نحن وأطفالنا بين الماضي و الحاضر
بسم الله و به نستعين :
هل تسائلتم لماذا لا نربي ونرعرع أولادنا كما نشأنا او تعاملهم بنفس الطريقة التي عاملنا اهلنا بها؟؟؟
بالتأكيد سيداتي حاولتن تطبيق وإعادة الزمن الجميل جميعنا كأمهات حاولنا لكن لم نستطع و ذهب محاولاتنا سدة و إليكي الاسباب :
أولا:
بات من الصعب جدا تلقين نفس التربية لأولادنا فلا الزمان و لا المكان نفسه ، تغير كل شئ و اصبحنا بظروف تتفاوت بين أصعب أو اسهل لتربية الطفل ، بكل الأحوال لكل جيل و ظروف حسناتها وسيئاتها.
مثلا؛ نحن نشأنا بأنظمة صارمة و أجواء دينية شديدة لا مكان للتهاون وقتها عن أوامر الوالدين او عدم اطاعتهما ، وقد كانو يعلموننا أن كل شيء معتمد على الدين والشرع بالدرجة الأولى ، ولم يكن العلم أو ربط التكنولوجيا بالعلم شائعا كاللحظة ، لذلك كان من السهل السيطرة علينا ووالتحكم بنا بكل سهولة ، فقد كانت الخروجات والدخولات مقتصرة فقط على بعض الأمور الضرورية جدا للذلك كان كل شئ تحت السيطرة .
ثانيا :
الحياة الأكثر ترفا من قبل مما ادى الى انشغال كل من الأبوين بعالم من التسوق والترفيه مما ادى الى بعض التقصير في حق تربية الأولاد ، و مع تقدم وشيوع التكنولوجيا ، اصبح الايباد ، أو الجهاز اللوحي هو المسلي الأول و الأفضل للطفل في غياب الأهل وانشغالهم في الوظائف المتعددة والمهن الكثيرة .
لذلك اصبح هناك شرخ بسيط بين التربية التقليدية و التربية الحديثة ، فضلا عن تركيز اهتمام الطفل على الاشياء النظرية أكثر من الأشياء العملية والحركية والتي قد تساعده علي تنمية الذكاء الأصطناعي لديه ، ولكن قد تبعده عن تنمية عواطفه ومشاعره تجاه الغير و هنا ما نقصد به هو التعويد الذي ربما يكون متزنا وربما لا.
ثالثا :
من العوامل الأساسية ايضا التي لا نستطيع جميعا التحكم بها أو تداركها هي الأوضاع الاقتصادية السيئة أو الجيدة التي تشغل الوالدين بكلا الحالتين و تأخذهم بعيدا بع الشئ عن أولادهم بالإضافة إلى عدم نضج الوالدين في بعض الاحوال وعدم الإلمام بطرق التربية بين عقاب و ثواب مما يجعل زمام الأمور تفلت احيانا و هذا بدوره يؤدي إلى التقليد الأعمى في التربية حيث تغلب العادات والتقاليد على التربية السليمة بغض النظر اذا كانت عادات حسنة ام لا ، و هذا بدوره يؤدي لصنع محتوى ووسلوك غير مناسب أو متوافق مع المحيط وينشأ عنه الكثير من العقد النفسية و الإجتماعية .
دائما ما نتسأل كيف ولماذا و متى عندما تستيقظ متأخرين ، و نرى بان لدينا الكثير الذي فاتنا فقط عندما نفقد السيطرة كليا نحاول الرجوع للوراء لنرى ماذا نستطيع ان نفعل ، لكن هناك لكل مشكلة حل و كل شئ قابل للتعويض بوجود العلم والنظريات الحديثه للتربية ، ببالإضافة الى وجود علماء و اطباء مختصين في العلاقات التربوية و الأنسانية .
تذكروا دائما أن مرحلة الطفولة تؤثر بنسبة 70 بالمئة على باقي مراحل حياة الشخص (يعني خودو بالكو مت عيالكو) 😍 و كلما كان الإهمال و الخطأ متأخرا كلما أصبح علاجه أصعب و أطول ، وكل مرحلة في حياة تربية الطفل لها أسس مختلفة ومعايير متفاوتة ، فلا يمكنك ان تعامل طفل مهما بلغ من الذكاء والفطنة معاملة شخص واعي و مسؤول ، بل يبقا الطفل في مراحل التربية لحين سن المراهقة و هو اخطر المراحل ، و من بعدها سن الرشد ، عندما توصله لهذه المرحلة مت العمر بسلام مع كل الإهتمام و الحرص و الجهد حينها تستيطع أن تطمأن أنك أنشأت فردا صالحا بالمجتمع ببضمير مرتاح و رضا عن النفس .