
عمر والغابة السعيدة
عمر والغابة السعيدة
كان هناك فتىً صغير يُدعى عمر، يعيش في قرية هادئة محاطة بالجبال والغابات. كان عمر يحب الطبيعة بكل تفاصيلها: زقزقة العصافير، خرير الماء في الجداول، ورائحة الزهور التي تتفتح مع الفجر. كل يوم بعد انتهاء مدرسته، كان يذهب لزيارة الغابة القريبة ليقضي وقته وسط الطبيعة.
ذات يوم، بينما كان يسير بين الأشجار العالية، لفت انتباهه ضوء خافت ينبعث من أعماق الغابة. اقترب عمر بحذر، وجد نفسه أمام غابة صغيرة داخل الغابة الكبيرة، وكان هناك لوحة صغيرة مكتوب عليها "الغابة السعيدة". شعر عمر بالفضول وقرر الدخول.
ما إن دخل الغابة، حتى شعر بجوٍ مختلف تماماً. الأشجار تبدو أكثر اخضرارًا، والزهور تتفتح بجمال لم يره من قبل، والحيوانات الصغيرة تتحرك بحرية وسعادة. ابتسمت له السناجب وقالت له الطيور: "مرحباً يا عمر، نحن سعداء بأنك هنا، فأنت ضيفنا الأول منذ زمن بعيد!"
أعجب عمر بشدة بما رآه، وسأل السناجب بفخر: "كيف أصبحت هذه الغابة سعيدة بينما الغابات الأخرى تبدو عادية؟" ابتسمت إحدى السناجب وقالت له: "الغابة السعيدة هي مكان يتعاون فيه الجميع. كل منا يقوم بواجبه بحب، فنحافظ على الطبيعة ونزرع الخير معًا."
لاحظ عمر أن الحيوانات كلها تعمل بتناغم. الطيور تجلب الماء، والغزلان تسقي الزهور، والنحل يزرع الرحيق في أرجاء الغابة. شعر عمر بأنه جزء من هذا النظام الجميل، وقرر أن يشاركهم بالعمل.
بدأ عمر في مساعدة الجميع. أزال الأغصان الميتة، وزرع المزيد من الشتلات، واعتاد أن يجمع القمامة التي ألقاها الزوار في الغابة. بمرور الأيام، ساعد تعاونه على تحسين الغابة وجعلها أجمل وأكثر حيوية. ازدادت سعادته وهو يرى الجميع يشيد بعمله.
في نهاية كل يوم، كانت الحيوانات تعقد اجتماعًا صغيرًا وتقول له: "شكراً لك يا عمر! أنت جزء من غابتنا السعيدة، وعلمتنا أن السعادة تأتي من العطاء والتعاون." أدرك عمر أن السعادة ليست فقط في التمتع بالجمال، بل في العمل الجاد لجعل العالم مكاناً أفضل.
غادر عمر الغابة السعيدة عندما حلّ المساء، لكنه حمل معه درساً لن ينساه أبداً: السعادة تبدأ من التعاون والعمل بحب. منذ ذلك اليوم، أصبح كل من يزور الغابة يشعر بالإلهام بفضل الجهد الذي بذله عمر ورفاقه الصغار.
قصة اطفال جديدة 2025- قصة مغامرات للاطفال - قصة مشوقة عن الطبيعة والغابة- درس في الشجاعة - البيئة والطبيعة للاطفال -
الطبيعة الخلابة
الي اللقاء في قصة جديدة ومشوقة للاطفال
كاتب القصة : محمد فتحي