عشقت ولكن تهشم قلبى ؛(الفصول من الاول الى الخامس)

عشقت ولكن تهشم قلبى ؛(الفصول من الاول الى الخامس)

0 المراجعات
  • الشخصيات
  • ريم
  • ديما
  • ناديه والده ديما 
  • كرم 
  • على الصواف 
  • امال والده ريم 
  • عادل السكريتير 

الفصل الاول 

نادية:ديما اخرجى بقا يا بنتى من عندك انتى ايه كل يوم ابوكى يروح الشغل متاخر بسببك .
ديما:يوووه بقا ياماما قولتلك انى بحب اخد وقتى عشان اكون شيك والمدير ياخد باله منى ويخلينى مديرة اعماله احسن من المكتب اللى شبه علبة الكبريت اللى انا موجودة فيه
نادية:وطى صوتك ياحيوانة مدير ايه وياخد باله منك ازاى احترمى نفسك ابوكى لو سمعك مش هايخلى فيكى حته سليمه 

ديما بسخط:طيب طيب خلصت اهه

كرم:ايه يانادية بنتك بتعمل ايه كل دا هو انا كل يوم هاروح الشغل متاخر بسببها ولا ايه؟ 

انتى يابنت خلصى بقا مش كل يوم نفس الحال والله هاسيبك تروحى مواصلات

ديما:لا يا بابا استنى انا خلصت اهه مواصلات ايه؟ يقولوا عليا ايه فالشركة؟ شحاته 

كرم وديما بهرولة على سلم البناء بعد ان وجدوا الاسانسير معطل:بسرعة يابنتى ايه كل الكعب اللى فرجلك دا رايحه الشغل ولا رايحه فرح 

مريم:صباح الخير ياعمو كرم 

              صباح الخير ياديما 

كرم:صباح النور يابنتى عاملة ايه ورايحه فين بدرى كدا

ديما بسخرية تلاقيها طالعه تلم الزبالة او توزع الجرايد يابابا 

مريم بحزم:لا ياهانم رايحه اقدم على شغل فشركه كبيرة طالبة موظفين بمؤهلات عليا ولا انتى نسيتى انى خريجة حاسبات ومعلومات وبتقدير كمان 

ديما بغيظ وهى تبعد نظرها عن مريم الواقفة امامها بثقة :يلا يابابا اتاخرنا مبقاش غير دى اللى هاتعايرنى بتقديراتها وهى اصلا عايشة تحت السلم 

كرم:عيب يابنتى ربنا يهديكوا طول عمركوا اصحاب ومع بعض مش عارف ايه اللى جرالكوا ؟

ديما بصوت مرتفع:انا عمرى ماكنت صاحبة بنت البواب انا كنت بعطف عليها عشان ظروفها 

كرم بغضب:ديما احترمى نفسك واتفضلى قدامى من غير ولا كلمة ،وانتى يامريم يلا يابنتى اوصلك فى طريقى الشركه اللى انتى رايحه تقدمى فيها 

مريم وهى مصدومة مما سمعته والدموع تملا عينيها 

شكرا ياعمو بعد اذنك  

الفصل الثانى 

استقلت مريم تاكسى ووصلت بعدما يقرب النصف ساعه الى الشركة ورفعت راسها لتنظر الى ذلك الصرح العملاق (شركة الصواف) 

وتمتمت فى داخلها ببعض الادعيه ترجو من الله ان يوفقها وتحصل على فرصة العمل التى تتمناها .

على الصواف:صباح الخير ياعادل عامل ايه؟

قولى جدولنا ايه النهاردة؟

عادل:صباح الخير ياعلى بيه النهاردة فى مقابلات مع الموظفين الجداد ،واجتماع مع كل موظفين الشركه ،

وبعدها معاد مستر ادهم عم حضرتك الساعه 3

على بضيق:تمام 

اطلب القهوة بتاعتى وعشر دقايق ودخل الموظفين واحد واحد 

عادل:تحت امر حضرتك يافندم 

داخل احد مكاتب الشركه،ديما

 صباح الخير يااحمد ايه الزحمة اللى برة دى انا دخلت بالعافيه؟

احمد:على بيه هايقابل الناس الجديدة اللى قدمت عالشغل فالشركه النهردة وكمان فى اجتماع مع كل الموظفين 

