تاريخ طويل من الالم

تاريخ طويل من الالم

0 المراجعات

طريق الحرية 

  • طريق الحرية ملطخ بالدماء و الدموع 

أمشي بين الأشجار وقد غلبتني ذكريات الماضي الدامي. أرى أمامي مشاهد الدمار الذي خلفه الاحتلال في قريتي الصغيرة.

أتذكر ذلك اليوم المرير الذي هدموا منزلنا فوق رؤوسنا، وهرولت باكية بين الأنقاض المتناثرة، أبحث عن والدتي العزيزة.

كم ألماً شعرت به عندما وجدتها مدفونة تحت الحجارة والطين. لم أنس دموع الحزن التي غمرت وجهها الشاحب.

لطالما أردت الانتقام ممن سببوا هذا المأساة لأسرتي. ولكن الألم يبقى أعمق من أي كراهية. فما زلت أحلم أحياناً بأمي، وبأوقاتنا السعيدة قبل الحرب.

أتوقف الآن أمام هذه الشجرة العتيقة، آملاً أن تزول الذكريات المؤلمة كما تذبل ورق هذا البرتقال. لكن جراحات الماضي لن تندمل أبداً.


أمسح دموعي وأتابع طريقي بين الأشجار. إنه من الصعب التغلب على مثل هذا الحزن، لكنني أجد بعض الطمأنينة هنا في هذا الحقل المألوف.

بينما أمشي، أسمع ضحكة طفل من بعيد. أتوجه بسرعة نحو مصدر الصوت، وأرى صبياً صغيراً يلهو وسط الأشجار مع أمه. تبتسم لمنظره المرح، فرحة الأطفال مصدر للأمل.

أتذكر نفسي في عمره، قبل أن تغير الحياة بي. هذه الأرض لا تزال ترزق أطفالاً بالبسمة والفرح رغم كل شيء.

أدرك الآن أن أملي ببقاء هذه الأرض مستمراً مرتبط ببقاء هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين هم مستقبلنا. سأواصل الثبات هنا من أجلهم. إنهم من يجعلونني أتطلع إلى الأمام بقوة الإرادة.

 

أبتسم للطفل الصغير بينما يلهو بفرح مع أمه بين أشجار البرتقال. إن رؤيته يدلي بشعاع من الأمل في هذه الدنيا المليئة بالمحن.

أكمل طريقي وسط الأشجار متأملاً في هذه الأرض التي رأت جيلي وسترى أجيالاً قادمة. إنها تاريخ وحاضر ومستقبل هذا الشعب.

لا يمكننا السماح للاحتلال بسرقة مستقبل أطفالنا. سنواصل الثبات والتمسك بأرضنا بكل الوسائل السلمية.

أخيراً أصل إلى أقصى زاوية في الحقل، حيث تطل المناظر الخلابة على بقية القرية والتلال المحيطة.

أشعر بالسكينة تمتد في قلبي من هذا المكان الخلاب. إنها فلسطين الجميلة التي نناضل من أجلها. سوف أظل أحلم وأعمل من أجل يوم قريب نسترد فيه حريتنا الكاملة… “يتبع”

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

1

متابعهم

0

مقالات مشابة