للذين كسرت الحياة قلوبهم

للذين كسرت الحياة قلوبهم

0 المراجعات

هذه الدنيا قاسيه وتطحن العظم وما منا من احد الا وفيه جرح غائر يحاول جاهدا ان يواري سوءته!

ولو طلعنا على جروحي بعضنا التي نحاول ان نخفيها لتعانقنا بدل ان نتصافح!

جميعنا والله نستحق العزاء من جرح ما واسوا ما في الجروح اننا لا نعرف متى تنفلت منا ولكني اعتقد ان الانسان يميط اللثام عن جرحه حين يأمن ويخيل الىّ ان احدنا يمضي حاملا جرحه باحثا عن لحظه طمانينه ليقيه عن كاهله!

منّ الله علي بحج بيته هذا العام وفي مني التقيت صدفه بصديق لي ذهب كل منا الى الحج في حملة وصادف ان تكون خيامنا هناك متقابله تصافحنا بحراره وتعانقنا ثم قلت له ما رايك بكوب شاي رحب بالفكره جدا فتركته ودخلت الى الخيمه واعددت كوبا لكل منا وخرجت لاناوله كوبه وفي اللحظه التي ناولته فيها كوبه مر بنا حاج من السودان في 65 من العمر تقريبا فاعتقد اني اقوم بتوزيع الشاي؟

قلت له لا ولكن تفضل خوسكوبي ساصنع غيره مددت يدي اليه بلطف ومد يده كذلك ثم لم اشعر به الا وقد عانقني واخذ يبكي ربه عليكفه وقلت له لا عليك يا عمد ثم تركنا ومضى اما المشهد فما زال عالقا في قلبي كوب الشاي لا يستوجب عناقا ولا يثير البكاء ولكن هذا الانسان مجروح لا شك وعند اول لحظة لطف انفلت منه جرحه!

الانسان يبوح بجرحه حين يامن لا حين يحقق معه وكل من كشف لك عن جرحه فانما لمس فيك شيء من الطمانينه الجروح كالمجالس بالامانات فلا تخن الامانه نحن في لحظات الطمانينه الاولى اضعف ما نكون اننا نخلع دفاعاتنا التي كنا نرتديها طوال الوقت ونصبح مكسوفين تماما بلا تلك القشره السميكه التي كنا نغلف فيها انفسنا لنحمي هشاشتنا من الداخل لهذا تجدنا نخلط كثيرا بين الاشياء من جوعنا للحب نفسر اي اهتمام على انه حب واي لطف على انه الطلب يد للخطوبه والامر ليس كذلك ابدا!

الجفاف العاطفي مقتل مقتل بالمعنى الحرفي للكلمه كلنا في نجوع للحب ونتدور بانتظارا له لهذا ان لم نجده اخترعناه او بالتعبير ادق توهمناه نحن حين نعيش جفافا عاطفيا نكون فرائس سهله لاولئك الذين يبحثون عن العلاقات العابره وحتى ان لم يكونوا من هذا النوع فان الجفاف العاطفي سيد التاويلات التي لا علاقه لها بالواقع انه يفسر كل كلمه لطيفه على انها رساله حب في الجفاف العاطفي قد نعتقد ان كلمه صباح الخير هي نفسها انا احبك!

 وكيف حالك؟

هي نفسها لقد اشتقت اليك وكم عمرك؟

هي نفسها انت في سن مناسب للزواج ؟

ان اسوء ما في الجفاف العاطفي انه يجعلنا نرى الاشياء كما نريدها لا كما هي فعلا ثم ننساك خلف هذه التاويلات الواهمه ونخسر هؤلاء اللطفاء الذين دخلوا حياتنا ولكن ليس بهذه الصوره الشخصيه التي توهمناها وبهذا نحصل على جرح جديد نحن الذين حفرناه في انفسنا هذه المره فانطبق علينا مثل العرب الشهير بيدي لا بيد عمرو!

يتبع فى الجزء القادم …

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

11

متابعهم

7

مقالات مشابة