الواقع خلف الأراضي السبع

الواقع خلف الأراضي السبع

0 المراجعات

من الميلاد  1960
تاريخ لا استطيع نسيانه لا يفارق ذاكرتى .
انا حمزة أو من الممكن أن تلقبونى بالمستقبل كما تعتاد ان تلقبنى  امى به دائما  .
فى الحقيقة هذا اللقب أخذ منى سنوات وانا لا اعلم هويته 
لماذا هذا اللقب لماذا كلمة المستقبل تحديدا وهل هذه الكلمة هى لقبى ام صفة تصفنى بها امى مع لمعة عينها وابتسامتها الجميلة كلما قالت ايها المستقبل كن جيداً .
كنت لا أفهم مامعنى هذا لماذا تنعتنى امى دائماً بهذا 
ولكنى ادركت كل شئ الآن .
أنا المستقبل وانا الماضى وانا ما بينهما من ترابط . نعم انا الحاضر هنا وانا الغائب هناك وانا راوى قصتى .

يا حمزة تعالى إلى هنا فوراً و كف عن اللعب حان موعد النوم  يا حمزة . 
حسناً يا أمى لكن أمهلينى خمس دقائقٍ فقط .
لا يا حمزة قلت فوراً أى فوراً.  
ها انا ي أمى  ها انا . 
لماذا تبدو غضبانا ي مستقبلنا 
امى . انا فى الثانية عشر من العمر و انتى مازلتى تصطحبينى عند اذان العشاء للنوم وتجعلينى ابدو مثل الطفل الرضيع امام اصحابى 
حسناً يا حمزة ارى انك كبرت فعلا ي حمزة ولكن هل كبرت لدرجة آلا أقلق عليك 
اخبرنى ي حمزة هل تعتقد انك كبرت لهذه الدرجة 
لا أعلم . لا أعلم ولكنى تعبت ي امى من كونى الطفل الرضيع الذى تصطحبه امه للنوم 
أهدأ ي حمزة واجلس . اظن انه الوقت المناسب لأخبرك بسرنا 
سر .؟!  أى سر اخبرينى. ما هذا السر. ارجوكى .
قلت اهدأ واجلس 
ها قد جلست . 
أتعلم يا حمزة كيف مات والدك ..؟ 
والدى ..!  لا . لا أعلم ولا أود ان أعلم 
أليس والدى هذا الذى هجرك منذ اول يوم ولدت فيه وجائك خبر وفاته وأنا في الثالثة من العمر حتى انه كما تزعمين لم يقم بزيارتنا ولا مرة واحدة على الاقل منذ رحيله عنا حتى خبر وفاته 
اهذا سرك السخيف . ؟ هذا السر لايشكل بالنسبة لى أى شئ 
لا اريد معرفة شئٍ عنه 
حمزة .. بنبرة حادة هكذا صاحت أمى 
يكفى أيها الاحمق انت لاتعلم شئ عن والدك لا تعلم لماذا هجرنا ولا تعلم إلى اين ذهب وأين مات وما مغزاه من هذا 
اى مخزى يا أمى اين المخزى من تركى وحيداً .؟ خرجت من فمى تلك الكلمات مع سيلان دموعى إلى ذقنى ونظرات أمى إلى التى تملأها الشفقة والحنين وبعضا من الخوف والتخبط ولم تنقطع تلك الدموع حتى قطعها صوت أمى 
يهمس . أكاد أجزم أنها لم تقصد قول هذا فى ذلك الوقت 
حمزة . مات ابوك لتحيا انت .!
وهنا بدأت ملامحى تتغير لا أدرى ما شعورى حينها 
كنت حزينا على سوء ظنى به وفى نفس الوقت لا ارى تفسيراً منطقياً لكلام امى ولكن أول شئ طرق باب بالى انه يحبنى وليس كما كنت أعتقد . 
أخذت أسرح بما قالت احاول ان اجد تفسيراً رغم انى اصدقها من اعماق قلبي. ولا اعلم حتى لماذا صدقتها هكذا 
أ لأن تلك هى الصورة التى يريدها عقلى وقلبى عن والدى ؟
حقا لا أعلم 
ثم ومن جديد قاطع كل تلك الاضطرابات المتسارعة والتساؤلات الواقعة منى على . صوت امى 
ابحر ي حمزة أبحر ي مستقبلنا . هذا هو السر يا حمزة ابحر حتى تجد الباب . ومن جديد اخذتنى التساؤلات أى باب وكيف أبحر ..؟ ولماذا من الاساس كل هذه الألغاز 
أمى . اشرحى لى ماذا تريدين منى وما مغزى السر ذلك حتى اننى لم افهمه يا أمى 
مستقبلنا .. انت . انت مستقبلنا ي حمزة 
لكن ي امى 
حمزة هيا اذهب الى غرفتك ونم 
امى ؟!
حمزة قلت اذهب الى غرفتك ونم 
لقد انتهى حديثنا يا حمزة هيا اذهب ونم 
حسنا يا أمى  
وبمجرد أن أغلقت باب غرفتى بدأت اسأل نفسى 
مامعنى كلام امى .؟    أبحر ! لماذا أُبحر فى الاساس .؟
وظللت هكذا لساعاتٍ حتى تمكن منى النوم أخيراً 
كنت أظن ان هذا اليوم هو أغرب يوم سيمر على 
ولكن ماحدث فى اليوم التالى كان خياليا 
استيقظ يا حمزة استيقظ انها العاشرة صباحاً وانت لازلت نائماً هيا استيقظ أيها الكسول 
استيقظ لأريك شيئاً  
حسنا يا امى ها انا قد استيقظت . ما الذى تريدينه منى 
حمزة أقرأ هذا 
لكن ماهذا  يا أمى .؟! يبدو انه كتاب 
لا  . ليس مجرد كتاب يا حمزة انه المستقبل . مستقبلك يا حمزة 
ماذا مستقبلى ؟ لكن كيف ..!
ها هو الكتاب يا حمزة انه ملكك الآن أقرأه وقتما شئت 
سأعد لك الفطور . 
وبعد مرور شهرٍ من هذا  شهر قد قرات فيه الكتاب لكن لم افهم شئ فأنا حقا لازلت طفل آن ذاك 
جلست لأمى . فسألتنى هل فهمت يا حمزة هل قرأت الكتاب من الاساس .؟
نعم يا امى قرأت لكن كله تراهات وخزعبلات يا امى 
انا لا أفهم شئ 
فتصدمنى ببسمة منها .! لا أدرى ما سرها 
وتقول ستعلم ما به ي حمزة لكن عليك ان تقوى نفسك  ومهارتك من اجل هذا اليوم  
الحقيقة . انى لم افهم كلامها حتى انى قد ظننت انها أصيبت بالجنون او شئ من هذا القبيل 
وما كان على سوى ان اسايرها لما تبدو عليه من جديدة فى حديثها 
ولا أخفى عليكم  نعم . لقد علمتنى أمى اشياءً كثيرة بعد هذا اليوم على مدار 15 عامٍ من ذلك اليوم  
صار عندى الآن 27 عام 
كبرت عما كنت عليه ولكن ما زلت انا. 
انا هو ذلك الصبى الاهوج المتسرع وانا هو ذلك المستقبل 
واما اغرب ما فى الأمر أننى الآن على مدن سفينة تسافر إلى أين لا ادرى  
فقط أعلم ان كل هذا من تدابير امى 
حمزة يا حمزة. ماذا تكتب ؟
لا شأن لك بهذا يا مالك   
اها . اذا اظن انه الغرام يا حمزة 
لا أيها الأحمق انها مجرد تراهات 
حسنا ارينى إياها . ان كانت تراهات كما تقول
خذ يا مالك أقرأ . لا ادرى ما الذى جعلنى اصطحبك معى من الاساس 
. من الممكن ان يكون اننى صديق عمرك هو ما قادك لأصطحابى أيها المستقبل  
لماذا أحس فى كلامك بعضاً من السخرية يا مالك ..؟
لا . لا.  دعك من هذا كله  سألقى نظرة على ما كتبت واقول لك 
. اها الآن فهمت . اظن انك كنت تكتب سيرتك الذاتية 
هذا جيد لكن هل ذكرت اننى اعز اصدقائك بها  
لا ايها الاحمق 
لماذا ي حمزة  لم تذكر هذا ..؟
من الممكن ان يكون السبب هو مقاطعتك لى ي مالك أليس هذا كذلك .؟
نعم . نعم أسف على مقاطعتك يا حمزة 
انظر انظر هناك ي حمزة اظن ان هناك شئ ما انظر يا حمزة 
حمزة  :ما هذا يا مالك  . يبدو أنه يتجه ناحية السفينة
انه اشبه بالوحش يا مالك احتمى يا مالك احتمى

