حكاية بطل اختلطت فيها البطولة بالغموض - ج٢
و عن طريق التحريات، قدرت الشرطة توصل ل "حسين توفيق" بسهولة بعد 3 ساعات بالظبط من الحادثة.
و بتفتيش الفيلا اللي عايش فيها "حسين" في المعادي، لقوا اسلحة مستخبية ودفاتر مكتوب فيها عبارات عدائية للانجليز، وعنوان نادي النهضة. وتم القبض علي "حسين" واخوه "سعيد". وفي التحقيقات انكر "حسين" في الاول معرفته بالحادثة.
و بعد ايام من التعذيب اعترف "حسين" بكل حاجة وبكل اسماء اعضاء الجماعة، و اتقبض عليهم و من ضمنهم علي ابن خالته "محمد ابراهيم كامل" اللي بقي وزير خارجية بعد كده، وعلي "السادات"، واتحكم علي "حسين توفيق" بالاشغال الشاقة عشر سنين، وعلي "السادات" و "ابراهيم كامل" بالبراءة.
لحد هنا ومفيش أي ريحة شبه بينه و بين "ابراهيم حمدي" في فيلم (في بيتنا رجل) يبقي ازاي هو نفس الشخصية.
ياعم صبرك بالله جايلك اهو في الكلام.
هنا قالت السيدة "مها توفيق" بنت اخو "حسين توفيق"، ان عمها بعد ما اتحكم عليه واتسجن، طلب يزور والده المريض، وفعلا وافقوا وراح برفقة حرس وعساكر لفيلتهم، وهناك قدر يهرب منهم وينط من شباك الحمام. وبمجرد هروبه اعلنت الشرطة عن مكافأة 5 الاف جنية للي يدل عن مكانه، ده غير التهديد بالاعدام لكل واحد هيتستر عليه. وكان ده في يوم 9 يونيو 1948م.
كان "حسين توفيق" قابل في السجن مجموعة من ابطال المقاومة وخططوا معاه لهروبه. فلما هرب راح لرسام الكاريكاتير "أحمد طوغان". ساعتها قعد "طوغان" يفكر يخبي "حسين" فين لحد ما تجهز خطة تهريبه خارج مصر. وفجأة مجاش في دماغه غير اسم "احسان عبد القدوس". فكر "طوغان وقال "احسان" راجل مشهور وصحفي كبير وله مؤسسه صحفية كبيرة زي "روزاليوسف"، وله بيت واسرة واطفال. لو خبي "حسين توفيق" عنده هيكون اخر شخص في العالم ممكن يتشك فيه. وفعلا اتصل "طوغان" ب "احسان عبد القدوس" وطلب ينزل يقابله. ونزل "احسان" من بيته ورجع الساعه 2 صباحا ومعاه "حسين توفيق".
اللي كان صاحي وقتها هي زوجته، و هنا حكي ابنه "محمد عبد القدوس" و قال ان أمه فوجئت ب "حسين توفيق" وعرفته من صوره اللي مالية الجرايد. فسألت جوزها ايه الموضوع، فقالها هيقعد عندنا يومين، فقالتله طيب خبيه في اودة النوم وانا مش هخلي الخدامين يدخلوها خالص. وفعلا فرضت الزوجة حظر تجوال علي اوضة النوم اللي مكنش بيخرج منها "حسين" خالص يادوب يرجع "احسان" من الشغل يقعد معاهم بشكل طبيعي، وساعة النوم وبعد ما تتأكد ان كل الخدم ناموا، تنام هي في اودة الاولاد. قعد "حسين توفيق" في بيت "احسان عبد القدوس يومين، وفي اليوم التالت لمحه واحد من الخدم.
وهنا اتصل بسرعة ب "طوغان" وقاله ان "حسين" لازم يمشي لان الوضع بقي خطر، و من حسن الحظ كان تم تجهيز أوراق لسفره، وخرج من بيت "احسان عبد القدوس" لابس بدلة ظابط، و تم تهريبه علي سوريا.
يعني مامتش زي الفيلم و لا كان في قصة حب زي الفيلم، الفكرة ان "احسان عبد القدوس" اخد فكرة اليومين اللي عاشهم عندهم، و بني عليها قصة و رواية من وحي خياله.
سافر "حسين توفيق" سوريا، و انضم هناك لتنظيم (القوميين العرب) في سوريا، و زي ما عمل "چيفارا"، كان "حسين توفيق" مناضل في كل بلد بيروحها. و في سوريا اتجوز من سورية اسمها "سعاد المصري" وانجب منها ابنه "عبد الرؤوف". واشترك بسوريا في عملية اغتيال العقيد «أديب الشيشكلى» رئيس الأركان الحربية السورية، لكن العملية فشلت و اتقبض عليه والمجموعة المشاركة كلهم واتحكم عليه بالاعدام. لكن من حسن حظه كانت قامت ثورة يوليو 1952م في مصر. وهنا يظهر دور الصديق القديم "محمد انور السادات" اللي اول ما سمع بخبر الحكم بالاعدام علي "حسين توفيق". راح ل "عبد الناصر"و طلب منه يتدخل في منع تنفيذ الحكم.
و فعلا تدخل الرئيس "جمال عبد الناصر" بنفسه، و قبلت سوريا وساطته، و اخلت سبيل "حسين توفيق" و رجعوه مصر، وعاش في مصر و انجب "وفاء و كوثر".
و في مصر انضم "حسين توفيق"لجماعة (الاخوان المسلمين). و في سنة 1965م، اتقبض عليه ضمن مخطط لاغتيال "جمال عبد الناصر" لتفريطه في السودان، و يتحكم علي "حسين توفيق" بالأشغال الشاقة المؤبدة. لكن السيدة "مها توفيق" بنت اخوه، بتنفي اشتراكه في المخطط ده، و بررت سجنه بأنها كانت تصفية حسابات.
و في نفس ذات الوقت ظهر فيلم (في بيتنا رجل) و جريوا ولاد الحلال يوسوسوا في ودن "عبد الناصر"، ان "احسان عبد القدوس" بيمجد ذكري "حسين توفيق" اللي كان هيغتالك في الفيلم، و هنا انقلب "عبد الناصر" علي "احسان عبد القدوس" اللي داق في عهده مرارة الاعتقالات.
و بعد وفاة "جمال عبد الناصر"، و تولي "محمد انور السادات" الحكم. بيفرج عن صديقه القديم "حسين توفيق" بعفو رئاسي، و مش بس كده ده عمل فرح "وفاء" بنت "حسين توفيق" عنده في استراحة القناطر، وشهد بنفسه علي كتب كتابها.
ولما اتسألت السيدة "مها توفيق" عن الاخبار اللي بتتقال ان "السادات" رفض يخرج "حسين توفيق" من السجن وانه خرج بعد انقضاء المدة في عصر "مبارك". قالت محصلش لان "حسين توفيق" اصلا توفي في عصر "السادات" و مكنش شاف عصر "مبارك" من الأساس، و ان الرئيس "السادات" عمره ما نسي صداقته ب "حسين توفيق" و كان دايما واقف في ضهره.