حكاية سبعه صبايا في قصبايا

حكاية سبعه صبايا في قصبايا

0 المراجعات

حكاية ﺳﺒعة ﺻﺒﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺒﺎﻳﺎ

من الفولكلور التونسي

إنتقام القطة (حلقة 1 )

ﻛﺎﻥ يا مكان في قديم الزّمان  تاجر رزقه الله سبعة بنات ما شاء الله جمال وعقل ، توفّيت ﺍﻣﻬﻢ ﻭﻛﺎﻥ ﻫﻮ أﺑاﻫﻢ ﻭﺍﻣﻬﻢ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻭ بالغ في تدليلهن ،ولا يترك شيئا إلا إشتراه لهنّ،وكلّ أهل الحيّ يحسدوهنّ على حياة العزّ والرّفاهية . أحد الأيّام أراد الرّجل أن ﻳﺰﻭﺭ ﺑﻴﺖ الله ،ولمّا جاء ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺤﺞّ ﻭاقترب موعد سفره زادت حيرته ، وتساءل: كيف سأفعل مع السّبعة بنات ليس لي أحد من الأهل في المدينة ،هل أتركهن ّبمفردهنّ ﻭأﻤﺸﻲ ؟ ثمّ فكّر طوال الليل و في الصّباح نزل إلى السّوق ،وإشترى لبناته كلبا ،وديكا ،وقطة ،و حمارا ،وأﻭﺻاهم أن لا تغفل عيونهمّ ﻋﻠﻴﻬنّ ، ﻭقال للبنات :عندكن جميع ما تحتجن إليه خلال عام كامل من الدّقيق والقديد والزّيت والسّكر والشّاي ﻭﻛﻞ ما يلزم.فلا تذهبن إلى أحد ،ولا تفتحن الباب مهما حصل ،وإذا إحتجتنّ إلى شيئ  تصعد إحداكنّ للسّطح وتنادي جارتكنّ دوجة  ،ولمّا أرجع سأدفع لها ثمن ما أعطته لكنّ من حاجيات .

ثمّ ﻭﺩّﻋﻬن، ﻭ رحل مع القافلة . أحد الأيّام كانت البنت الصّغرى تقشّر السّمك فشمّت القطة الرّائحة ،وبدأت تدور في المطبخ وتموء ،لكن البنت ضربتها بالمكنسة، وصاحت :أغربي عن وجهي يا لعينة !!! فغضبت القطة ،وقالت لها: سترين ما أفعله بك ،وسأجعلك تندمين أنت وأخواتك ،فدخلت إلى الدّهليز  وبالت على علبة الكبريت ،وحين جاءت البنت لتطبخ العشاء وجدت العلبة مبتلة ،وقد فسد ما فيها من أعواد ثقاب ،فصعدت إلى السطح  ونادت الجارة لكنها لم تكن في بيتها ،فقالت من أين سآتي بالكبريت في هذا الليل فأبونا أوصانا أن لا نكلم أحد ،!!! سمعها الدّيك فقال لها أرى نارا من بعيد ،قالت البنت نعم :إنها وسط الغابة ،وكلمت إخوتها ،فخرجن وإتبعن النار حتى وصلن إلى دارعليها سور عالي ،فدقت البنت الكبرى الباب ففتحت لها امرأة  تخفي وجهها بطرف ثوبها، وقالت لها بصوت أجشّ :ماذا تريدين مني؟ ألا ترين أنّ الوقت متأخّر ؟ 

فأشارت لفتاة  للحطب المشتعل ،وأجابتها :عذرا يا خالة ،أنا وإخوتي نحتاج لعود نار كي نطبخ عشاءنا !!! ابتسمت المرأة بمكر حينما رأت سبعة صبايا سمينات ،فقالت لها :سأحضر سكينا، واقطعي به عودا ، دخلت المرأة وكشّرت عن أنيابها ،فلقد كانت غولة ،والبنات لا يعرفن ذلك ثم أخذت أحد سكاكينها الكبيرة وشحذته حتى أصبح حادّا ،ثم سلمته للبنت ،وحين كانت تقطع العود جرحت إصبعها ،فبدأت في البكاء ،وفي طريق العودة سال دمها ،وكان الكلب يركض  وراءها ،ويردم قطرات الدم ،لكن القطة  الخبيثة تحفر عنه ،لتراه الغولة ،ولمّا عادت البنت إلى الدار ضمّدت جرحها  بخرقة قماش ،وطبخت الأخوات طعامهنّ ، وتركن جمرة في الكانون ليشعلن منها النار ،ثمّ نمن مبكرا كعادتهنّ لكي لا ينفذ الشّمع .

في نصف الليل خرجت الغولة ،واتّبعت أثار الدّم ،وهي تحاذر أن يراها أحد ،حتى وصلت لدار التاجر ،وﻗﺎﻟﺖ: هذه الليلة سآكل الكبرى  !!! إقتربت من الباب ،وبدات  ترقص ﺗﻐﻨّﻲ بصوت منكر :

سبعة صبايا في قصبايا

الأولى من السّبعة

اعطيتها  عود النّار

فطبخت الليلة

والآن جئت أعمل وليمة

كسكسي وشربة

باللحم والشّحم مليئة

ﻭﺍﺫﺍ بالحمار ينهق و يجيبها: ﺳﻴﺪﻱ أﻭﺻﺎﻧﻲ ﻋﻠﻴﻬنّ، ﻭﺍﻟﻠﻪ لا ﺗﺬﻭقهنّ.فارتمت عليه وأكلته ،ورجعت لدارها شبعانة ،ثم قالت في نفسها : لم يكذب من أسماك حمارا ،ولو أغلقت فمك، لكنت لا تزال على قيد الحياة!!! وعلى كلّ حال فلحمك ليس طيّبا ، ولم أطبخك كما أشتهي .وفي الغد لمّا إنتصف الليل رجعت، ومثل العادة بدات تغني : ﺳﺒﻊ ﺻﺒﺎﻳﺎ ﻓﻲ ﻗﺼﺒﺎﻳﺎ ..

...

 

حكاية سبعة صبايا في قصبايا

من الفولكلور التّونسي

رماد الكلب (حلقة 2 والأخيرة )

صاح الدّيك : ﺳﻴﺪﻱ أﻭﺻﺎﻧﻲ ﻋﻠﻴﻬن ،ﻭﺍﻟﻠﻪ ما ﺗﺬﻭﻗهنّ ، ردّت عليه : ما أقبح لسانك ،سأعلّمك الأدب !!! ثمّ قفزت عليه في السّطح ،وأكته بريشه ،ورجعت تغنّي ،وقف الكلب و بدأ ينبح بقوة، وقال : ﺳﻴﺪﻱ أﻭﺻﺎﻧﻲ ﻋﻠﻴﻬﻢ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﺬﻭقهنّ ،خافت منه ،وهربت دون أن تلتفت ورائها، ولمّا وصلت لدارها، قالت: في نفسها :ما هو الحلّ ؟ فذلك الكلب يمنعني من الإقتراب من الأخوات السّبعة  !!! في الليل،ﻟﺒﺴﺖ ﻓوطة، ﻭﺗﻨّﻜﺮﺕ . ﻭ حملت ﻣﻌﺎﻫﺎ ﻗﺼﻌﺔ ﻋﺼﻴﺪﺓ بالزّبدة والعسل ،ثم طرقت ﺍﻟﺒﺎﺏ، ﻭإدّعت أنها  ﺧﺎﻟﺘﻬنّ مبروكة،فاختفين، ولم يجبنها ،فصاحت ويحكنّ يا بنات، جئت لأسئل عن حالكنّ ،ولقد أوصاني أبوكّن الله يحفظه أن آتيكن بطعام ونسهر معا وأقصّ عليكنّ حكاياتي الجميلة ،و  البارحة منعني ذلك الكلب اللئيم  من الإقتراب ،ومزّق فوطتي الجديدة بأسنانه ،ولم أهرب منه إلا بشقّ الأنفس .
أطلّت البنات السّبعة من شقّ في الباب ،فرأين امرأة تلتحف سفساري ،وتخفي وجهها ،وفي معصميها أساو ر الذّهب ،وتحمل فوق رأسها قصعة تفوح منها رائحة العصيدة بالزّبدة ،فرحت البنات فهنّ لم يذقن طعم الزّبدة منذ مدة طويلة ،فقلن : لها إبق معنا يا خلة ،فنحن نحسّ بالملل ولا أحد يجيئنا أو يحمل لنا شيئا ،ولقد مللنا من أكل القديد ونشتهي سمكا ولحما طازج ،لمعت عينا الغولة ،وأجابتهن سآتيكن بكّل ما تشتهينه ،لكن الأوّل عليكن بالتخلص منذلك  الكلب !!! لكنّ البنت الصّغيرة ،حذّرتهن ،وقالت :لا أثق في تلك المرأة ،فلماذا تخفي وجهها ؟ ولم أسمع أنه لنا خالة إسمها مبروكة ،ثم أين ذهب الحمار والدّيك ؟ فإني لا أراهما !!! أجابت إخواتها : يبدو أنك تريدين أن تنكّدي علينا ليلتنا ،سندخل تلك المرأة ولن يعلم أبونا بشيء ،قالت الصّغرى ستندمن على ذلك ،فأمسكن بها من شعرها، وضربنها بشدّة وقرصن جلدها ،ثم إجتمعن عل الكلب فقتلنه ،ورمين به على السطح ،فرحت الغولة، وبدأت تغنّي :
الكلب قتلته صاحباته
ورمين به فوق سطح الدّار
سآكلكم واحدة بعد الأخرى
ولن يحسّ جيرانكم
أو يسمعوا الأخبار
لكن تحرّك الكلب الميّت ،وأجابها :لقد أوصاني عليهم سيّدي ،والله لن تذوقينهم ،فهربت الغولة ،وهي تصيح : يا جرّاي علي ّ ،يا نبيح الكلب عليّ ،وفي الغد رجعت في الليل، وقالت للأخوات : لا بدّ من حرق الكلب، فأشعلن الكانون ورمينه فيه ،ففرحت الغولة ،وإقتربت من الباب وهي تغني سبعة صبايا في قصبايا ،لكن الكلب تكلّم من وسط الرّماد ،وقال : سيدي أوصاني عليهم والله لن تذوقينهم ،فهربت وهي تصيح يا جرّاي علي ّ ،يا نبيح الكلب عليّ ،وفي الغد لمّا حلّ الظلام جاءت إليهنّ،وطلبت منهنّ رمي الرّماد في البئر ،لكن الكلب تكلم ،فهربت كعادتها ،وكلما كانت تجيئ تسمع صوت الكلب يقول سيدي أوصاني عليهم ،والله لن تذوقينهم ،فاحتارت ،ولم تعرف ماذا تصنع .
وفي أحد الأيام رجع الأب ،وسألهنّ عن الدّيك والحمار والكلب ،فجاءت البنت الصغيرة ،وأخبرته بكل ما حدث ،فقال لبناته: أختكم الصّغيرة على حقّ ،فأنا ليس لي أخوات ،وتلك المرأة غولة إتبعتكم ،وعرفت داركم ولولا إخلاص ذلك الكلب لأكلتكم !!! لكنّي سأنتقم منها ،فجاء أمام الباب وحفر حفرة كبيرة وأشعل فيها النار ثم غطاها بحصيرة ونثر عليها الرمل لكي لا تظهر وفي منتصف الليل جاءت الغولة دون أن تحدث ضجّة ،وإقتربت من الدّار، لكن لم تسمع صوت الكلب ،فبدأت ترقص وتغني :
إسترحت منك
أيّها الكلب القوّاد
رموك في البئر
بعدما أصبحت رماد
و مازلت تنبح على العباد
لكن لما مدّت ساقها لتمشي، وقعت في الحفرة ،واشتعلت فيها النار،وخرج الأب وبناته فرموا عليها الأحجار حتى ماتت ثم أخرجوها، ورموها للكلاب ،وفي الغد ذهبوا لمنزلها ووجدوا في الدهليز صندوقا من الذهب وأخذوه ،وأصبح ذلك التاجر من أعيان البد وبنى مكان داره قصرا واشترى كلبين ليحرسوه ،أما البنات فعشن في خير ،وتعلمن أن يحترمن أختهن الصغيرة فالعبرة ليست في السّن بل في العقل ..
...
إنتهى

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Aya elyabany
المستخدم أخفى الأرباح

المقالات

19

متابعين

26

متابعهم

2

مقالات مشابة