اه 
أين أنا  .؟! هل انا ميت ..؟ لا لا بالطبع لا  كيف ساشعر بكل هذا الألم فى جسدى وانا ميت 
لحظة واحدة ما هذا انا على الماء دون غرق ودون بلل كيف .؟ ما هذا  هل أصاب الجنون عقلى وصار يوهمنى  
لا  . انها حقيقة  سأحاول الوقوف ها انا ذا. انه أمر مثير للدهشة يجب على تدوين هذا مذكراتى  
اه لابد انها . ضاعت منى بعد هذا الصدام العنيف
ما هذا الضوء الساطع فجأة يكاد ان يعمى عيناي  
حسنا سأقترب منه 
هذا الضوء أمره غريب كلما اقتربت كلما قل سطوعه وكأنه كان فقط يريد منى ان ألحق به واتبعه
لقد ذهب ذلك السطوع وها انا اقف الآن على ماء أمام باب اظن انه من الفولاذ باب غريب اشبه بجدار يحيط الأرض
هل كل هذا حقيقة  
أليست الأرض بيضاوية الشكل كما نعلم 
غريب الامر 
كنت اظن انها بيضاوية ولكن ها انا الآن أقف على ماء امام باب ام اقول جدار على حافة الارض 
ما هذه اللغة الرموز المنقوشة على الباب اظن على الاقتراب اكثر 
بالطبع الهيروغليفية ألهذا علمتنى امى إياها ..؟ 
مكتوب . لا خلاص لك إلا بفتح الدائرة 
ما هذا انها سخافة اى دائرة ما تلك الحماقة 
حسنا . اهدأ ي حمزة و ركز . ركز يا حمزة . لا خلاص لك إلا  
بفتح  الدائرة
كل ما على الآن هو العثور على دائرة سواء رسمة او رمز اوى أى شئ    

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة