السلحفاه والحكيم والطيور المهاجرة

السلحفاه والحكيم والطيور المهاجرة

0 المراجعات

السلحفاه والحكيم والطيور المهاجرة 

قصة الأرنب الصغير وقوس قزح

في أحد الأيام الجميلة، كان الأرنب الصغير "سامي" يلعب في الغابة الخضراء. كانت الشمس مشرقة، والنسيم عليلًا، والطيور تزقزق بين الأشجار. قفز سامي هنا وهناك، يبحث عن شيء جديد يثير فضوله، فهو دائمًا يحب الاكتشاف والمغامرة.

وبينما كان يركض، رأى في السماء مشهدًا رائعًا: قوس قزح جميل بألوانه السبعة يتلألأ بعد أن تساقط المطر الخفيف. فتح سامي عينيه بدهشة وقال:

“ما أجمل هذا القوس! كم أتمنى أن أعرف من أين يبدأ وإلى أين ينتهي.”

ظل الأرنب ينظر إلى قوس قزح وهو يلمع في الأفق، وفجأة خطرت له فكرة: “لماذا لا أذهب في رحلة لأجد نهاية قوس قزح؟ ربما أجد هناك شيئًا سحريًا!”

حمل سامي حقيبته الصغيرة، ووضع فيها بعض الجزر والماء، وانطلق في رحلته.

 

---

اللقاء مع السلحفاة الحكيمة

وأثناء سيره، التقى سلحفاة كبيرة تُدعى "حسناء". كانت تمشي ببطء شديد كعادتها. سلّم عليها سامي وقال:

سامي: “مرحبًا يا حسناء! هل تعرفين أين ينتهي قوس قزح؟”

حسناء بابتسامة: “يا بني، قوس قزح ليس له نهاية يمكن الوصول إليها، إنه فقط انعكاس للضوء بعد المطر.”

سامي: “لكنني أريد أن أجرّب، ربما أجد شيئًا جميلاً عند نهايته!”

ضحكت السلحفاة وقالت: “حسنًا، المغامرة جميلة، لكن تذكّر أن الطريق أهم من الوصول.”

 

شكرها سامي وأكمل رحلته بحماس أكبر.

 

---

الطيور المرحة

بعد قليل، سمع سامي أصوات تغريد جميلة. رفع رأسه فوجد عائلة من الطيور تحلق في السماء بالقرب من قوس قزح. ناداهم بصوت عالٍ:

سامي: “أيها الطيور! هل يمكنكم أن تخبروني أين ينتهي هذا القوس الجميل؟”

العصفور الصغير: “نحن نطير قربه دائمًا، لكنه يبتعد كلما اقتربنا منه.”

سامي بحيرة: “إذن لن أستطيع اللحاق به؟”

العصفور الأب: “لا تحزن يا صديقنا، المهم أنك ترى جماله وتستمتع به.”

 

ابتسم سامي وقال: “شكرًا لكم، سأواصل الرحلة.”

 

---

المفاجأة عند التل الكبير

واصل الأرنب القفز والركض حتى وصل إلى تل عالٍ في نهاية الغابة. صعد التل وهو يلهث من التعب، وحين وصل إلى القمة نظر إلى السماء... وكان قوس قزح يبدو قريبًا جدًا، وكأنه يلامس الأرض عند سفح التل.

قفز سامي من الفرح وقال: “لقد وصلت أخيرًا إلى نهايته!”

لكنه عندما نزل مسرعًا، وجد أن القوس قد ابتعد أكثر، وانتقل إلى مكان آخر في الأفق. جلس سامي على العشب الأخضر، وهو يلهث من التعب، وقال بحزن: “يبدو أنني لن أستطيع الوصول إليه أبدًا.”

 

---

اكتشاف الحقيقة

وبينما كان يفكر، ظهرت السلحفاة "حسناء" مرة أخرى، فقد لحقت به بخطواتها البطيئة. جلست بجانبه وقالت برفق:

حسناء: “أرأيت يا سامي؟ قوس قزح يظل بعيدًا دائمًا، لكنه جعل رحلتك ممتعة، أليس كذلك؟”

سامي: “نعم، لقد قابلتكم وتعرفت على الطيور، وتسلقّت التل ورأيت مناظر جميلة.”

حسناء: “وهذا هو السحر الحقيقي، ليس في الوصول إلى النهاية، بل في الطريق نفسه وما تتعلمه خلاله.”

 

ابتسم سامي وقال: “أنت محقّة يا حسناء. لقد تعلمت اليوم أن المغامرة أجمل عندما نشاركها مع الأصدقاء، وأن جمال الأشياء أحيانًا يكمن في النظر إليها فقط.”

 

---

العودة إلى البيت

عاد الأرنب الصغير إلى بيته مع حلول المساء، وكان متعبًا لكنه سعيد. حكى لأمه كل ما رآه: السلحفاة الحكيمة، الطيور المرحة، والتل الكبير. استمعت إليه الأم بابتسامة وقالت:

“أنا فخورة بك يا بني. لقد تعلمت درسًا مهمًا اليوم: ليس كل ما نتمناه يمكننا الحصول عليه، لكن يمكننا الاستمتاع بالرحلة نفسها.”

أخذ سامي جزرة من حقيبته، وأكلها وهو يبتسم، ثم نظر من نافذته إلى قوس قزح الذي كان يختفي ببطء وقال:

“سأظل أحبك يا قوس قزح، حتى لو لم أصل إلى نهايتك.”

 

---

العبرة من القصة:

أحيانًا لا يكون المهم أن نصل إلى هدف بعيد أو مستحيل، بل أن نستمتع بالطريق، ونتعلم من كل خطوة، ونقدّر جمال اللحظات الصغيرة.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة