"ضحكات في الظلام"

"ضحكات في الظلام"

0 المراجعات

في مدينة مجنونة وساحرة، يحدث حدثٌ غريب وطريف يوميًا في نفس المواعيد الدقيقة، تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً. ينقطع التيار الكهربائي فجأة وبلا سابق إنذار، ينغمس الحي بالظلام التام وتصبح المواقف مثيرة للضحك والاستغراب.

في أحد المنازل المضاءة، كانت عائلة فلان وعلان تستعد لتناول العشاء الرائع الذي أعدوه بعناية. وفي تمام الساعة الحادية عشرة بالضبط، تنقطع الكهرباء مثل الساحرة في الخفاء. "يا للأسف!" قالت الام  بصوت عالٍ ومزعج، "الطبق الرئيسي لم ينضج بعد!" لكن سي السيد انقض بسرعة وقام بإشعال الشمعة الوحيدة في المنزل، وقال بابتسامة: "إنه وقت العشاء في الرومانسية والأناقة!"

في جوارهم، كانت عائلة ترتان تشاهد مباراة كرة قدم هامة على التلفاز. ولكن بفصل التيار الكهربائي في نفس الموعد كل يوم، تتحوّل شاشة التلفاز إلى شاشة سوداء. يصاب الاب بالهستيريا ويصرخ: "لماذا الآن؟! دائمًا في أوقات المباريات! هل هذا هو الجحيم الرياضي؟!"

وفي محل آيس كريم في الشارع الرئيسي، يبيع العم ممس، صاحب المحل، الآيس كريم بجنون. فبمجرد أن تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع والرطوبة بالازدياد، يندلع الطلب على الآيس كريم بصورة غير مسبوقة. لكن بفصل التيار الكهربائي، تصبح مهمته صعبة للغاية. يبحث ممس عن طريقة للحفاظ على الآيس كريم باردًا ومتماسكًا، ولكن بدون تكييف الهواء، تبدأ الآيس كريم بالذوبان بسرعة كالصوص. تصرخ الاخت المستعجلة، الزبونة المتحمسة: "أنقذ الآيس كريم! أنقذ الآيس كريم! سوف أذوب مثله!"

في وقتٍ لاحق من الليل، تعيش فرهودة، الفتاة المثقلة بالمشاغل، ليلة جنونية. بينما هي تعمل على مشروعٍ هام في الحاسوب، تنقطع الكهرباء فجأة، وتبدأ بالبحث عن شاحن لجهازها المحمول الذي أصبح بحاجة للطاقة. لكن بدون تيار كهربائي، لا يمكنها إيجاد الشاحن أبدًا! تصرخ فرهودة باليأس: "أنا فقدت كل مشروعي بسبب هذا الانقطاع المسبب للجنون!"

وفي المدينة بأكملها، يحتدم الجدل حول سبب هذا الانقطاع الكوميدي الذي يحدث يوميًا في نفس المواعيد الدقيقة. يقول البعض إنه لعنة عائلة مسكونة، في حين يروج الآخرون لفكرة أن الكهرباء تعبت من الملل وتحاول إضفاء المرح على الأمور. وهناك أولئك الذين يعتقدون أنها مجرد مزحة ساخرة من قبل قوى خفية تسعى لجعل الحياة أكثر إثارة.

وفي يومٍ من الأيام، قررت جمعية الحماية المدنية بالتواصل مع سكان المنطقة لتحديد أسباب هذا الانقطاع الكوميدي الغريب. انضم السكان إلى محاولة فك طلاسم اللغز، وقاموا بعمل دراسات مختلفة للتوصل إلى التفسير الصحيح. أُشيعت الكثير من النظريات الغريبة، بدءًا من احتجاج الكهرباء على ارتفاع درجات الحرارة، إلى مشاركة الأرواح الساحرة في لعبة غامضة.

وفي النهاية، لم يتمكن أحد من التوصل إلى تفسير مقنع لهذا الظاهرة الساخرة. ولكن مع مرور الوقت، بدأ الناس يتقبلون هذه الظاهرة الغريبة والمضحكة، وباتت تشكل جزءًا من الحياة اليومية في المدينة المجنونة. أصبح الجميع يتوقعون انقطاع الكهرباء اليومي ويعتادون على التعامل معه بطرق مختلفة.

ومع كل انقطاع كوميدي، يجتمع السكان ليشاركوا في قصص مضحكة وتجاربهم الغريبة خلال هذه اللحظات الساخرة. يصبح الحياة أكثر إثارة ومرحًا في ظل هذه الحدث اليومي المدهش. وهكذا، أصبح الانقطاع الكوميدي للكهرباء في مواعيد ثابتة يوميًا، مزحة ساخرة للقوى الخفية، وفرصة للناس ليشتركوا في الضحك والمرح في هذه البلدة الساحرة.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

6

متابعين

21

متابعهم

16

مقالات مشابة