيف لها تنسى الضحكات والصرخات واللقاءات المبهجة.

هل ستستمر حياة ورد هكذا مع اللحظات الطوال التي تشعر وكأن الوقت توقف عندها لا يمُر؟ 
هل الطرقات التي فرقتهما ستجمعهما مرة أخرى؟

انتظروني في الحلقة القادمة مع فارس وورد. 
 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

4

followers

1

followings

1

similar articles