جاسوس الكلمة .. الجزء الثاني

جاسوس الكلمة .. الجزء الثاني

0 المراجعات

عندما تم وقوع الاختيار على (سومرست موم )كان فى ذلك الحين موم كاتبا مشهورا تترجم كتاباته الى لغات عدة و يقيم بسويسرا لكن كان له اتصالات قوية بعدة موسسات بعدة بلدان مختلفة و علاقات قوية بشخصيات و كتاب و جمعيات ثقافية مختلفة فى عدة عواصم  وهذا قد اثار انتبة المخابرات البريطانية و ادركت انه من المهم أن يقوم شخص بتقديم خدمة لبلاده و فى نهاية عام 1915 التقى أحد رجال المخابرات البريطانية بالكاتب الشهير و عرض عليه الامر .

و على عكس ماهو متوقع رحب ( موم ) بالفكرة و أبدى استعداده التام للتعاون و القيام بكافة المهام المكلفة له من قبل بلده بريطانية لمراقبة العملاء الالملان و جواسيسهم هناك فى قلب روسيا .

وفى عام 1916 سافر (ويليام وايزمان) الى الولايات المتحدة الامريكية بحجة عمله كرئيس للمشتروات الخارجية لكن مهمته الحقيقية كانت ادارة عمليات المخابرات هناك و شن حملة دعائية ضخمة و مكافحة الجاسوسية حيث لم يكن جهاز المخابرات الامريكية قد تكون بعد و من موقعه هناك استطاع وايزمان ان يرتبط بصدقات مع رجال و مستشارى الرئيس الامريكي بحيث كانت بريطانية هى فعليا  هى التى تدير سياسة الرئيس الامريكى انذاك (ويلسون).

و على الرغم من اختيار (وايزمان) ل (موم) كان يحمل شيء من المخاطرة لكن كانت موافقة موم على قبول العمل و المخاطرة هى من اثلجت صدر رجل المخابرات البريطاني وبدء موم فى اعداد حقيبته و ملابسه و شد الرحال الى بيتروجراد و عند وصول موم ادرك ان المكان يختلف تمام الاختلاف عن مناخ سويسرا الذى اعتاده لقد كان النقيض تماما  … فى كل شيء

كانت بيتروجراد أشبه بمستودع ضخم للقمامة يذخر ب الاف المجانين السياسين و الغاضبين و الثائرين على الاوضاع فى ذلك الوقت و كان موم الرجل السويسرى الانيق و ملابسه المصنوعه من الصوف فى جو اغسطس 1917 و حذائه اللامع و عصاه ذات الراس المصنوع من العاج  كان جاذبا للانتباه و الشكوك .

خاصة ان تبريره الذي قدمة لكى كسبب لترك هدوء سويسرا و اقحام نفسه فى هذا الجحيم بيتروجراد هو انه ككاتب يريد ان يعيش داخل اجواء فكرة روايته الجديدة و بالنسبة لروسيا التى تعيش ويلات الحرب و الفقر كان هذا التبرير يبدو سخيفا الى حد كبير لذلك كان من الطبيعى ان تحيط الشكوك بالكاتب الى حد كبير.

لكن( موم )كان أبعد ما يكون عن الشكل التقليدى او المتصور للجاسوس فابلاضافة الى مظهره الملفت للانتباه و المثير للدهشه و على عكس ما يميل اليه الجواسيس فى المعتاد الى عدم لفت الانتباه كان موم ايضا ضعيف البنيه  خافت الصوت كثير السعال بسبب اصابته بسل رئوي قديم .

و بناء عليه لم يتم اعتقال (موم) بل و سرعان ما تناسي الجميع أمره و تجاهلوا وجوده و كان هذا أفضل ما يتمناه الكاتب الذي راح يدرس الامر و يجمع المعلومات و يسعى الى تحليلها ثم يرسل كل ما لديه الى (وايزمان) .. و كان اول ما ادركه الكاتب( موم )هو انه قد وصل متأخرا للغاية ……

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة