جاسوس الكلمة ..... الجزء الرابع و الاخير
لقد ادرك موم بالفعل انه فى خطر كاد ان يفتك به فهو محاصر داخل روسيا كانه فى فخ كبير و طالب البريطانيون بضرورة العمل علي اخراجه من ذلك الفخ و اعادته الى سويسرا باية وسيله فلقد ارسلت انجلترا مدمرة حربية كاملة من اجله .
و كان على الكاتب الشهير ان يلعب دور الجاسوس بحق و التخفى للتسلل الى الساحل و الفرار بزورق صغير لنقطة الالتقاء و تعطل قبل ان يبلغ المدمرة مما اجبرة على السباحة فى المياه البارده حتى نقطة الالتقاء و قد كان لتلك المغامرة تأثيرها البالغ عليه حيث تدهورت صحته اكثر حتى انه بلغ سويسرا فى هيئة اشبه بالهيكل العظمي و شاحب الوجهه كالموتي و اصبح موم نزيل واحده من اشهر المصحات السويسرية .
فى ذلك الوقت اقنع وايزمان الرئيس الامريكي ويلسون بالقيام باكبر حماقة عسكرية سياسية فقد اقنعه بشن حملة عسكرية على حكومة روسيا البلشيفية لاجبارها على الاستمرار فى حربها ضد الالمان فقد تم انزال قوات الحلفاء فى روسيا بدعم ثلاث عشرة الف جندي امريكي و القيام بعدد من العمليات السرية داخل روسيا لتحطيم النظام البلشفي فى مهده و دعم الجبهة المعادية للبلاشفة علانية .
ولكن تلك الحماقة قد غيرت وجه التاريخ بما صنعته من عداء قوي و دائم بين النظام البلشفى و كل الانظمة التى عادته و على راسها النظام الراسمالى الامريكي . اما موم فقد تعافى بعد فترة من الوقت و صار كل همه ان يثبت لجهاز المخابرات البريطاني انه كان جاسوسا مخلصا و ان كل تقريره حقيقية وواقعية ولكن لم يعلق احد و لم يفكر منهم فى اسناد اى مهمه جديده له .
و ادرك موم ذلك متاخرا مما جعله ان يتخذ قرار تمرديا و اصدر كتابا شهير (كنت جاسوسا ) وكان الكتاب فى ذلك الوقت قنبلة فى الاوساط الادبية و السياسية فلم يتصور ان ذلك الكاتب الشهير عميلا للمخابرات البريطانية و من المؤكد ان الروس قد عضو بنان الندم لانهم تركوه يتجول فى بلادهم و يحصل على المعلومات بكل بساطه و تنمو لو انهم سحقو اناقته المفرطه و غرورة
و لم تعلق المخابرات البريطانية على كتاب موم .. و تجاهلته السلطات الامريكية تماما اما الروس فقد انكرو ان يكون موم قد دخل الى بلادهم و على الرغم من كل هذا فقد حقق الكتاب مبيعات هائلة و قياسية فى ذلك الوقت حتى ان موم لم يعد يعترف سوي انه كان يوما اديبا جاسوسا جاسوس الكلمة …
