عندما تغرب الشمس

عندما تغرب الشمس ...
تذكرت هذه الفتره عندما كنت في مراحل طفولتي ،وهذا التوقيت الذي كان بمثابة أفضل وقت في يومي ، 
لم يكن لدي أي مسئوليات ، أو التزامات ، سوي اللعب مع إخوتي ، ومشاهدة مسلسل الساعه السادسه علي القناة الثانيه ، لم أتذكر أنني كان لدي أية مخاوف من عدم إنجاز مهام معينه أو متابعة أية أعمال منزليه ، لقد كانت الحياة سهله ، لم يكن بها من الإزعاج والضوضاء والارهاق الذهني الذي نمر به عندما كبرنا ، آمالنا كانت هي اللعب واللهو فقط ، حتي أن كان هناك التزامات في فترة الصيف بإحدى الانشطه لكنها كانت ممتعه ،لم يكن هناك الضغط ولا المجهود الذي نعيشه الآن .

من رأيي أن هذه المعاناة سببها نحن ، نعم أننا نسابق الزمن ونحاول بشتي الطرق تحقيق آمال كثيره في صراع وتحدي العصر ألا وهو الانترنت الذي انتشرت معه مشاكل كثيره لمجرد النظر لأي من صفحات أحدهم وأصبحت المقارنات مزعجة لدرجة كبيرة ، لم تعد السعاده مقتصرة علي تحقيق الطموح الشخصي بل تحقيق طموح الآخرين أيضا للوصول للقناعة والقليل من الرضا ؟! 

 أنها الحياة الآن عندما تغرب الشمس لم يكن هناك وقت الراحه كما كان ، لم يكن هناك الهدوء الذي كان ، لم يكن هناك الضغط الذي نمر به الآن ،نعم انها  حرب و وقت يستنزف ، ما بين المقارنات والمحاولات و لكن ما العائد سوي الضغط ؟ 
 في زمننا هذا لم نجد ما يسمي بفترات التواصل الحقيقية مع أفراد العائلة ، نعم لقد كانت اسرتي علي تواصل بشكل يومي مع جميع أفراد العائلة ، وأيضا كان هناك وقت للتواصل مع الجيران والزيارات التي تحمل الكثير من الحب ولكن الآن التواصل أصبح يقتصر علي أفراد الأسرة بالكاد ، لم أذكر أن  ذلك بسبب قلة الود ،أو عن قصد ، و لكنه بسبب كثرة الضغوطات ، زحمة الحياة ،صراع الانترنت ، ضوضاء الاشعارات ، والرسائل ، حقا لم تعد الصورة المثالية لليوم كما كانت سابقا ،لم يعد وقت الغروب هو وقت الراحة و الاسترخاء ،ومتابعة المهام البسيطه ،  لقد كانت لحظات ممتعه يا ليتها تعود كما سبق .