عشان القرارات الجديدة ودا طبعا بسبب الناس اللى سابت الشركه ومشيت بعد ما والده اتنازله عن الادارة 

،والناس اللى شايفة انه مش هايقدر يتحمل مسئوليه الشركه ولا هايعرف يديرها 

ديما:ربنا يستر النهاردة يعدى على خير ،عارف انا حاسة انى هاترقى النهاردة وانت كمان هو هايلاقى احسن مننا فين

 اصلا احنا بقالنا خمس سنين فالشركه واحنا اللى شايلين كل حاجة اصلا 

احمد:طب انزلى من على مكتبى واقعدى مكانك ومتنسيش ان المكان فى كاميرات عشان احساس الترقية دا ميبقاش فصل

ديما وهى تجلس على كرسى مكتبها:هو  هايلاحق يبص على 160 مكتب فالكاميرات وبعدين لسه عشر دقايق على مواعيد العمل الرسميه 

فى الردهة المؤدية الى مكتب رئيس مجلس الادارة على الصواف 

يتقدم اول موظف بحذر وهو يتنفس بسرعة ليطرق الباب ويتقدم بعد ان سمح له المدير 

على:اتفضل اسمك،سنك،والمؤهل،واشتغلت فين قبل كدا 

المتقدم للوظيفة: صباح الخير يافندم 

انا نادر  عصام 

السن 29سنه 

بكالوريوس تجارة تقدير عام جيد جدا 

كنت فالكويت اشتغلت 4سنين هناك فى شركه تعبئة ولسه نازل مصر 

على:تمام ممكن تتفضل وتسيب الملف بتاعك مرفق برقم تليفون للتواصل برة مع السكرتاريا وان شاء الله خير 

خرج نادر من المكتب وضغط علىي على احد الازرار امامه :اللى بعده ياعادل.

وهكذا استمر الوضع بضعه ساعات الى ان جاء دور مريم 

دخلت مريم المكتب بهدوء بعد ان طرقت الباب والقت التحيه ووضعت ملفها على المكتب امامه مما جعل على يرفع راسه 

وينظر اليها ليجد امامه فتاة بسيطه ترتدى فستان باللون الاحمر وحجاب ابيض 

،تضع بعض الزينه الخفيفة وتقف بثقة رغم الخوف الظاهر فى عينيها 

تعجب على من شكلها ومن كون الواقفة امامه فتاة وتذكر المكتوب فى اعلان التوظيف 

انه من الافضل ان يكون المتقدم للوظيفة شاب وذلك بسبب طول ساعات العمل والسفر المفاجئ ورغبته فى تغيير كل فريق العمل الى رجال

 بعد ان ترك له والده ادارة شركته وقرر التقاعد.

على:اسمك وسنك والمؤهل الدراسى 

مريم :انا مريم ابراهيم عيد26سنه

اتخرجت من حاسبات ومعلومات بتقدير عام جيد جدا وحاليا بحضر ماجستير ومعايا تلت لغات انجليزى وفرنساوى والمانى.

وهنا شعر على بالاحراج فهو بالغ من العمر 32 عام ولا يتحدث الا بعض كلمات الانجليزية البسيطة 

وتخرج من الجامعة الامريكية بعد رسوبه 3 سنوات متتاليه فى العام الاخير بتقدير مقبول.

الفصل الثالث

على:قولتى اسمك ايه؟

مريم:مريم ابراهيم عيد عابد

على بدهشة:انتى بنت عمو ابراهيم اللى كان سواق بابا صح؟

مريم:ايوة يافندم انا بنته

على: مكنتش اعرف ان عمو ابراهيم عنده اولاد

هو فين اصلا من يوم ماساب الشغل مع بابا معرفش عنه حاجة 

ارجوكى سلميلى عليه.

