حكاية عفريت سرايا الباشا: غموض وخوف يسيطران على قصر مهيب

حكاية عفريت سرايا الباشا: غموض وخوف يسيطران على قصر مهيب

0 المراجعات


حكاية عفريت سرايا عابدين: سرّ الدُّرفة الملعونة

في قلب القاهرة القديمة، حيث تعانق العصور وتتداخل الحكايات، تقع سرايا عابدين، تحفة معمارية شاهدة على عظمة زمنٍ مضى. لكن خلف جدرانها الفخمة، تُخفي السرايا سرًّا غامضًا، حكاية عن عفريتٍ يثير الرعب في قلوب من يطرقون أبوابها.

كان يُقال أنّ هذا العفريت سجينٌ في أحد أقبية السرايا، مُقيدًا بسحرٍ قديم، لا يُمكن فكّه إلاّ بدُّرفةٍ ذهبيةٍ نادرةٍ تُعرف باسم "دُّرفة عابدين".

ومنذ القدم، تناقلت الأجيال حكاية هذه الدُّرفة، قيل أنّها تُمنح صاحبها قوّةً خارقةً، تُمكّنه من التحكم في الأرواح والأشياء. لكنّ لعنةً تُحيط بهذه الدُّرفة، فكلّ من سعى وراءها لاقى حتفه في ظروفٍ غامضة.

في أحد الأيام، وصل إلى القاهرة شابٌّ طموحٌ يُدعى "يوسف"، سمع حكاية الدُّرفة من أحد المسافرين، فاشتعلت في داخله رغبةٌ عارمةٌ في امتلاكها. لم يكن يوسف يخشى الأرواح الشريرة، بل كان يؤمن بأنّه بذكائه وشجاعته، سيُتمكن من فكّ سحر الدُّرفة والسيطرة على قوّتها.

تسلّل يوسف خلسةً إلى سرايا عابدين، متسلّحًا بمصباحٍ قديمٍ وخريطةٍ رسمها له المسافر. واجه يوسف في طريقه العديد من المخاطر، واجه الظلام الدامس والأصوات الغريبة، لكنّه لم يتراجع.

وبعد عناءٍ شديدٍ، وصل يوسف إلى القبو الذي تُخفى فيه الدُّرفة. وجدها موضوعةً على قاعدةٍ من الحجر الأسود، مُحاطةً بشعلةٍ من النيران الزرقاء. تقدّم يوسف بحذرٍ، ومدّ يده ليمسك بالدُّرفة.

فجأة، اهتزّت الأرض، وخرج من الظلام عفريتٌ ضخمٌ ذا عينين حمراوين. صرخ يوسف رعبًا، لكنّه تماسك سريعًا، وتذكر حكاية السحر. رفع يوسف المصباح القديم، وقرأ آياتٍ من القرآن الكريم. ارتجف العفريتُ من شدّة نور القرآن، وتراجع إلى الخلف.

أدرك يوسف أنّ الفرصة قد حانت، فمدّ يده مرةً أخرى، وتمكّن من انتزاع الدُّرفة من مكانها. في تلك اللحظة، انطفأت الشعلة الزرقاء، وسقط العفريتُ مغشيًا عليه.

غادر يوسف السرايا مسرورًا بنصره، حاملًا معه الدُّرفة الملعونة. لكنّه لم يدرك أنّ لعنة الدُّرفة قد لحقته بالفعل. فمع مرور الوقت، لاحظ يوسف تغيّراتٍ غريبةً في نفسه. أصبح أكثر غضبًا واندفاعًا، وفقد السيطرة على تصرفاته.

بدأ يوسف يُسيء استخدام قوّة الدُّرفة، ممّا أدّى إلى وقوع العديد من الكوارث. أدرك يوسف أخيرًا خطأه، وأنّه قد وقع فريسةً لِلعنة الدُّرفة. قرّر التكفير عن ذنوبه، وفكّ سحر الدُّرفة، ورميها في نهر النيل، لكي لا تُسبب المزيد من الأذى.

وبالفعل، تمكّن يوسف من فكّ سحر الدُّرفة، والتخلّص من لعنتها. عاد إلى حياته العادية، نادمًا على ما فعله، معتبرًا ما حدث درسًا قاسيًا عن مغريات القوة والطمع.

وهكذا، انتهت حكاية عفريت سرايا عابدين، تاركةً وراءها عبرةً خالدةً: "أنّ قوّةٌ عظيمةً تأتي مع مسؤوليةٍ عظيمةٍ، وأنّه لا يجب السعي وراء المُحرمات مهما كانت مغرية."

ملاحظة: هذه القصة مُستوحاة من حكاياتٍ شعبيةٍ مصريةٍ عن العفاريت والسحر

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

36

متابعين

1

متابعهم

1

مقالات مشابة