رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٠

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١٠

0 المراجعات

خرجت من غرفتها و ذهبت إلي غرفتي و أخذت أفكر في أمر فادي و ما سأفعله حينما أراه، فلا أعرف حقاً كيف سيكون شعوري حينها، سعادة و فرح بعودته أم ضيق و غضب لبعده الغير معروف سببه أم قلق شديد لما أخبرني به أبونا بخصوصه، و لكنني إستسلمت في النهاية إلي الإنتظار حتي يأتي المساء وقتها سأذهب إلي هناك و سيتضح كل شئ.
و في المساء كنت أقف عند ناصية الشارع المؤدي إلي الكنيسة و التي كانت علي مرمي البصر بينما كنت أقف أترقب بلهفة وصول فادي و .... 
و رأيته، و خفق قلبي بين ضلوعي لرؤيته، و تابعته أثناء دخوله مبني الكنيسة و أنتظرت .... و مرت ساعتان و لم يكن قد خرج بعد، فبدأت أتململ في مكاني و .......... 
و لم أعد أحتمل الانتظار أكثر من ذلك و قررت الذهاب لرؤيته بالداخل، و سرعان ما توجهت إلي الكنيسة و دخلت و ما هي إلا بضع خطوات و وجدت أبونا بولس و حوله مجموعة من الشباب يتحدثون إليه و حينما انتهي توجهت إليه و حينما رآني رحب بي قائلاً:
كيف حالك يا ابنتي، هل رأيتي فادي و تحدثتي ؟
هوي سؤاله علي أذني كالصاعقة، و حاولت أن أتماسك و أنا أجيب:
رأيته من بعيد عندما أتي و أنتظرته ساعتين كاملتين و لم أراه قد خرج فقررت أن أدخل لأراه و ها أنا أمامك و من المفترض أنك أنت من تجيبني علي هذا السؤال ....
اندهش أبونا لكوني حقاً لا أعلم، فأجابني بنفس ملامحه التي لازالت تحمل تلك الدهشة:
لقد أتي و خرج بعدها بحوالي ربع ساعة علي الأكثر، فلم نجلس طويلاً و ........
قاطعته بحدة:
كيف خرج و أنا أقف أمام المبني و لم أغفل طوال ساعتين كاملتين و لا أعتقد إنه ......
و هنا شعرت بنبرة صوتي تعلو و بدأت أنفعل رغماً عني و أدركت أن أبونا الروحي هو من يقف أمامي فصمت و أحمر وجهي و عيني و بدأت عيني تلمع و دمعت بالفعل، و اقترب أبونا مني و وضع يده علي وجهي ماسحاً دموعي بكفه قائلاً: 
فادي في محنة كبيرة ....
عليكي الوقوف بجانبه ليتخطاها ....
انه في اختبار صعب ....
لقد خرج فعلاً ....
ربما لم تريه ....
و لعل للرب حكمة في عدم رؤيتك له اليوم ....
نظرت إليه في صمت و حيرة ثم أستأذنته و غادرت الكنيسة و لا أعلم أين يمكن أن أجد فادي، فأنا لا أعلم حقاً أي شئ عنه يمكنني من خلاله الوصول لمكانه، و أصابني الندم أنني لم أوقفه عندنا شاهدته يدخل الكنيسة و قمت بلوم نفسي بشدة علي فكرة الإنتظار حتي يخرج، و لكنني أردت أن أتحدث معه بعد خروجه لأعرف منه كل شئ بالتفصيل بعد مقابلته لأبونا و بينما أنا أفكر في الأمر و ألوم نفسي فإذا بي قد اقتربت من بيتنا و صعدت درجات السلم و وصلت للباب و ما إن فتحت حتي سمعت  صوت أختي يأتي من داخل غرفتها .... لم يكن عالياً لكن مسموعاً نوعاً ما و ميزت أنها تضحك و ......
و لكن مهلاً لم تكن نيفين بمفردها، هناك شخصاً آخر معها بالداخل .. لم تميز أذني حديثهما الخافت نسبياً و .....
و هنا تجمدت في مكاني لا أعلم ماذا أفعل ....
مجرد الفكرة جعلتني اتسمر في مكاني أكثر ....
كان نور الشقة مطفأ فأغلقت الباب بهدوء، و لم أحرك ساكناً و حاولت أن أكدب نفسي و لكن لا ....
انها صدمة بكل المقاييس ..
ما أسمعه حقيقي ..
هناك رجل غريب بالداخل مع أختي، و دارت أفكار كثيرة في رأسي ....
نيفين
أختي الكبيرة
هل بقاءها وحيدة دون زواج و هي التي تجاوزت الأربع عقود بعامين أمراً قد أصابها بالحرمان بالفعل؟
أعتقد أنه أمراً يصعب احتماله ....
لكنه لا يبرر أبدا أن تأتي برجل غريب إلي شقتها و لا يبرر ما اتخيله يحدث الأن داخل الغرفة ....
إنهما مندمجين للغاية ....
و ما أسمعه صعب جداً ....
أغلقت عيني بشدة فلم أعد أحتمل ....
لم أعد أستطيع التحرك حتي ....
و لم تعد قدمي تحملني ....
فجلست علي الأرض و ما زالت أسمعهم ....
شعرت بقلبي و قد انسحب من جسمي الذي أخذ يرتجف بشدة و عجز عقلي عن التفكير و أخذ العرق يستصبب علي وجهي و جسمي و ......
و لم أطيق سماع أكثر من ذلك و لم أحتمل بالفعل فأستجمعت قوتي و نهضت و أقتربت أكثر ....
و أكثر ....
و أكثر ....
لقد أثارني ما يحدث بالداخل فلم تعد بي أعصاب لأسمع أو أتخيل أكثر من ذلك فلقد  قررت اقتحام الغرفة لأري ذلك المشهد الذي حتي الزهايمر لن يكون قادراً علي محوه ....
أختي علي فراشها و الشخص الذي ما إن رآته عيني بجوارها حتي تألم قلبي في نفس اللحظة إثر كل نبضة صدرت منه و شعرت بدوار عنيف يعصف بي و ..... و سقطت أرضاً من هول الصدمة ..
صدمة رؤيتي لنيفين و ......
و فادي ....
و قد جمعهما فراش واحد ....

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة