مملكة غدين {وعيش احمد فيها}

مملكة غدين {وعيش احمد فيها}

0 المراجعات

             السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

             قصة: مملكة غدين{وعيش أحمد فيها}


أنا اسمي أحمد محمد، عمري اثنان وعشرون عامًا، وأنا من أرض من أراضي الصعيد، تحديدًا من محافظة قنا. توقفت عن الدراسة في السنة الأخيرة للثانوية. وكان هناك فتاة تُدعى "هبة"، كنت أحبها منذ الإعدادية، ولكنها لم تكن تعلم بحبي لها. كان هذا الأمر صعبًا عليّ كثيرًا، ولم أكن أرغب في إخبارها، لكي لا يشتت انتباهها عن دراستها. كنت أراها نادرًا، وتوقفت عن الدراسة بسبب الظروف الصعبة، بما في ذلك الوضع المالي الصعب، فتوقفت عن الدراسة للعمل ومساعدة أبي أساعد أبي في مصاريف البيت.

وعندما تخرجت "هبة"، كان عمري ثلاثة وعشرين عامًا. ذهبت لتقديم نفسي لـ "هبة"، وعندما وصلت إلى بيتها، وأخبرت والدها بأنني سآتي لطلب يدها، رفضني بظنه أنني لن أكون قادرًا على جعل ابنته سعيدة كما يفعل هو.

وكان الأمر أكثر صعوبة؛ مما يمكن أن يتحمله أحمد، حيث ذهب حب حياته بعيدًا، وتركه وحيدًا في هذا العالم البارد. ومع رفض والد هبة لزواجهما، انهارت أحلامه بالمستقبل.

وكانت الأيام مليئة بالحزن واليأس، ولكن في طريقه إلى اليأس، ألقت عليه ذكرياته بلحظاته الجميلة مع هبة. تذكر حينما كان يراها تضحك بابتسامة جميلة، وظل ناظرًا إليها كأن قلبه يقول "عجبًا على، فتاة أحببتها منذ أول رؤيتي لها، وجعلت حياتي أكثر جمالًا عندما رأيتها.، لكن القدر كان قاسيًا في الفصل بينهما."

أصبحت حياة أحمد كركبة في عاصفة، حيث تحولت التحديات إلى عواصف هائجة. وبينما كان يعاني من هذه الضربات، ظلت عزيمته تتغلب على كل تحد يعترض طريقه. بدأ ينسجم مع حياته برغم الصعاب، وكأنه يعيش لحظة بلحظة، في انتظار ما قد يخبئه له القدر في المستقبل….


 

ثم كان يتمشى في خيبة أمل، وكلام والد هبة يدور في عقله ويتردد. ثم وجد نفسه في مكان غريب، حيث يوجد باب كان مرسومًا عليه نقوشٌ غريبة وجميلة للغاية. في مكان منعزل، القليل سُكن فيه. ثم دخل إليه بحجة الفضول، فمن المبدع الذي رسم هذه النقوش الملهمة؟ ثم انتقل إلى مكان غريب داخل الباب، ووجد نفسه في مكان... كان الأفق يشكل لوحة فسيفسائية من الغموض والإمكانيات. في هذا العالم الجديد، وجد أحمد نفسه محاطًا بمشاهد جديدة، ألوان غريبة، وثقافات متنوعة. وكأن القدر يريد منه أن يعيش متعة الحياة مجددا. ولم يفكر في الباب أو شي، فسحرت من جمال المكان 

ثم بدأ يتمشى فيه، ويذهب إلى مكان عديدة، وكل مكان يحتوي على جمال خاص به. ثم قال "سأرجع وأحضر أبي ليرى هذا الجمال". ثم بدأ في العودة، ولكن لم يجد الباب الذي دخل منه، وبدأ في البحث كثيرًا، وحل الليل عليه، ونام من تعبه في ضوء القمر الذي يحلى جماله عند رؤيته. نام من كثرة تعبه، ثم صحى على صوت فتاة جميلة توقظه من النوم وكان يوجد ألم في رأسه، وتقول له "قم يا هذا، لماذا أنت نائم هنا، وليس في منزلك؟" فقال لها إنه جلست لوقت متأخر هنا من الليل فنام، ولم يخبرها بأنه لا يعرف الطريق للعودة.. ثم قالت له "حسنًا، اذهب إلى منزلك، لأني رأيت نبض يدك ضعيفًا، ويظهر عليك الجوع والإرهاق، وخشيت أن يكون لك شيء. فحصتك، ولكن لا تقلق، عندما تأكل ستعود إلى صحتك.". وبدأت تخبره أين تسكن، فقال لها "لا أعلم، فأنا جئت إلى هنا البارحة، ولا أعرف نفسي أين أنا. لقد بحثت كثيرًا لأجد المكان الذي دخلت منه، ولم أجده. أنا أول مرة أتيت إلى هنا، ودخلت إلى هنا بصدفة". وقالت له:" لماذا أخبرتني بأنك؟ جلست لوقت متأخر هنا؟ "قال لها "كذبت، لم أكن أريد أن أخبرك بأنني لا أعرف". ثم قالت وهي تضحك ضحكة خفيفة "أنت في مكان يُدعى مملكة غدين". وقال "ماذا؟ ألست في مصر؟" ردت "وما هي مصر؟" فقال لها "إنها بلدي، ولكن كيف جئت هنا، وليس هناك بلد يُدعى مملكة غدين؟ هل هي عاصمة جديدة في مصر؟" أجابت "لا أعلم ما تقول، ولكن هناك ممالك كثيرة مثلاً...".

(مملكة غدين، مملكة عين، وغيرها من المماليك)،ويوجد ما اقل من المماليك يدعي بلاد

 ولا يوجد مكان اسمه مصر. فأنا أعمل طبيبة، ذهبت إلى معظم الممالك، وبعض البلاد  ولم أصادف يومًا مملكة تُدعى مصر. 

بدأ يحكي لها عن مصر وعن المحافظات التي فيها وعن البلدان الأخرى، وهي مستمعة. انتهى من الكلام وقالت "حسنًا، تعالَ معي. سنذهب إلى منتصف المملكة، ونحضر لك بعض الطعام وملابس غير هذه، لكي لا يظن الجنود بأنك غريب ويقبضون عليك." ثم رفضتُ وقلت لها "لا" وأصرت على ذلك، وذهبت معها إلى المدينة. كانت ملابسهم غريبة بعض الشيء. في الطريق، سألتني "ما اسمك، أيها الغريب الضائع؟" فأجبتُ "اسمي أحمد محمد." وقالت "اسمك جميل." ردي كان "شكراً. وما اسمك؟" فأجابت "اسمي نارين"، وأعجبتُ به وقلت لها "اسمك جميل."

وبدأت تحكي لي عن مملكة غدين وجمالها، وعن ملكها الذي يدعى "نزين". وكان لطيفًا.

، وأهل مملكته يحبونه. رأيتُ شكل عملات نقدية، وكان منظرها جميلاً على عكس الجنيه المصري وغيرها من العملات. وعندما أظهرت لها ورقة العشرة جنيهات.، فسألتني "ما هذهِ الورقة؟" قلتُ لها:" إنها عشرة جنيهات مصرية، عملت بلدي. حسنًا، ولكن لا.

تظهرها لصاحب بيع الملابس، أو في أي مكان في المملكة.، لكي لا يظنوا أنك تستهزئ بهم. سأدفع لك حق الملابس وحق الطعام ثم أجاب، ثم قال "لا، لن أقبل. سألتقي عمل وأعمل، وسآخذ أجرتي وأشتري بعض الأشياء."أجابت "حسنًا، سأدفع لك وأعيدها لي عندما تأتي بهم. أما الطعام، فلا داعي لدفع ثمنه. ولنعتبرها بادئة لصداقتنا الجديدة." *


 

وعندما وصلنا لمكان بيع الملابس، اشتريت بعض الملابس، وكان سعرها (خمسة عشر. عمله).

وتناولنا الطعام. بعد ذلك، رحلة نارين إلى عملها، وأخبرتني إن لم ألتق بها قبل غروب الشمس، فستجدني في المكان نفسه الذي التقينا فيه صدفة. فقال: "حسنًا، وسأبحث عن عمل هنا لكي أستطيع العيش." أجابت "جيد، وداعًا." ذهبت للبحث عن عمل، ووجدت مطعمًا. سألته هل يحتاجون إلى شخص يعمل معهم. قال لي "ومن أنت ولماذا تريد أن تعمل؟ وبعمرك هذا تريد أن تعمل؟ فأنت، يبدو، شاب يتألق من عينيك." قلت له "لأتمكن من العيش وتأجير مكان أعيش فيه." قال لي "حسنًا، أعجبتني. يا هذا ما اسمك؟" قلت له "أحمد." قال "حسنًا يا أحمد، ليس لدي عمل حاليًا لتساعدني عليه، ولكن لدي مكان آخر. انضم إليّ." فقال له "حسنًا، هيا، نذهب إليه." وذهبنا، وفي المناسبة، قال لي "أين تسكن؟ هل هو قريب من هذا المكان أم بعيد؟" فقلت "لا". وقال "حسنًا، لدي مكان بجوار العمل يمكنني أن أجره. لك"، وذهبنا. وبدأت العمل. وعندما انتهيت وانتهى يومي الأول، وعطاني أجرتي وهي خمسون عمله، وذهب بي لمكان الذي سأسكن فيه." وكان المكان بسيطًا إلى حد ما. وقال لي "سأجره لك بعشرة عملات يوميًا، ولن تجد مكانًا يؤجرك بالسعر نفسه، ولكني أحببت إصرارك على الحياة والعزيمة التي تمتلكها، وأعجبت بها، لهذا خفضت لك ثمنها. وبالمناسبة، أنا اسمي علي." وذهبت بعد ذلك لألتقي بنارين ووجدتها منتظرة. فاعتذرت لتأخيري فقالت "لا بأس، فقد أتيت الآن." وبدأت أحكي لها عن يومي، وأني قد وجدت عملاً جيداً في مطعم، أقبض يومياً خمسين عملة، ووجدت مكانًا للعيش فيه بجوار الذي أعمل فيه. وبدأت هي تحكي لي عن يومها الذي كان صعبًا قليلاً؛ لأن مهنة الطب ليست سهلة كثيرًا، وأنها قد التقت حالة صعبة، حيث كانت طفلة مريضًا كثيرًا، وعالجتها ومنحتها العلاج اللازم للاستمرار. بإذن الله، تكون بخير." ثم بدأت أحكي عن نفسي وبلدي، إذ أنا من مصر، من محافظة قنا. توقفت عن الدراسة بسبب الصعوبات المالية التي واجهتها وبدأت العمل مع والدي في مجال الحديد.

 



 

كنت قد أحببت فتاة في بلدي كثيرًا، ولكن عندما تقدمت لخطبتها، رفضني والدها بحجة أنني لن أجلب السعادة لابنته كما يفعل هو. كانت هذه الرفضة صاعقة بالنسبة لي، وحاول والدي أن يجعلني أنسى، ولا أفكر في هذا الأمر، ولكن قلبي كان يصرخ كيف يمكنني أن أنسى من أحببت وكيف يمكنني نسيان كل لحظة قضيتها معها.

كنت أحلق بين سحابات السعادة عند رؤيتها، ولكن بعد رفض والدها، أخمد نورها داخلي. بدأت أتمشى في مكان ما، ورأيت بابًا جميلًا من جمال رسوماته ساحرًا، فدخلت لأرى من وراءه. وهناك، في هذا المكان، انسحبت أكثر بجماله وذهبت. أتمشى في المكان حتى نسيت مكان الباب، وبدأت أبحث عنه لأخرج وأحضر والدي لرؤية هذا المكان الجميل. ولكني لم أستطع العثور عليه، فتعبت من البحث، واشتد النوم عليّ ونمت، واستيقظت عندما أيقظتني

ثم قالت وهي مبتسمة "كان الله في عونك انتظرتُ طويلاً وتأخر الوقت، هيا، ذهبت إلى المنزل لتنام وأنا ذهبت لأنام!"

وكان يومًا جميلاً وصعبًا، بعد ما كان هذا أول يوم في المنزل الجديد والعالم الجديد. كانت الأفكار تدور في عقلي حول ما حدث لأبي وما أخبارهِ. شعرت بشوق شديد إليه، وأيضًا بحماس لمعرفة مصير هبة. هل تزوجت أم لا؟ وكيف حال والدها؟ رفضه لي لن يغيرني عن مواصلة حياتي. هذا اليوم هو بداية رحلتي في هذا العالم الجديد، وأشعر بأن القدر يخبئ لي الكثير من المفاجآت والإثارة. وأنا متحمس لاستكشاف كل لحظة، وكل تحد جديد ينتظرني.

وبينما كنت أفكر بذلك، وبينما كانت الأفكار تتلاطم في عقلي، استراحت قليلاً في المنزل الجديد. غمرني شعور بالتعب والإرهاق بسبب ما حدث، لذا قررت أن أنام لقليل. استفدت من الراحة، وعندما استيقظت في صباح اليوم التالي، كانت نظرتي إيجابية ومليئة بالحماس.

ذهبت إلى عملي في المطعم، وكان اليوم مليئًا بالنشاط. بعد إنهاء العمل، كانت أفكاري تدور حول لقاء نارين. كنت متحمسة لرؤيته ومشاركته أحداث يومي. وبينما كنت في ذلك، دخل بعض أفراد الجيش الذين قدموا بطلباتهم لتناول غدائهم. قُدِّمت لهم طلباتهم، وجلسوا ليتناولوا وجبتهم.

ليث بدا كشخص طيب. وسألته "كيف حال المملكة؟"

وبدأ يحدثني عن أحوال المملكة والجيش. كان يشاركني التفاؤل، ويقدم معلومات عن قوة الجيش وحمايتهم للحدود. وفي تلك اللحظة، سمعنا صفارات عالية في كل أنحاء المملكة. وذهب الجنود جميعهم إلى قاعة الاستعداد. سألت "علي" عن مصدر هذه الصفارات، فأخبرني أنها صفارات الإنذار في الجيش، ويبدو أن هناك مشكلة.

بدأ الجيش والناس يهتفون، وكان الهتاف يتسارع "الحرب بدأت... الحرب بدأت... الحرب بدأت..."

وكانت المملكة في حالة استعداد للحرب مع مملكة يفالور، رغم ضعفها الظاهر. ورغم المقاومة البطولية التي قدمها الجيش، كان يظهر أن بعض المماليك تكره مملكة غدين. وبعد ثلاثة أيام من المعارك والتحديات، ورغم ضعف مملكة يفالور، تمكنت مملكة غدين من تحقيق النصر.

ولكن القوة التي قوتها زادت بدعم الممالك الأخرى لمملكة يفالور. مرت هذه الأيام الصعبة في الحرب، وكنت أنا مليئة بالحي، وكنت متحمسة لمواجهة تحديات الحياة الجديدة.

واجتمعت جميع المملكة للاستماع إلى خطاب نزين بعد انتهاء الحرب.

ونادى "نزين"ملك مملكة غدين على شعبه، وقال "يا شعبي الحبيب، قد عانت بلادكم من الحرب، ويجب عليكم وواجبكم تحسين وبناء بلادكم. الذين كانوا يكرهون مملكة غدين، أعترفون بقوتها الدفاعية وهذه الحرب ستخيفهم لفترة، ونحن مستعدون لها في أي وقت. سننتصر بإذن الله تعالى."

وبهذا السياق، بدأت مملكة غدين في تعزيز جيشها وتعزيز قدراتها، واستفادت من الفرصة لتوحيد شعبها وتعزيز قيم السلام والتعايش في المنطقة. وبينما تتذكر الناس آثار الحرب القديمة، بدأوا أيضًا في بناء جسور التفاهم والتعاون لبناء مستقبل أفضل….


 

وفي زمن الحرب، كان الجميع ممنوعًا من الخروج من منازلهم إلا في حالات الضرورة، بهدف تجنب وقوع إصابات بين المدنيين.



 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة