أنا حبيسة منزلي

أنا حبيسة منزلي

0 المراجعات

لأ… هي الكلمة السائدة في سجن البيوت، كلمة مكونة من حرفين، تحمل قدر من المعاناة، والقسوة، والكسرة التي تهز أعماق قلبك، وروحك، وتفكيرك، تجعلك عاجزًا، متحيرًا عما يجب فعله، فكلمة لا بعد نطقها لا تعلم ما عليك فعله، هل تتمرد؟! أم عليك أن تطيع؟! أم عليك أن تتجاهل وتنفذ ما ترغب دون علم الآمر بكلمة “لا”.

أصبح منزلي علامة من علامات الرفض المطلق، كل أركانه تملأه إجابة واحدة، وهي “لا”، والحجة دائمًا تأتي معها، وكأنها التبرير لنطقها، وعادة ما يكون التبرير هو الخوف عليك!

تعودت على إجابة مطالبي بلا، فدائمًا هي طلبات لا تجوز ، ودائمًا ما يراها رواد منزلي بأنها لا تصلح لي، وأنا في حيرة من أمري، بداخلي شيء يؤكد لي أنهم صواب، وشيء آخر يقول لي قولي أنتي “لا” بدلًا منهم ولو لمرة واحدة، وتمردي على ما أنتي عليه، ولكن الشيء الأول هو ما يسيطر علي دائمًا، فيجعلني أطيع، حتى وأنني لم أعد أتسائل لماذا دائمًا مطالبي مجابة بالرد “لا”.

أصبحت حياتي في منزلي أشبه بالقصة الكارتونية الشهيرة “روبانزل”، حتى أنه أصبح فيلمي المفضل!

ولكنني كلما أشاهد الفيلم، أجد عكس ما يدور حوله الفيلم، فهي لم تكن حبيسة برجها، حتى وإن بدى الأمر للمشاهدين، فهي قصة خادعة، بينما القصة الحقيقية هي أنا، والحقيقية أنني حبيسة منزلي، وكنت أتمنى أن أكون حبيسة برجي كفتاة الكرتون.

كانت روبانزل قد حصلت في نهاية الأمر على مرادها، وحريتها، أما أنا فقد فقدت شغفي، ولم أعد أطلب شيء أعلم جيدًا أنه سيجاب عليه بلا، ولهذا تحولت حياتي إلى الأفضل قليلًا، فأنا لا أمتلك الشجاعة الكافية لأتخلص من محبسي مثل روبانزل.

لكنني أعلم أن القدر سيأتي بحريتي يومًا ما، ولكن إلى أن يأتي موعدي مع إجابة مطالبي بـ “نعم”، سأظل أدعي الله، حتى يستجيب لي، غير ذلك فأنا عاجزة عن المقاومة لتغيير مجرى حياتي، فكثرة كلمة لا التي تقال دائمًا لي، جعلتني أمتلك عالمًا خياليًا، مزيفًا، ولكنه المسكن، حتى ينفك محبسي، ويعود لي الشغف من جديد، ويقيني بأن ذلك سيحدث مهما طال الوقت، آملة بأن يعوضني الله عوضًا يفوق توقعاتي، ويفوق ما نالته “روبانزل”.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة