هوول: أشهر كلب بوليسي في تاريخ مصر
هول مكنش مجرد كلب عادي، دا كان أشهر كلب بوليسي في تاريخ مصر كلها، و اللي كان عامل حالة رعب بمعني الكلمة لكل الحرامية و المجرمين و الخارجين عن القانون، و ساهم في تقليل عدد الجرائم لفترة كبيرة، يا تري إيه حكايته؟
سنة ١٩٣٦م في مصر و لما الجرايم كانت بتزيد، قرر البوليس المصري بوصاية من الملك فؤاد إنه ينشيء وحدة للكلاب البوليسية للمساعدة و تطوير جهاز البوليس.
و مكنش في غير اليوزباشي عزيز الألفي، عشان يستلم المهمة دي لأنه كان من هواياته و المشهور عنه حبه للكلاب و تدريبها.
استلم اليوزباشي المهمة الملكية، و بدأ بخبرته يدور على كلب مميز يبدأ بيه الوحدة، و بدأ يدور هنا و هناك، يشوف الكلاب و يراقبها، لحد ما شاف "هول".
لاحظ اليوزباشي عزيز إن هول مميز فعلا، و موهوب، من فصيلة الراعي الألماني و كان عمره ٣ سنين ساعتها، بس مكنش كلب عادي على الرغم من ان أبوه و أمه مش مدربين لكن كانت موهبته في تقفي الاثر و حاسة الشم باينة عليه من أول يوم، و مكنش محتاج بس غير شوية تدريب.
أخده اليوزباشي عزيز، و بدأ يدربه، لحد ما أثبت كفاءة عالية و أخد شارة الكبتنة "بقي كابتن رسمي في البوليس" و بدأ بعدها يمارس شغله، في تقفي أثر المجرمين الهاربين و حل القضايا المتعثرة على البوليس حلها.
هول كان أسطورة مصرية حقيقية، بيقدر يتعرف على الريحة اللي بيدور عليها لو عدى عليها خمس أيام و لو طريق أسفلتي بيعدي عليه العربيات حتى، بيقدر يميز الريحة و يجيب أخرها، و كان وجوده بس بيعمل حالة رعب للمتهمين، يعني لو فيه مشتبه فيهم اتحطوا في طابور عرض و عرفوا إن "هول" هو اللي هيشمهم، ففي منهم اللي كان بيعترف قبل ما يقربله من الخوف بس، من مجرد كاريزما هول بس لأنه عارف إنه لو شمه هيعرفه، متخيل؟
في سنتين بس قدر هول إنه يحل ١٧٠ قضية، منهم ٣٢ قضية المتهمين فيها اعترفوا بالجريمة، و ٢٤ قضية المتهمين اعترفوا إن الآثار اللي اتعرف عليها هول بتاعتهم بس أنكروا الجريمة، و باقي الجرائم كان المتهمين بينكروا بس الأدلة بتثبت تورطهم في الأحداث.
من اشهر القضايا اللي حلها "هول" كانت خاصة باليوزباشي عزيز الألفي نفسه، ففي مرة سافر الفيوم لرحلة صيد مع مراته و قابل واحد صاحبه هناك اسمه "جودة"، تاني يوم كان المفروض هيقابله في حتة اسمها البركة الجنوبية، بس جودة اختفى خالص، محدش كان لاقيه، ٣ أيام مختفي و بيقولوا إن فيه عربان قتلوه بس لا لاقيينه و لا عارفين مين اللي عملها.
يعمل ايه؟
يستعين بإتنين، واحد "قصاص أثر" من اللي بيتتبع آثار أقدام الناس، و التاني الكلب هول.
قصاص الاثر قدر انه يتعرف على آثار أقدام "جودة" من عند البركة الجنوبية، و قدر يتعرف كمان على ٣ آثار أقدام مختلفة واحد منهم عنده عرج، و معاهم حمار شايل حمل تقيل، و بسرعة ربط "الألفي" بين الآثار دي و بين اللي قتلوا جودة، و كان فاضل بس أنهم يتتبعوا الآثار و يعرفوا مين التلاتة دول؟، و هنا كان دور "هول".
رغم إنه كان عدى ٤ أيام من اختفاء جودة، لكن هول و القصاص قدروا انهم يوصلوا لمكان جثة جودة، على بعد ٤ كم جوا الصحرا، و وصلوا لمكان الحفرة و قدروا يطلعوا جثة جودة منها و كانت من غير هدوم، و هدومه كانت مدفونة في حفرة تانية أبعد شوية جابها هول بسهولة، و كان فاضل بقا يعرفوا مين من العربان في المنطقة كلها اللي عملوها.
بالتحريات عرفوا إن جودة اتخانق من سنة كاملة مع مجموعة عربان عشان كانوا عايزين يصطادوا في منطقة جودة، بس كانوا مجموعة كبيرة، و جه دور "هول" تاني اللي قدر عن طريق الشم إنه يحدد الـ٣ اشخاص من المجموعة كلها، و اللي واحد منهم عنده "عرج"، و اخيرا قدر هول إنه يحدد مكان بيت صاحب العرج ده و يلاقوا الحمار بتاعه بعد ما كان أنكر إنه عنده حمار أصلاً.
"هول" حل القضية، و اتشهر اكتر، و بقي مثال على القدرة الخارقة حتى في أفلام زمان لإسماعيل يس و عبد المنعم ابراهيم و غيره هتلاقي افيه "دا و لا الكلب هول" بيتقال كتير، لانه فعلاً كان كلب أسطورة، و جزء من مثل شعبي بقا دارج كمان، لدرجة إن شعراء الفترة دي في الثلاثينات كانوا بيكتبوا فيه قصايد مدح منهم الشاعر "محمود غنيم" اللي كتب فيه :
يرعى الأمن هول وغيره يرعى الشياه
خافته دون الله أفئدة الجبابرة الطغاة
عجباً يخاف الكلب قوم لا يخافون الإله
شيخ الكلاب أخفت ذئب الإنس لا ذئب الفلاة
مسيرة "هول" كانت قصيرة، عبارة عن سنتين بس، وخلصت مهمته بدري، بس رغم بطولاته العظيمة هول ممتش في مواجهة مع المجرمين، لكنه مات بالحمي، ففي سنة ١٩٣٨ انتشر و باء و معرفش البيطريون تشخيصه فمات “هول”، و قال الألفي أنه علي الرغم من إن إدارة الكلاب دربت مئات الكلاب بعد "هول" إلا إنها مقدرتش تضم كلب في ذكاء و شجاعة "الكابتن هول".
و فضل اسمه و سيرته معروفة في مصر للعامة و معروفة للداخلية لفترة طويلة بسبب حالة الرعب اللي كان بيسببها هول للمجرمين و الخارجين عن القانون، تقدر تقول كدة إن "هول" بالنسبة للكلاب البوليسية لحد النهاردة هو الأب الروحي لوحدة الكلاب البوليسية المصرية كلها، و أشهر كلب بوليسي في تاريخ مصر.