رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١١

رَوَتْهُ راهِبة: الجزء الأول - حلقة ١١

0 المراجعات


ما علمته بعدها هو أن فادي نهض و انهال علي نيفين ضرباً تاركاً المنزل و هي في حالة سيئة بينما كنت لا أزال فاقدة للوعي، و اختفي فادي بعدها و كأنه لم يأتي أصلاً إلي الدنيا........
فبعدما أفقت وجدت أختي أمامي في حالة مذرية، و لكن مجرد رؤيتها كان كفيلاً بإنهياري عصبياً مما جعل الجيران يأتون علي صراخي و صراخها أيضاً و لا يعرفون سبباً لذلك، و بعدها فقدت الوعي مرة أخري و من ثم فقد اتصلوا بالاسعاف  لأستعيد بعدها وعيي لأجدني علي سرير و أمامي فتاة حسناء ميزت أنها ممرضة و التي ما إن رأتني حتي ضغطت علي زر موجود بالجوار قائلة:
الحالة قد استعادت وعيها أخيراً ....
كنت أفتح عيني بصعوبة بالغة و أحاول إستعادة كامل وعيي و أتذكر كل شئ و  و الأهم من ذلك أن أحدد أين أنا بالضبط و ها أنا أتذكر ببطء اللحظات الأخيرة قبل فقداني الوعي و بصوت خرج مني بصعوبة حتي أني قد تفاجئت بذلك، سألت الفتاة:
أين أنا؟
نظرت إليا الفتاة نظرة حانية و أقتربت مني قائلة:
حمداً لله علي سلامتك، أسبوع مضي علي وجودك هنا و لم تستعيدي وعيك إلا الأن .. 
سرت في جسدي قشعريرة باردة حينما نظرت حولي فوجدت شباك وحيد في الغرفة بجانبه رف فوقه بعض الفازات التي تحتوي علي الزهور الرائعة متعددة الألوان و علي الجانب الأخر رف آخر عليه بعض الكتب و كان أمامي مباشرة شاشة تليفزيون  ثم عاودت النظر إليها و كررت سؤالي:
أين أنا؟!....
هنا دخل إلي الغرفة شاباً يبدو في أوائل الثلاثين من عمره ناعم الشعر، أبيض البشرة، نحيل نسبياً، يرتدي بالطو أبيض مبتسماً إبتسامة واسعة فقلت لنفسي إذا كانت هذه ممرضة إذاً سيكون هذا بالطبع الطبيب، و بينما كنت سألقي سؤالي للمرة الثالثة سمعت صوتاً مألوفاً يأتي من خلف الشاب قائلاً:
شكراً للرب علي سلامتك يا مريم يا ابنتي لقد كنت أصلي كثيراً من أجلك، و ها أنتي الأن قد استعدتي وعيك أخيراً ..
كان هذا الرجل هو ....
أبونا ....
بولس منكاريوس ....
الذي أخبرني بآخر ما كنت أتمنى سماعه في تلك اللحظة ....
و هو أنني أصبحت جليسة مصحة نفسية أتلقي العلاج بعد تدهور حالتي النفسية التي تعرضت لها من هول صدمة ما رأيت، و وضع يده علي وجهي و بإبتسامته المعهودة طمأنني قائلاً:
أعدك أن تخرجي سريعاً من هنا، و أجيبك عن عشرات الأسئلة التي تدور في رأسك و ....
و بمنتهي الهدوء أخبرني بأن هذا هو دكتور رامي الطبيب المعالج الخاص بحالتي و أنا من معه هذه فتكون كريستينا الممرضة المساعدة له ....
و بعدما قام رامي بالكشف عليّ و طمأنني علي استقرار حالتي استأذن أبونا منه و من الممرضة ليبقي معي بمفرده فرحب رامي بذلك و لكن لنصف  ساعة فقط ....
و عندما غادرا الحجرة التفت إليّ قائلاً:
مريم يا ابنتي، ما سأقوله لكي ربما ليس مناسباً الأن، و لكن كثرة التفكير الأن سيرهقك أكثر و أكثر إذا فأستمعي جيداً لما سأقول و أثق في قوتك و قوة تحملك، فإنهيارك كان مرة واحدة فقط، أما تلك المرة فقوة إيمانك قد بلغت حد السماء و بركة الرب تشملك الأن ....
و استرسل في الحديث ....
و وجدت إجابات لكل ما كنت أريده معرفته ....
و .....

و رغم كل ما سمعته من مفاجآت …
فحقاً لم أنهار ثانية ....
بالفعل ....
كما قال ....

 

تابعونا

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
اسلام ابراهيم
المستخدم أخفى الأرباح

articles

460

followers

613

followings

116

مقالات مشابة