مريم بحزن:بابا اتوفى من سنه ربنا يرحمه 

على بتأثر:لا اله الا الله ،انا اسف مكنتش اعرف ربنا يرحمه 

مريم:يارب 

لحظات من الصمت 

على :تمام ياستى اتفضلى اقعدى اسالك على كذا حاجة بخصوص الشغل 

اولا:انتى شوفتى الاعلان وطبيعة الشغل وان الافضل يكون المتقدم راجل عشان المواعيد والسفر وكدا واظن انا موضح كل دا فالاعلان 

مريم:اه شفته بس انا محتاجه الوظيفة والحمدلله انا مؤهلاتى تناسب الوظيفة جدا وبالنسبه للمواعيد 

انا بيتى قريب من هنا مش بعيد وماما ممكن تكون معايا لو فى شغل متاخر اوى 

على وهو يبتسم على سذاجتها:تمام ادينى دقايق ابص على الملف بتاعك كدا .

بعد لحظات وهو ينظر لها باعجاب عندك 26 سنه وعمتلى كل دا كورسات،وشهادات،وتدريبات 

انتى تقريبا من يوم مااتخرجتى مفيش يوم كنتى فاضية فيه 

مريم بابتسامه وتحفز عشان بابا علمنى انى طول منا عايشة لازم اكون افضل 

واتعلم اكتر عشان مكونش عاجزة قدام حاجة ولا قدام حد.

اكملت والدموع فى عينيها بفخر:بابا كان جمبى يوم بيوم فكل حاجة حتى لما جاله فشل كلوى محدش عرف ولما ساب الشغل بسبب المرض 

قال انه كان عايز يكون جمبى اكتر عشان كدا ساب الشغل ولما حس ان حياتنا بدات تتأثر ماديا

ومسك مكان بواب العمارة علمنى انى متكسفش من دا وان الشغل الحلال ديما فخر لصاحبه 

على باعجاب :برافو عليكى اكيد هو فخور بيكى دلوقتى ربنا يرحمه ويجعل مرضه فى ميزان حساناته 

تمام ياستى انتى من النهاردة معانا فالشركه 3 شهور تدريب ولو حسيت انك تمام وبتتعملى بسرعة هاتمضى العقد بتاعك قبل التلت شهور كمان 

مريم بفرحه:متشكرة جدا جدا يامستر على وان شاء الله هاكون عند حسن ظن حضرتك.

كتب على بعض الكلمات على ورقة امامه واعطاها لمريم واخبرها ان تعطيها الى السكرتارية فالخارج وتنتظر الى ان ينتهى من مقابلة الموظفين 

خرجت مريم واعطت الورقة لعادل الذى اشار الى غرفة صغيرة واخبرها ان تنتظر هناك.

واستمر على فى مقابلة الموظفين منهم من يخرج عابسا ومنهم من يتجه الى عادل ليخبره ان ينضم الى مريم فى الغرفة.

انتظرت مريم ومعها ما يقرب من العشرين شاب فى الغرفة حوالى ساعتين الى ان وجدت عادل يدخل ليخبرهم ان يتوجهوا الى غرفة الاجتماعات ويغلقوا هواتفهم المحمولة.

دخلت مريم  الى المكان الذى اشار اليه عادل واغلقت هاتفها وبعد لحظات انضم اليهم باقى موظفين الشركه الى ان امتلئت الغرفة.

وبعد لحظات اغلقت الانوار واضاءت المنصه فى منتصف الغرفة يعتليها على الصواف بكامل اناقته 

وخلفه شاشة كبيرة تعرض صورة رجل فى الخمسين من عمره وبجانبه على الصواف مبتسما وبدأ على فى التكلم.

على:أنا على احمد الصواف ناس منكو تعرفنى من وانا عيل صغير وناس اول مرة تشوفنى النهاردة وناس شايفة ان دا مش مكانى

 وناس شايفة انى شب طايش شوية وهايمل من الشركه ويسبها ويشوف لعبة تانيه 

فتنحنح بعض الجالسين بحرج ثم ساد الصمت مرة اخرى .

على:انا المدير الحالى لاكبر شركات احمد الصواف ووريثه الوحيد ودا طبعا مش عاجب معظم الموظفين  

اللى كانوا مع والدى فى ادارة الشركه هنا ومنهم اللى قرر يستقيل ومنهم اللى لسه معانا هنا 

بحجة انهم هايساعدونى عشان سنى صغير ومعنديش خبرة وعشت برة اكتر ماعشت فمصر وكل الكلام دا. 

وانا النهاردة قررت اتحدى كل دول واى حد معترض على ادارتى للشركه يقدر يسيب الشغل من النهاردة 

او يستنى معانا ويشوف انا هاقدر اعمل ايه فالشركة ففترة قصيرة ان شاء الله 

انا فى خلال الشهر ونص اللى قضيتهم هنا فالشركه اكتشفت ان فى ناس مش واخده حقها فالشركه 

وناس متستهلش ربع اللى هى فيه هنا.

نظر الجالسين بعضهم الى بعض نظرات غير مفهومة وظهرت بعض الهمسات الى ان اكمل على كلامه.

على:كدا تمام جدا نبدا مع بعض صفحه جديدة 

اولا قسم الحسابات ياريت يتفضلوا كدا موظفى قسم الحسابات يقفوا ويعرفونى بنفسهم.

نهض مايقرب الثلاثون موظف ومنهم ديما واحمد التى رأتها مريم وانكمشت فى مقعدها وشعرت بالخوف

ثم عادت الانوار للعمل وتحدث الاستاذ صلاح رئيس قسم الحسابات وعرف عن موظفيه 

على:اتفضل اقعد يااستاذ صلاح،حضرتك من الكوادر المهمة هنا فالشركه ووجودك معايا مكسب ليا 

ومدير مكتب حضرتك يتفضل يقعد اما بالنسبه للاستاذ احمد حضرتك هاتمسك مدير الحسابات الخاصة بالفنادق التابعه للشركه فى مرسى مطروح 

مع لفت نظر بسيط ان حتى لو اوقات العمل الرسمية مبدأتش مينفعش تسمح للموظفين يقعدوا على مكتبك .

احمدوهو يشعر بالاحراج

متشكر جدا يامستر على لثقة حضرتك واسف على اى غلط حصل منى قبل كدا 

ثم نظر على الى ديما الذى حال وجهها الى اللون الاسود

على:اما بالنسبة لكى يااستاذة ديما ولحسين بيه وسامح ومسك هاتنزلوا الارشيف من بكرة 

عشان تفطروا بقا وتضحكوا وتحطوا ميكب واستاذ حسين يكلم خطيبته براحته ولو فضلتوا على كدا يبقى ان شاء الله 

انتو مش معانا من الشهر الجاى .

وقعت كلمات على وقع الصاعقة على اذنى ديما  فتسمرت فى مكانها وشعرت بالخوف الشديد 

ديما:ارشيف…..ارشيف ايه يافندم انا ديما كرم بكالوريوس تجارة تقدير عام جيد انزل الارشيف،حضرتك بتقول ايه؟

على بحزم وصوت مرتفع:وطى صوتك وانتى بتتكلمى واحترمى نفسك ولو مش عاجبك اتفضلى اطلعى برة 

لو فعلا شايفة نفسك حاجة كبيرة كدا مش هاتقعدى فالمكتب زى اللى قعدة فى كوافير.

ديما بغيظ وهى تستمع الى كلماته وضحكات الموظفين المكتومة:اسفة يافندم هانزل الارشيف 

تابع على كلامه الى كل العاملين فى الشركه ووضع كل منهم فى مكانه الذى يستحقه وبعد اربع ساعات وجه كلامه الى الموظفين الجدد 

على:اظن كدا عرفتوا نظام الشغل فالشركه ودلوقتى هاتاخدوا فايل وانتى خارجين فى كل التفاصيل اللى حابين تعرفوها وانتو ان شاء الله معانا من بكرة.

واهم حاجة ان معنديش اجازات واى حد معترض من دلوقتى يقدر يتفضل.

وبالنسبة للمرتب هايكون 5000ج طول التلت شهور التدريب.شكرا للجميع تقدروا  تتفضلوا

خرجت مريم من الشركه وهى تشعر بالفرح ولكن ما ان تذكرت ديما تلك خالط ذلك الفرح الخوف والغضب مما تفعله تلك الفتاة كلما راتها 

فهى دائما ما تذكرها بحال والدها قبل وفاته ولكن ذلك لم يكن اختياره

فقد كانت مريم ووالديها من ساكنى العقار حالها كحال ديما ووالديها يعيشون فى سعادة 

والدها يعمل سائق لرجل الاعمال احمد الصواف وفجاة مرض والدها واصبح غير قادر على العمل 

ولكنه لم يخبر مريم او والدتها وكانت حجته انه يريد قضاء المزيد من الوقت معهما وبجوارهما

وعندما انفق ابراهيم كل مايملك من مال على علاجه قرر العمل كبواب للعقار يساعد السكان

 ويعتنى بالعقار واكتشفت مريم بعدها انه مريض بالفشل الكلوى وانه فى مراحل المرض الاخيرة

وبعد ايام توفى ابراهيم وهو نائم دون ان يكون حملا على احد حتى زوجته وابنته.

افاقت مريم من شرودها ومسحت دمعه هربت من عينيها واستقلت سيارة اجرة واتجهت الى المنزل لتخبر والدتها بما حدث فى يومها الحافل

وعن المرتب الذى سيعين والدتها فى ظروف معيشتهم مريم وهى تفتح الباب:ماماااا....ماماااا انتى فين؟

بحثت مريم فى الشقة ولم تجد والدتها فى اى مكان فجلست تبحث عن هاتفها فى حقيبتها ووجدت انها نسيته  مغلق منذ ان دخلت الاجتماع

ثم وجدت الباب يفتح ووالدتها تدلف الى الداخل ومعها الكثير من اكياس الخضار والفاكهه

مريم:ياماما حرام عليكى قلبى وقع كنتى فين قلقتينى؟

امال:انتى رجعتى ياهانم انتى بردو اللى قلقانه انا بتصل بيكى بقالى اكتر من خمس ساعات يامقصوفة الرقبة تليفونك مقفول 

مريم:معلش والله ياماما كان فى اجتماع مهم فالشركه وقبل الاجتماع طلبوا نقفل التليفونات 

ولما خرجت نسيت افتحه ،انا فرحانة اوى اوى ياماما الشركه حلوة اوى والمرتب والوظيفة وكل حااجة انا فرحانه اوى

زى ماانتى ديما بتقولى عوض ربنا بيكون ديما فوق ما نتخيل،اقعدى احكيلك

قصت مريم على والدتها كل ماحدث فى الشركه وانه تذكر والدها عندما اخبرته باسمها وعن تلك المتعجرفة التى اكتشفت انها تعمل فى نفس الشركه

 ورغم ذلك اشفقت عليها لما حدث لها فى الاجتماع امام الموظفين 

امل:ربنا يسعدك يابنتى ويعوضك خير انا متاكدة انك هاتكونى حاجة كبيرة زى ماابوكى كان بيقول 

اهم حاجة يابنتى تخلى بالك من نفسك وديما ربنا قدامك قبل كل شئ 

مريم: ادعيلى انتى بس ياست الكل 

نامت مريم وهى فى قمه سعادتها ووالدتها تتمتم لها بالدعاء 

وفى صباح اليوم التالى استيقظت بكل نشاط وذهبت الى العمل 

لتبدا رحلة جديدة فى حياتها لعلها تحقق شيء من احلامها التي ارادت تحقيقها مع والدها .

وفى اثناء خروجها من الشركه بعد يوم عمل شاق رأت تلك التى تتجنب رؤيتها من بدايه اليوم 

ديما بصدمه:انتى بتعملى ايه هنا 

مريم وهى تنظر بثقة:بشتغل فى حاجة 

ديما:يعنى ايه بتشتغلى ازاى وامتى 

مريم:من امبارح واتعينت هنا تحت التدريب .فى حاجه تانى ولا التحقيق خلص

انهت مريم كلامها وانطلقت الى خارج الشركه واستقلت تاكسى والاخرى مازالت تقف مكانها من الصدمه 

وليس ذلك فقط بل لانها ادركت وجود مريم فى اجتماع الشركه امس وما حدث فيه

عادل:ديما مالك واقفة كدا ليه انتى كويسة؟

ديما بضيق:اه مفيش حاجة انا بس سرحت شوية يلا سلام

عادل:تحبى اوصلك طيب لو باباكى مجاش؟

ديما : لا شكرا هاستنى بابا 

عادل بيأس: تمام بعد اذنك 

لم ترفض ديما عرض عادل لتوصيلها خوفا من والدها او رغبة فى انتظاره 

بل لانها كانت تطمح لاكبر من مجرد سكرتير رغم ماتشعر به من مشاعر تجاهه 

                                                                                                                  (احيانا يطفئ الطمع وهج القلب الى ان يتحول القلب الى رماد)

الفصل الرابع

عادت ديما مع والدها الى المنزل وظلت صامته الى ان لمعت فىى راسها فكرة خبيثة جعلتها تهب واقفة وترتدى ملابسها لتهبط الى شقة مريم

ديما بطرقات على الباب 

ديما:ازى حضرتك ياطنط امال عاملة ايه؟

امال بدهشة:الله يسلمك يابنتى خير فى حاجة؟

ديما: لا ولا حاجة انا بس كنت عايزة مريم هى موجودة 

امال:موجودة ياحببتى بس نايمه والله 

ديما:خلاص مش مشكلة ممكن لما تصحى بس تخليها تكلمنى او تطلعلى ياطنط

 امال:حاضر يابنتى 

بعد ساعتين خرجت مريم من الغرفة وهى تفرك عينيها لتخبر والدتها انها جائعه 

مريم:ماما انا جعانه اوى انتى فين؟

امال:انا هنا يابنتى تعالى فالمطبخ 

احضرت امال الطعام ووضعته امام ابنتها ونظرت لها بصمت

مريم:مالك ياامولة بتبصيلى كدا ليه دا كله عشان نمت 3 ساعات يعنى 

امال:انتى شفتى ديما فالشركه النهاردة يامريم؟

مريم: ياادى السيرة اللى تسد النفس ،بتسألى ليه؟

امال: اصلها جت وانتى نايمه وسالت عليكى ولما قولتلها نايمه قالت لما تصحى تكلمنى او تطلع عندنا

مريم:ودى هاتكون عايزة ايه منا لسه سيباها من كام ساعه قدام الشركة ،سيبك منها ياماما اكيد عايزة حاجة تافهه

امال:عيب يابنتى متقوليش كدا اطلعى شوفيها عايزة ايه يمكن هاتعرفك حاجة تفيدك فشغلك

مريم:وهى من امتى بييجى من وراها حاجة مفيدة ،عالعموم طيب هاطلع اشوفها عايزة ايه 

ارتدت مريم جلباب الصلاة وصعدت على السلم وذلك لخوفها الشديد من الاسانسي

 فهى دائما على قناعه ان الكهرباء ستنقطع وهى بالداخل وستموت فى غضون دقائق اما مختنقة او مزعورة \

وصلت مريم الى الدور الرابع وهى تلهث ووقفت اما شقة ديما واضعه يدها على الجرس وانتظرت بضع دقائق الى ان فتحت ديما الباب 

مريم:ماما قالت انك كنتى عيزانى 

ديما:اه تعالى اتفضلى يامريم 

مريم: لا معلش مش هاينفع ممكن تقولى عايزة ايه 

ديما : يابنتى ادخلى هو انا هاكلك مااحنا طول عمرنا بنزاكر هنا مع بعض وبعدين انا كنت عايزة اعتذرلك على سخافتى معاكى امبارح 

مريم: لا ولا تعتذرى ولا حاجه حصل خير هانزل انا بقى 

ديما: لا والله ماهتنزلى لازم تدخلى تقعدى معايا شوية وبابا وماما اصلا نايمين يلا بقى ادخلى \

دخلت مريم مع ديما الى غرفتها وجلست على السرير 

ديما:انا اسفة بجد عالكلام اللى قولته مكنتش اعرف انك هاتزعلى مع انك طول الوقت بتقولى ان عمو الله يرحمه كان بواب العمارة عادى وانك فخورة بيه 

مريم: ايوة طبعا فخورة بيه وهافضل طول عمرى كدا بس ميبنفعش تقولى انا مصحباها عشان بعطف عليها يا ديما عيب اوى الكلام دا

ولو كنت قبل كدا قبلت منك فستان او شوز فانا اخدتهم عشان احنا اصحاب مش عشان انا شحاته 

انتى عارفة ان بابا طول عمره بيجبلى كل حاجة اطلبها وعمره ماحرمنى من حاجة 

ديما: طبعا يابنتى انا مكنتش اقصد كدا خالص انا بس كنت نازلة متنرفزة عشان متاخرة عالشغل وبابا اتنرفز عليا \

مريم: حصل خير هانزل انا بقا 

ديما: ماشى تصبحى على خير، واه قولى لطنط امال ماما عايزة المحشى اللى كانت طلبته منها بكرة وسايبلها ال200ج دول معايا 

نظرت مريم الى ديما نظر مليئة بالشك واخذت منها المال وهبطت الى الاسفل

امال: ايه يابنتى كانت عيزاكى فأيه اتأخرى عندها ليه كدا

مريم: مفيش ياماما كانت بتعتذرلى عن اللى قالته عالسلم قدام باباها امبارح وادتنى فلوس المحشى اللى مامتها طلباه منك بتقولك عيزاه بكرة 

وتركت مريم والدتها ودخلت الى غرفتها ثم خرجت ونظرت الى والدتها بحزم

مريم:ماما اعملى حسابك ان الاكل وتنضيف الخضار والحاجات اللى بتعمليها دى هاتبطليها اول مايثبتونى فالشغل عشان انا مش عجبانى بهدلتك دى \

امال: بس يابنتى المصاريف كتير وهايبقى الحمل كله عليكى \

مريم: من غير بس ان شاء الله اول مايثبتونى مرتبى هايزيد وكل حاجة هاتبقى زى الفل يلات صبحى على خير عشان عندى شغل بدرى 

استيقظت مريم بعدها بساعات على صوت اذان الفجر فنهضت وادت فرضها ثم توجهت الى المطبخ تبحث عن طعام 

ووقفت فى طريقها امام مرآة صغيرة ونظرت الى ذلك البطن الصغير المعروف بالكرش

 ثم قالت ايه اللى بيطلعلى دا دانا حتى اكلتى ضعيفة لتجد صوت والدتها ياتى من خلفها 

ضعيفة ايه داانتى قربتى تاكلينى يابنتى انا بقيت اخبى منك الاكل اللى الناس بتطلبه لتاكليه هو كمان 

وضحكت مريم وامال وعادوا الى النوم الى ان اصبحت الساعه السابعه صباحا وخرجت مريم مسرعة الى العمل لا تعلم ما  ينتظرها هناك

الفصل الخامس 

عم عبده الفراش فالشركه: صباح الخير يامستر راغب مستر على بيبلغ حضرتك تجمع الشركه كلها فى اوضة الاجتماعات وتشغل الفلاشة دى على الشاشة بعد ساعه 

استغرب راغب من طلب عبده ولكنه هز راسه  بالموافقة واتجه الى مكاتب الموظفين ليخبرهم بالاجتماع وبعد ساعه وصل على الى الشركه ليجدها فارغة تماما الى ان خرج عم عبده من الاسانسير 

عم عبده:اتفضل يا على بيه اتفضل 

على : فى ايه ياعم عبده امال الناس راحت فين الكل اجازة النهاردة وانا معرفش عم عبده لا يابيه كلهم ف اوضة الاجتماعات زى ماحضرتك امرت 

على : انا امرت بكدا 

عم عبده: امال يابيه اتفضل 

ركب على الاسانسير واتجه الى الاعلى وعلى وجهه الكثير من علامات الاستفهام ليجد الجميع فى غرفة الاجتماعات فى انتظاره ولا  يعلمون ماذا يحدث 

وفور دخوله شغّل راغب الملف الموجود على الفلاشة 

ظهرتصورة مريم بجلباب الصلاة ثم صوتها وهى تقو

 (انا قبلت منك قبل كدا فستان او شوز عشان احنا صحاب انا مش شحاته ، اه بابا كان بواب وانا فخورة بيه جدا ومكنش ينفع تقولى بعطف عليها دى، خدى ال200د دول تمن المحشى اديهم لمامتك)

نظر الجميع الى مريم التى اوشكت على السقوط لولا تلك الفتاة خلفها اللى امسكتها بقوة ثم سقطت مريم بين يديها وقد فقدت وعيها 

ذهب الموظفين اليها بسرعه وخرجت ديما مسرعه من الغرفة خائفة من ان تكون مريم قد فارقت الحياة من الصدمه وركضت الى مكتبها 

يتبع………

ا 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة