الى الذين كسرت الحياه قلوبهم...2
نحن لا نبتعد كرها وانما الما هذا الابتعاد ليس الزهد وانما الناي لا احد يريد ان يرى جرحه ماثلا امام عينيه لا احد يريد ان يتذكر انه لم يكن كافيا وان اليد التي كان يقبلها هي التي طعنته وان العين التي كان يخشى بكائها هي التي ابكته نحن نبتعد حفاظا على ما تبقى منا صيانه لجروحنا من نظرات الشفقه حتى الكلاب وهي كلاب اذا ما جرحت اخذت لها مكانا قصيا امنا والعقد جراحها فيه بعض الود لا يصان الا بالبعد.
قال الشعبي شاهدت شريحا القاضي وقد جاءته امراه تخاصم رجلا فارسلت عينيها وبكت بكاء شديدا فقلت له يا ابا اميه ما اظن هذه البائسه الا مظلومه فقال لي يا شعبي ان اخوه يوسف جاءوا اباءهم عشاءً يبكون هذا هو شأن الناس دوما يكون احدهم ظالما مفتريا ثم يجلس يشتكي كانه المظلوم يجلدك احدهم بسوط لسانه وياكل لحمك في كل المجالس فاذا فاض بك الكاس وما عاد فيك ذره احتمال فرددت عليه بعض قوله لرايته قد لبس عباءة التقى واتهمك بما هو غارق فيه!
توزع تركه الاب فيستأثر بعضهم بها فاذا طالب بعض الاخوه بحقهم في القضاء صاروا يقولون اين صله الرحم وكيف يجرجر المرء اخاه الى المحاكم؟!
يريدون ان يضاجعوك ارضا ويذبحوك فاذا انتفضت اتهموك ان سكينهم اذتهم لانك لم تكن ذبيحا مسالما !
ولو نفر ضمك واصاب ثيابهم لاشتكى الذابح من قله صبر الذبيح!
تعيش الزوجه رطحا من الزمن صابره لا يسمع لها صوت تتلقى الاهانه بعد اخرى ممن خان الامانه فاذا فاض بها الكاس وانطقها الالم اتهموها بالنشوز!
مشكله الناس انهم لا يعرفون الا ردات الافعال اما العذابات المتكرره الاهانات التي لا تحتملها الجبال الظلم الذي تراكم فوق بعضه حتى بلغ عنان السماء فلا يراه احد!
النصر ليس ان لا تتذكر فلا احد يستطيع ان يخلع ذاكرته ويمضي وانما النصر ان تتذكر ولا تحن ان تضع عينيك في عين جرحك دون ان يرفوا لك عين ان تتحمس الندبه في قلبك ولا تتوجع وانما تراها تذكارا يخبرك انك كنت الاوفى النصر ان تعيدهم غرباء كما كانوا مجرد اشخاص التقيت بهم في مطار برهه ثم لك وجهتك ولهم وجهتهم النصر ان تحولهم من مرتبه اشخاص هم كل العالم الى مرتبه مجرد اشخاص في هذا العالم!
يتبع الجزء القادم…….
