قصة كسرة متوسيكل

قصة كسرة متوسيكل

0 المراجعات

أصبحت سيارات الأجرة هى البيت الثانى لكثير من الناس. أنا من هؤلاء الناس التى تفضل السيارت الأجرة عن أى مواصلات آخرى .

فى إحدى الأيام كنت عائدة إلى البيت ،كالعادة أوقفت سيارة أجرة وركبتها. الطريق إلى البيت طويل ؛والزحام الخانق يشعرنى بمرور الدقيقة وكأنها ساعة. كنت فى تلك اللحظة أتمنى أن أغمض عينيى وافتحها لأجد نفسىي فى البيت وإذا بمتوسيكل يكسر الطريق أمام السيارات بدون أى مقدمات ويمشى ببطء شديد. 

لم يتركه احداَ من سائقى السيارات, حتى المارين فى الشارع دون أن يسبه بسبب تصرفه المفاجئ الأحمق.

أنا أيضا استفزنى التصرف ,واستفزنى أكثر سلوكه اللامبالى لكل هذا الصراخ الموجه له. ظل يمشى بهدوء حتى وصل للجهة الآخرى ورفع يده وإعتذر للجميع ؛رجع خطوة واحدة إلى  الوراء وإذا برجل كفيف يمسك عصى فى يده اليمنى يتكئ عليها .

لم يلحظه أحداً ونزل رجل بغضب شديد من سيارته باتجاه صاحب الدراجة النارية ,وأخذ يصرخ فيه على ما فعلة. فصرخ صاحب الدراجة رداً عليه " الراجل بقالوا ساعه واقف محدش عايز يعديه " ثم ذهب إلى الرجل الكفيف واعتذر منه على تصرف الناس وعلى أن هذا المجتمع لا يعرف سوى الصراخ والأخطاء أما الرحمه والإنسانية ليس لها وجود ،وساله إذا كان يريده أن يوصله لأى مكان. اعتذر منه الرجل العجوز على ما حدث بسببه وشكره  "ربنا يجزيك كل خير"  وذهب. تجاهل صاحب الدراجة النارية جميع الناس وذهب هو أيضاً وملامح الرضا تظهر عليه وتحرك السير.

أما أنا فكنت فى شدة الخجل من حكمى على الأمر وتسرعى ،لأننى لو كنت استطيع ضرب صاحب الدراجة النارية فى تلك اللحظة لفعلت ؛لكن هل كانت جرأتى ستساعدنى على فعل موقف مماثل.

أخذ القرار والإستعداد لتقبل كل النتائج من أجل مساعدة شخص لا تعرفه يحتاج لقوة كبيرة وقلب أكبر.

الجميع يحكم فقط وبكل سهولة لكن من ينظر إلى المحكوم عليه : لماذا فعل ذلك ؟ما أسبابه؟رغم خطأه هل له عذر أم لا؟ هل يمكن مسامحته؟ هل كانت نيته سيئة أم حسنة؟

هل يمكن أن نعطى فرصة قبل الحكم ,وهل للنية الحسنة مكان فى حياتنا بغض النظر عن النتائج؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة