
"السلحفاة الحكيمة وأصدقاؤها
في غابة هادئة مليئة بالأشجار والزهور، كانت تعيش سلحفاة صغيرة تُدعى "سُليمة". كانت سُليمة تتحرك ببطء شديد، وأحيانًا يسخر منها بعض الحيوانات لأنها لا تجري بسرعة مثل الأرنب أو لا تطير عاليًا مثل الطيور.
لكن سُليمة لم تكن تحزن، بل كانت دائمًا تقول: “لكل مخلوق ميزة خاصة به، والسر في النجاح هو الصبر والعمل.”
في أحد الأيام، نشب حريق مفاجئ في طرف الغابة. بدأت الحيوانات تركض بسرعة للنجاة، لكن بعض الحيوانات الصغيرة لم تستطع الهروب وحدها. توقفت سُليمة، ورغم بطئها، حملت على ظهرها عصفورًا صغيرًا كان عاجزًا عن الطيران، وساعدت أرنبًا صغيرًا على السير بأمان بعيدًا عن النار.
عندما انتهى الخطر، اجتمعت الحيوانات حولها وقالوا: “لقد أنقذتِ حياتنا! كنا نظن أن بطئك عيب، لكن اتضح أنه قوة لأنك لم تتسرعي، بل فكرتِ بحكمة وتصرفتِ بشجاعة.”
ابتسمت سُليمة وقالت: “القيمة الحقيقية ليست في السرعة أو المظهر، بل في القلب الطيب والإصرار على مساعدة الآخرين.”
ومنذ ذلك اليوم، صارت السلحفاة سُليمة صديقة الجميع، وأصبحت مثالًا مرت الأيام، وصارت السلحفاة "سُليمة" معروفة في الغابة بالحكمة والطيبة. كلما واجهت الحيوانات مشكلة، كانوا يذهبون إليها ليستشيروا رأيها.
في أحد الأيام، تشاجر الأرنب السريع مع السنجاب لأنه أراد أن يأخذ ثمار البندق وحده. جاءوا إلى سُليمة غاضبين، فقالت بهدوء:
“الغابة بيتنا جميعًا، والثمار رزق مشترك. من يأخذ كل شيء لن يبقى له أصدقاء، لكن من يشارك يُضاعف فرحته.”
فكّر الأرنب والسنجاب قليلًا، ثم اعتذرا لبعضهما، وقررا أن يتقاسما البندق. فرحت الحيوانات بهذا الحل البسيط، وعرفوا أن كلام سُليمة دائمًا مليء بالحكمة.
ومنذ ذلك اليوم، لم تعد الحيوانات ترى البطء عيبًا، بل صاروا يقولون:
“البطء مع التفكير أفضل من السرعة بلا حكمة.”
كبرت سُليمة وهي سعيدة لأنها علّمت أصدقاءها درسًا مهمًا: أن التعاون، الصبر، والمشاركة تجعل الغابة مكانًا أجمل.
---
✨ الرسالة للأطفال:
شاركوا أصدقاءكم، فالمحبة والتعاون أهم من الفوز وحدكم.
وذات مساءٍ جميل، جلست سُليمة على صخرة بجوار البحيرة، تراقب انعكاس القمر على الماء. اقتربت الحيوانات منها وقالوا:
“لقد غيرتِ حياتنا يا سُليمة، بفضل حكمتك أصبحنا نتعاون ونعيش بسلام.”
ابتسمت السلحفاة وقالت:
“أنا لم أغيّر حياتكم وحدي، أنتم من اخترتم أن تتعلموا وتعملوا معًا. عندما نتعاون ونتشارك، نصبح جميعًا أقوى.”
ومنذ ذلك الحين، أصبحت الغابة مكانًا مليئًا بالحب، حيث يساعد كل حيوان الآخر، ولم يشعر أحد أنه ضعيف أو وحيد.
---
✨ الخلاصة للأطفال:
القوة ليست في الجري أو الطيران، بل في القلب الطيب، التعاون، والصبر.
---مرت الشهور في الغابة، وأصبح الجميع يعيش في محبة وسلام. صارت السلحفاة "سُليمة" قائدة حكيمة، لا تفرض رأيها، بل تنصح بهدوء وتعلّم الجميع الصبر.
وفي أحد الأيام الممطرة، جرفت الأمطار القوية جحر عائلة الأرانب، فضاعت صغارها بين الأشجار. ركض الأرنب الأب مذعورًا يطلب المساعدة. هرعت الحيوانات، لكن المطر كان شديدًا، ولم يعرفوا من أين يبدأون.
قالت سُليمة: “لا تتفرقوا، فلنعمل معًا بخطة واحدة. أنت يا طائر، حلق في السماء وابحث من الأعلى. أنتم يا القنافذ، ابحثوا تحت الأوراق. أما أنا فسأمشي ببطء وأتفقد الطريق بين الصخور.”
وبفضل تعاونهم، وجدوا الأرانب الصغيرة مختبئة تحت جذع شجرة قديم. حملتهم الحيوانات واحدًا تلو الآخر، وعادوا جميعًا سالمين.
فرح الأرنب وشكر أصدقاءه، ثم قال: “اليوم تعلمت أن العمل معًا ينقذ حياتنا.”
ابتسمت سُليمة وأضافت: “هكذا هي الحياة، اليد الواحدة لا تصفق، لكن القلوب المتعاونة تصنع المعجزات.”
ومنذ ذلك